لفّ الغموض القصف الجوي الذي استهدف ليل الخميس ما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنها كانت أهدافاً عسكرية لـ"حزب الله" اللبناني ولقوات إيرانية في جنوب سورية، تحديداً في منطقة الكسوة (ريف دمشق). وفي حين تشير كل الترجيحات إلى أن الغارات مصدرها إسرائيلي، فإن تفسير القرار الإسرائيلي، في حال صدقت الترجيحات تلك، لا يزال غير واضح لجهة انعكاسه على العلاقة الإسرائيلية الروسية في سورية، بما أن الغارات المرجح أن تكون إسرائيلية، هي الأولى منذ 17 سبتمبر/ أيلول، تاريخ اندلاع الأزمة الكبيرة بين موسكو وتل أبيب، على خلفية إسقاط قوات النظام السوري بالخطأ طائرة روسية في اللاذقية، بسبب تزامن مرورها في الأجواء السورية مع غارات كانت تنفذها مقاتلات الاحتلال، وهو ما أدّى حينها إلى مقتل 15 عسكرياً روسياً. وفي ذلك الوقت، شهدت العلاقات الإسرائيلية الروسية توتراً كبيراً، حتى إن أنباء ترددت عن رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استقبال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حينها. ورغم إعلان نتنياهو أوائل شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي عن اتفاقه مع بوتين على عقد لقاء لمواصلة التنسيق الأمني، إلا أن هذا الاجتماع لم يحصل حتى اليوم، بما يزيد التساؤلات عن مدى التنسيق الإسرائيلي - الروسي على الساحة السورية في الفترة الأخيرة.
ولم يذكر الإعلام الرسمي السوري، حتى عصر أمس، إسرائيل بالاسم في الإشارة إلى هوية الطائرات، لكنه اكتفى بوصف الهجوم الذي استمر لنحو ساعة كاملة، بـ"المعادي"، مؤكداً إفشاله. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن، لوكالة "فرانس برس"، إنّ القوات الإسرائيلية استهدفت "مستودعات أسلحة لحزب الله والقوات الإيرانية" في الكسوة في القطاع الجنوبي لريف دمشق، تُستخدم، على حد قوله، "لتخزين الصواريخ بشكل مؤقت". وأضاف "يبدو أن الإسرائيليين كانت لديهم معلومات استخباراتية بأن أسلحة وصلت حديثاً إلى تلك المستودعات". كما استهدف القصف منطقة حرفا "على الحدود الإدارية مع ريف القنيطرة" في جنوب البلاد، التي قال المرصد إن فيها قاعدة عسكرية للنظام السوري. وأشار الى أن "الدفاعات الجوية السورية شوهدت تطلق صواريخها بكثافة" في سماء المنطقة. وتمكّنت الدفاعات التابعة للنظام من إسقاط صواريخ عدة لم تصل إلى أهدافها، وفق المرصد.
من جهتها، أفادت وكالة أنباء "سانا" التابعة للنظام، نقلاً عن مصدر عسكري، بأنّ "الدفاعات الجوية السورية تصدّت لأهداف معادية فوق منطقة الكسوة" في ريف دمشق و"أسقطتها"، من دون أن توضح طبيعة هذه الأهداف. وأشارت "سانا" إلى أن "العدوان (...) لم يستطع رغم كثافته تحقيق أي هدف من أهدافه"، و"تمّ التعامل مع جميع الأهداف المعادية وإسقاطها". كما نقلت صحيفة "الوطن" القريبة من النظام، عن مصدر عسكري، قوله إن "العدوان رغم كثافته لم يستطع تحقيق أي هدف من أهدافه وتم إسقاط جميع الأجسام المعادية". ولم يحدد المصدر، وفق "الوطن"، "ماهية العدوان وعدد الأهداف الجوية التي تم إسقاطها".
اقــرأ أيضاً
أما الجيش الإسرائيلي، فأعلن في بيان أن أياً من طائراته أو "أهدافه الجوية" لم تصب، من دون أن يعلق بالنفي أو الإيجاب على استهدافه مواقع في سورية. وذكر البيان الذي صدر باللغة الإنكليزية أن "المعلومات عن إصابة طائرة أو أي هدف جوي إسرائيلي كاذبة". وأورد أن صاروخ أرض جو أطلق باتجاه منطقة غير مأهولة بالسكان من هضبة الجولان السورية، لكنه لم يوضح ما إذا كان قد سقط في الجزء الذي تحتله إسرائيل. ولم تسفر الضربات، وفق تقارير أولية للمرصد السوري، عن أي خسائر بشرية.
التصدي لهذا الهجوم أثار تساؤلات عما إذا كان النظام السوري قد استخدم منظومة الدفاعات الجوية "أس-300" وتشويش اتصالات الطائرات القريبة منها، والتي سبق لموسكو أن أعلنت في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي أنها سلّمتها إلى النظام. لكن وكالة "سبوتنيك" الروسية نقلت عن "مصدر عسكري سوري رفيع"، أن قوات الدفاع الجوي التابعة للنظام "أسقطت غالبية الأهداف المعادية من دون استخدام منظومة أس-300 التي استلمتها دمشق من روسيا أخيراً". وأضاف المصدر: "تم إسقاط الأهداف المعادية بالوسائط التقليدية التي تمتلكها قوات الدفاع الجوي السورية، من مضادات جوية وصواريخ سام المطورة". وكان النظام قد اعتبر أن تلك المنظومة ستجبر إسرائيل على القيام بـ"حسابات دقيقة" قبل تنفيذ ضربات جديدة ضده.
