وقالت مصادر أمنية في الموصل إن عناصر من "الحشد الشبكي" الذي يتزعمه القيادي وعد القدو، المشمول بعقوبات وزارة الخزانة الأميركية الأخيرة والمعروف أيضاً بـ "اللواء 30"، في "الحشد الشعبي"، خرجوا في تظاهرة بالزي المدني، تحولت فيما بعد إلى اعتصام تسبب بقطع الطريق بين الموصل وأربيل، رداً على تحرك قوات الجيش لتسلم المناطق التي تحت سيطرة المليشيا رسمياً بناءً على قرارات الحكومة الأخيرة القاضية بهيكلة فصائل "الحشد"، وإعادة توزيع مناطق تواجدها.
وتسيطر المليشيا على مناطق سهل نينوى ذات الغالبية العربية المسيحية، شرقي الموصل. وتقضي خطوة الجيش بتولي ملف الأمن فيها وفقاً لخطة أعدتها الحكومة مسبقاً بإخراج كل الفصائل المسلحة من مراكز المدن والبلدات.
وترفض المليشيا الانسحاب من مواقعها وتسليمها لقوات الجيش وفقاً لقرارات الحكومة، تحت ذرائع مختلفة، من بينها حماية القرى التي يسكنها المكون الشبكي من الاعتداءات، غير أن مسؤولين بالأمن يؤكدون أن المليشيا المتورطة بانتهاكات واسعة في السنوات الماضية إلى جانب جرائم ابتزاز مالي للمواطنين عليها أن تخضع لقانون الحكومة الجديد.
وبحسب المصادر الأمنية ذاتها، فإن عناصر "الحشد الشبكي" رشقت قوات الجيش بالحجارة وقطعت الطرق بسواتر ترابية وأحرقت إطارات للسيارات لمنع تقدم قوات الجيش.
وبينت المصادر ذاتها أن عناصر "اللواء 30" المعتصمين نصبوا خيماً وأضرموا النيران على الطريق الذي يوجد فيه مكان اعتصامهم، موضحين أن الاعتصام سيبقى مفتوحاً.
وأشارت إلى فشل جهود القوات العراقية بالوصول إلى مكان سيطرة المليشيا بسبب قيام عناصر "الحشد الشبكي" برشق عجلات الجيش بالحجارة وقناني المياه البلاستيكية، ووجهوا لعناصرها عبارات تهديد وإهانة، ما اضطرها إلى الانسحاب، مؤكدة أن الأمور هناك في احتقان متزايد، وأن الوضع قد ينفجر في أية لحظة.
إلى ذلك، قال مسؤول حكومي عراقي رفيع إن الأمور في شمال البلاد بدأت تتطور بشكل متسارع، مؤكداً لـ "العربي الجديد" أن مسلحين بالزي المدني انتشروا في مناطق برطلة والحمدانية في محافظة نينوى.
ولفت إلى وجود خشية من تمدد تمرد "الحشد الشبكي" إلى مناطق أخرى قريبة من محافظة نينوى، مشيراً إلى وجود إصرار لدى القوات العراقية على ضبط الأمن في مناطق التوتر، وخصوصاً في سهل نينوى.
من جانبه اعتبر رئيس حزب "الحل"، جمال الكربولي، بأن "التمرد" على الجيش في نينوى لا يختلف عن أعمال تنظيم "داعش" الإرهابي.
وقال الكربولي، في تغريدة له على حسابه عبر موقع "تويتر" إن "أعمال التمرد وافتعال الشغب واستهداف الجيش العراقي لمنع تنفيذ أوامر القائد العام للقوات المسلحة الخاصة باللواء 30/ حشد لا تختلف عن أعمال داعش"، مطلقاً وسماً جديداً وهو #مع_الجيش_ضد_الأعمال_الداعشية.
Twitter Post
|
بالمقابل اعتبر محافظ نينوى منصور المرعيد، ما يحدث في سهل نينوى بأنه "يعكس صورة سلبية وقد يؤدي إلى منزلقات خطيرة لا يمكن تجاوزها بسهولة وهذا ما يرفضه الجميع، خاصةً في هذا التوقيت الحساس من تاريخ المحافظة".
وأضاف في بيان له أنه "يعمل على الخروج بنتائج مرضية لكل الأطراف تكون مخرجاتها لصالح المواطن أولاً ولفرض سيادة القانون ومنع حدوث خروقات أمنية في تلك المناطق ثانياً".
إلى ذلك، قال عضو البرلمان العراقي عن محافظة نينوى، قصي عباس، إن مئات المعتصمين من المكون الشبكي بدأوا اليوم اعتصاماً في المنطقة، مؤكداً في تصريح صحافي نصب عشرات الخيم في الشارع الرئيس الذي يربط الموصل بأربيل.
وفي السياق، قالت وسائل إعلام محلية إن قائد عمليات نينوى، اللواء نومان الزوبعي، بقي في مكانه في منطقة مجمع المرور شرقي الموصل بعد أن منعته مليشيا "الحشد الشبكي" من الوصول إلى المعتصمين للتفاوض معهم، موضحاً أن "الحشد الشبكي" طلب من الجيش مغادرة المنطقة.
وكانت الحكومة العراقية قد أصدرت ليل الأحد قراراً بسحب "الحشد الشبكي" من منطقة سهل نينوى.