معضمية الشام تواجه مصير داريا: التسليم أو التفريغ

31 اغسطس 2016
طالب النظام بتسلمه المدينة خلال أيام(أحمد عبود/فرانس برس)
+ الخط -
يبدو أن مدينة معضمية الشام الواقعة إلى الغرب من العاصمة السورية دمشق، ستواجه خلال الأيام المقبلة، مصيراً مشابهاً لما آلت إليه الأوضاع في جارتها داريا، إذ انتهت الاجتماعات التي ضمت وفداً ممثلاً عن المدينة، مع ضباطٍ من النظام، وضعوا شروطاً نهائية، تتضمن تسليمهم المدينة، مهددين ببدء حملة عسكرية ضخمة إذا ما تم رفض شروطهم.

وأفاد الناشط الإعلامي محمد نور، لـ"العربي الجديد"، صباح اليوم الأربعاء، بأن "الاجتماع الذي حضره ضباط روس، بين لجنة المفاوضات عن مدينة معضمية الشام ولجنة التفاوض من قبل قوات الأسد الممثلة بالعميد غسان بلال مدير والمفاوض أكرم جميلة، خلص إلى إبلاغ المفاوضين من أهالي المدينة، بأن الاجتماعات بين الجانبين انتهت، ويعتبر اجتماع الثلاثاء هو الأخير، لحين الإبلاغ بالموافقة أو الرفض"، وقد طالب النظام بتسلمه المدينة خلال أيام.

ووضع النظام شروطاً عدّة، تتضمن تسليم مقاتلي المعارضة لسلاحهم بشكل كامل، وتسوية أوضاع جميع المنشقين عن قوات النظام ومن حمل السلاح، ودخول مؤسسات الدولة إلى المدينة، وإعداد قوائم بأسماء الأشخاص الذين لا يرغبون بالتسوية وترحيلهم لخارج المعضمية باتجاه الشمال، وتشكيل كتيبة تحمل اسم الشرطة الداخلية بقيادة مشتركة من أهالي المدينة وقوات النظام.

وقالت مصادر خاصة لـ"العربي الجديد" في معضمية الشام، إن النظام هدّد وفد المدينة، بأنه و"في حال تم رفض بنود هذا القرار من قبل وفد معضمية الشام فإن المرحلة التالية، هي البدء بتنفيذ قرار عسكري روسي سوري، يتضمن إخراج النساء والأطفال وإعلان المعضمية منطقة حرب، وذلك لإنهاء ملف المعضمية بشكل تام وحسمه وذلك من خلال عملية عسكرية كبيرة".

وتعتبر هذه المدينة المتاخمة غرباً لداريا، وشرقاً لمطار المزة العسكري، من أوائل المدن السورية، التي شهدت تظاهرات مناهضة لنظام بشار الأسد، منذ شهر مارس/آذار عام 2011، وسيطرت المعارضة السورية المسلحة في أواسط العام التالي، على مساحات واسعة منها.

وتعرضت المدينة- بالتزامن مع استهداف الغوطة الشرقية- في 21 من أغسطس/آب 2012 للقصف بأسلحة كيميائية، ما خلف أكثر من ستين قتيلاً في المعضمية وحدها، قبل أن تبرم أول هدنة مع النظام، في 25 من ديسمبر/كانون الأول 2013، أفضت لفك الأخير حصاره جزئياً عن المدينة، التي تعرضت لعدة حملات عسكرية قبل ذلك وبعده، كان آخرها في مايو/أيار الماضي.



المساهمون