قلق إسرائيلي من دعم منظمات السود لحقوق الفلسطينيين

09 أكتوبر 2016
تتهم المنظمة إسرائيل بالتمييز العنصري ضد الفلسطينيين (بيلغين شاشماز/الأناضول)
+ الخط -
تبدي أوساط إسرائيلية مرتبطة بدوائر صنع القرار في تل أبيب قلقاً كبيراً من التوجهات الأيديولوجية التي تتبناها منظمات تمثل السود في أميركا الشمالية، والتي باتت تأخذ طابعاً نقدياً لإسرائيل وممارساتها ضد الشعب الفلسطيني علاوة على أنها تسهم في رفد حركة المقاطعة الدولية ضد إسرائيل (BDS). وحذر "مركز يروشليم لدراسة المجتمع والدولة"، والذي يرأس مجلس إدارته دوري غولد وكيل وزارة الخارجية الإسرائيلي، في تقدير موقف صادر عنه، من دلالات البرنامج الأيديولوجي والسياسي الذي تبنته منظمة Black Lives Matter (حياة السود مهمة)، والتي تعد من أكبر التنظيمات التي تمثل السود في أميركا الشمالية. واعتبر المركز أن برنامجها "يتماهى مع الخط الدعائي الفلسطيني"، و"يتطابق مع أهداف حركة المقاطعة الدولية". وبحسب المركز، فإن المنظمة تتعاون مع منظمات حقوقية فلسطينية، مثل منظمة "عدالة" في "تشويه" سمعة إسرائيل ومحاولة المس بمكانتها في أميركا الشمالية، من خلال توظيف المعطيات التي تجمعها المنظمات الحقوقية الفلسطينية، والتي تفضح الممارسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، على حد وصفه.




وأورد المركز بعضاً من البنود من برنامج المنظمة المتعلق بالاحتلال، والتي جاء فيها أن "إسرائيل دولة تطبق نظاماً يقوم على التمييز والغبن الممنهج، وتحتل فلسطين عسكرياً منذ عشرات السنين".
وحسب المركز، فإن المنظمة توجه انتقادات لاذعة للسياسة الأميركية تجاه إسرائيل، إذ جاء في أحد بنود برنامجها أن "الولايات المتحدة تشنّ حرباً عالمية على الإرهاب من خلال بناء تحالف مع إسرائيل، وبالتالي هي شريكة لإسرائيل في حرب الإبادة الجماعية التي تمارسها ضد الشعب الفلسطيني". كما ترى المنظمة أن "المواطنين الأميركيين ودافعي الضرائب في الولايات المتحدة شركاء في المس بحقوق الإنسان، الذي تمارسه إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، من خلال الدعم العسكري والاقتصادي الذي يتم تقديمه لها". ويصف برنامج المنظمة، كما نقل المركز، إسرائيل بأنها "دولة تقوم على نظام الفصل العنصري، إذ يوجد 50 قانوناً يقنن التمييز العنصري ضد الشعب الفلسطيني، بيوت الفلسطينيين تهدم بشكل معتاد من أجل توفير الظروف التي تسمح ببناء المستوطنات غير القانونية. الجنود الإسرائيليون يعتقلون الفلسطينيين وضمنهم أطفال لم يتجاوزوا من العمر 4 سنوات دون إجراء قانوني مناسب، والفلسطينيون يضطرون للمرور من خلال حواجز عسكرية على طول جدار الفصل العنصري الذي تم بناؤه بالمال الأميركي".
وأشار المركز إلى أن المنظمة أعدت حملات دعائية تهدف إلى وقف الاستثمارات الأميركية في الصناعات العسكرية الإسرائيلية. ووفقاً للمركز، فإن المنظمة أعدت حملات لإجبار شركة "جي 4 أس" على وقف تعاونها مع مصلحة السجون الإسرائيلية. وبحسب المركز فإن المنظمة تخطط لشن "نضال" ضد التشريعات التي أقدمت عليها بعض الولايات الأميركية، والتي تنزع الشرعية عن أنشطة حركة المقاطعة الدولية. وأشار المركز إلى أن المنظمة تدعو إلى تنسيق الأنشطة بين كل "حركات التحرر" في العالم، لا سيما في فلسطين والدول التي تدعمها مثل جنوب أفريقيا.
وما يثير حفيظة المركز، المقرب من دوائر صنع القرار الإسرائيلي، حقيقة أن المنظمة لا تنتقد "الإسلام المتطرف"، بقوله إنها تعتبر أن "كل مسلم في أية بقعة من بقاع العالم هو ضحية التفوق الأبيض". ونقل المركز عن القيادية في المنظمة، جنايا حان، قولها إن منفذ عملية إطلاق النار في نادي المثليين في أورلاندو "لم تحركه دوافع إسلامية، بل هو نتاج مئات السنين من الكراهية التي انتجتها الإمبريالية، في حين أن الغرب الأبيض من مصلحته اتهام الإسلام بالإرهاب من أجل تبرير مواصلة العمليات العسكرية المبالغ فيها من أجل ضمان قتل أكبر عدد من المسلمين في جميع أرجاء العالم".
لكن أوساط التقدير الاستراتيجي في إسرائيل لا تقلق فقط من التحولات في موقف المنظمات التي تمثل السود من الكيان الصهيوني، بل تبدو منزعجة أكثر من زيادة التمثيل الديموغرافي لأصحاب البشرة السوداء وبقية العرقيات غير البيضاء في الولايات الأميركية، على اعتبار أن هذا التحول يعزز من مكانة الحزب الديمقراطي، وعلى وجه الخصوص المعسكر الذي يتخذ مواقف نقدية تجاه إسرائيل الذي مثله المرشح السابق للانتخابات الرئاسية بيرني ساندرز. ونقلت صحيفة "معاريف" أخيراً عن أوساط إسرائيلية رسمية توقعاتها بأن يخسر البيض في الولايات المتحدة تفوقهم الديموغرافي، ما يفسح المجال أمام حدوث تحولات جدية في مواقف النخب السياسية الحاكمة في الولايات المتحدة تجاه إسرائيل.