استمع إلى الملخص
- شغل أنطونوف منصب السفير في فترة حساسة، حيث تعامل مع قضايا مثل التدخل الروسي المزعوم في الانتخابات الأميركية، وحروب إقصاء الدبلوماسيين، وانهيار اتفاقات الرقابة على الأسلحة، والحرب الروسية على أوكرانيا.
- يتمتع أنطونوف بخبرة دبلوماسية وعسكرية واسعة، وشارك في مفاوضات هامة مثل معاهدة "ستارت-3"، وواجه عقوبات من الاتحاد الأوروبي وكندا وسويسرا وأوكرانيا.
وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الخميس، على مرسوم إقالة السفير الروسي لدى الولايات المتحدة، أناتولي أنطونوف، وإعفائه من مهام المراقب الدائم لدى منظمة الدول الأميركية في واشنطن بعد سبع سنوات أمضاها في المنصب، ونُشر نص المرسوم على بوابة المعلومات القانونية الروسية.
وكان أنطونوف قد عاد إلى روسيا يوم الأحد الماضي على متن رحلة جوية خاصة بعد إكماله فترة مهامه والتي تولاها منذ تعيينه في عام 2017. وأوضح الناطق الرسمي باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، أن عودة أنطونوف لا تعني خفضاً لمستوى العلاقات الدبلوماسية، مضيفاً أن سفيراً جديداً "سيتم تعيينه في الوقت المناسب".
وشغل أنطونوف منصب السفير الروسي بواشنطن في فترة عصيبة في مسيرة العلاقات الروسية الأميركية بدءاً بالتحقيقات في التدخل الروسي المزعوم في انتخابات الرئاسة الأميركية في عام 2016، وحروب إقصاء الدبلوماسيين، وانهيار اتفاقات الرقابة على الأسلحة واحدة تلو الأخرى، وصولاً إلى الحرب الروسية على أوكرانيا وما ترتب عليها من فرض عقوبات غربية غير مسبوقة على روسيا، والدعم العسكري الأميركي المتواصل لكييف منذ عام 2022.
وعلى امتداد مسيرته، عُرف أنطونوف بجمعه بين الخبرة الدبلوماسية والعسكرية بحكم توليه ملف العلاقات الخارجية بوزارة الدفاع الروسية وترأسه الوفد الروسي في المفاوضات حول معاهدة الحد من الأسلحة الهجومية الاستراتيجية ("ستارت-3")، التي علقت روسيا مشاركتها فيها حاليا.
ووُلد أنطونوف في مدينة أومسك الروسية عام 1955، وبعد تخرجه في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية التحق بوزارة الخارجية السوفييتية عام 1978، قبل أن يحصل على درجة الدكتوراه من المعهد ذاته عام 1983. وبعد تفكك الاتحاد السوفييتي، شغل أنطونوف مناصب رفيعة بوزارة الخارجية الروسية، بما فيها نائب رئيس قسم شؤون الأمن ونزع السلاح (1995 - 1998)، ونائب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في جنيف (1998 - 2002)، ورئيس قسم شؤون الأمن ونزع السلاح (2004 - 2011)، كما ترأس العديد من الوفود الحكومية الروسية في مجال الأمن وتقليص الأسلحة.
وفي عام 2009، ترأس أنطونوف الوفد الروسي في المفاوضات حول معاهدة "ستارت-3" التي توّجت بتوقيع المعاهدة من قبل الرئيسين الروسي والأميركي آنذاك، دميتري مدفيديف وباراك أوباما، في براغ في إبريل/نيسان 2010 ثم تم تمديدها بعيد تنصيب الرئيس الحالي، جو بايدن، في بداية عام 2021.
وفي عام 2011، انتقل أنطونوف إلى وزارة الدفاع الروسية حيث شغل منصب نائب وزير الدفاع وتولى ملفات التعاون العسكري الدولي والاتصالات مع وزارات الدفاع الأجنبية. وخلال تلك الفترة، شارك أنطونوف في المفاوضات الروسية الأميركية حول قضايا نشر الدرع الصاروخية الأميركية في أوروبا، كما شملت مهامه إبلاغ الملحقين العسكريين الأجانب بالتدريبات والاختبارات المفاجئة لجاهزية الجيش الروسي.
ومع تفاقم الأزمة الأوكرانية منذ عام 2014 وإقدام روسيا على ضم شبه جزيرة القرم واندلاع النزاع في منطقة دونباس شرقي أوكرانيا، أدرجه كل من الاتحاد الأوروبي وكندا وسويسرا وأوكرانيا على قائمة العقوبات في عام 2015. وعاد أنطونوف إلى الخارجية الروسية في نهاية عام 2016، ليشغل منصب نائب وزير الخارجية لشؤون الأمن العسكري - السياسي، إلى أن عينه بوتين سفيرا لبلاده لدى الولايات المتحدة خلفاً لسيرغي كيسلياك في عام 2017.