وتكرّر إسرائيل أنها ستواصل تصديها لما وصفها رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو بمحاولات إيران الرامية لترسيخ وجودها العسكري في سورية وإرسال أسلحة متطوّرة إلى "حزب الله". ومنذ التدخل العسكري الروسي في سورية عام 2015، والذي ساهم بشكل كبير في استعادة قوات النظام لمناطق واسعة في البلاد وتحقيق انتصارات متتالية، أقامت روسيا مع إسرائيل آلية "منع الاحتكاك" تفادياً للصدام بين الطرفين. لكن بدا في الشهرين الماضيين أن هذه الآلية تعرضت لضربة جدية في 17 سبتمبر/ أيلول الماضي (حادثة إسقاط الطائرة الروسية في الساحل السوري)، لذلك ربما تفادت دولة الاحتلال المزيد من استفزاز روسيا، ولم تنفذ غارات، أو لم يُعلَن عن غارات إسرائيلية منذ حينها، رغم تشديد مسؤولي حكومة نتنياهو على أن إسرائيل ستواصل استهداف إيران و"حزب الله" في سورية رغم الأزمة مع روسيا. وكان لافتاً أنه حتى عصر أمس أيضاً، لم تعلّق موسكو على أنباء الغارات الإسرائيلية، مع أن وسائل الإعلام المتحدثة باسم الحكومة الروسية، رسمياً أو ضمنياً، مثل "سبوتنيك" و"روسيا اليوم"، كانت متحمسة في تغطيتها الخميس للأنباء التي روّجت لها دوائر النظام السوري حول إسقاط طائرة إسرائيلية، وهو ما نفت تل أبيب حصوله.
(العربي الجديد، فرانس برس)
اقــرأ أيضاً
من جهتها، أفادت وكالة أنباء "سانا" التابعة للنظام، نقلاً عن مصدر عسكري، بأنّ "الدفاعات الجوية السورية تصدّت لأهداف معادية فوق منطقة الكسوة" في ريف دمشق و"أسقطتها"، من دون أن توضح طبيعة هذه الأهداف. وأشارت "سانا" إلى أن "العدوان (...) لم يستطع رغم كثافته تحقيق أي هدف من أهدافه"، و"تمّ التعامل مع جميع الأهداف المعادية وإسقاطها". كما نقلت صحيفة "الوطن" القريبة من النظام، عن مصدر عسكري، قوله إن "العدوان رغم كثافته لم يستطع تحقيق أي هدف من أهدافه وتم إسقاط جميع الأجسام المعادية". ولم يحدد المصدر، وفق "الوطن"، "ماهية العدوان وعدد الأهداف الجوية التي تم إسقاطها".
أما الجيش الإسرائيلي، فأعلن في بيان أن أياً من طائراته أو "أهدافه الجوية" لم تصب، من دون أن يعلق بالنفي أو الإيجاب على استهدافه مواقع في سورية. وذكر البيان الذي صدر باللغة الإنكليزية أن "المعلومات عن إصابة طائرة أو أي هدف جوي إسرائيلي كاذبة". وأورد أن صاروخ أرض جو أطلق باتجاه منطقة غير مأهولة بالسكان من هضبة الجولان السورية، لكنه لم يوضح ما إذا كان قد سقط في الجزء الذي تحتله إسرائيل. ولم تسفر الضربات، وفق تقارير أولية للمرصد السوري، عن أي خسائر بشرية.
وتكرّر إسرائيل أنها ستواصل تصديها لما وصفها رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو بمحاولات إيران الرامية لترسيخ وجودها العسكري في سورية وإرسال أسلحة متطوّرة إلى "حزب الله". ومنذ التدخل العسكري الروسي في سورية عام 2015، والذي ساهم بشكل كبير في استعادة قوات النظام لمناطق واسعة في البلاد وتحقيق انتصارات متتالية، أقامت روسيا مع إسرائيل آلية "منع الاحتكاك" تفادياً للصدام بين الطرفين. لكن بدا في الشهرين الماضيين أن هذه الآلية تعرضت لضربة جدية في 17 سبتمبر/ أيلول الماضي (حادثة إسقاط الطائرة الروسية في الساحل السوري)، لذلك ربما تفادت دولة الاحتلال المزيد من استفزاز روسيا، ولم تنفذ غارات، أو لم يُعلَن عن غارات إسرائيلية منذ حينها، رغم تشديد مسؤولي حكومة نتنياهو على أن إسرائيل ستواصل استهداف إيران و"حزب الله" في سورية رغم الأزمة مع روسيا. وكان لافتاً أنه حتى عصر أمس أيضاً، لم تعلّق موسكو على أنباء الغارات الإسرائيلية، مع أن وسائل الإعلام المتحدثة باسم الحكومة الروسية، رسمياً أو ضمنياً، مثل "سبوتنيك" و"روسيا اليوم"، كانت متحمسة في تغطيتها الخميس للأنباء التي روّجت لها دوائر النظام السوري حول إسقاط طائرة إسرائيلية، وهو ما نفت تل أبيب حصوله.
(العربي الجديد، فرانس برس)