أكراد تركيا يوطدون علاقتهم بموسكو في عز الأزمة

21 ديسمبر 2015
الأكراد يتوجهون لموسكو في عز الأزمة مع أنقرة (Getty)
+ الخط -

في القوت الذي تعاني منه العلاقات التركية الروسية من توتر شديد، بعد قيام سلاح الجو السوري بإسقاط طائرة روسية على الحدود السورية، يتوجه صلاح الدين دميرتاش زعيم حزب الشعوب الديمقراطي التركي (ذو الغالبية الكردية) إلى موسكو، يوم غد، للقاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، وافتتاح مكتب لحزبه في موسكو، وذلك بينما تتصاعد الاشتباكات بين الجيش وقوات الأمن التركي وعناصر حزب العمال الكردستاني في جنوب شرقي البلاد.

وكان دميرتاش قد أعلن عن الزيارة، يوم السبت، خلال لقاء مع أحد القنوات التلفزيونية المحلية في مدينة دياربكر، قائلا:" يوم الأربعاء، سنلتقي بوزير الخارجية الروسي لافروف، وسنفتتح لنا مكتبا في موسكو"، مضيفا:" مازلنا مؤثرين ونريد استخدام قوتنا".

وانتقد دميرتاش ساياسات الخارجية التركية اتجاه موسكو، قائلا:" إن الخارجية التركية لاتتخذ الإجراءات اللازمة لتحسين العلاقات مع روسيا، حيث سيكون التوتر الروسي التركي على أجندة مباحثاتنا في موسكو"، مضيفا:" لقد تأثر الكثير من رجال الأعمال والطلبة بهذا التوتر، إن تركيا لم تتخذ أي خطوات لتحسين العلاقات، إن الرئيس (أردوغان) أغلق جميع الأبواب، لكننا مؤثرين ونريد استخدام قوتنا".

وأشار دميرتاش إلى أن سيفتتح خلال زيارته مكتب للحزب في موسكو، قائلا:" نريد أن نساعد أولئك الذين يعانون من مشاكل من حملة جواز السفر التركي، حيث سنفتتح مكتبا لنا في موسكو أيضا".

عادة ما كان يتوجه نواب الشعوب الديمقراطي خلال السنوات الأخيرة إلى مؤسسات الاتحاد الأوروبي للضغط على أنقرة، ولكنها المرة الأولى التي يتوجهون بها إلى موسكو إثر الانفتاح والدعم الغربي الكبير التي تلقته أنقرة مؤخرا، وذلك في الوقت الذي أشار فيه عدد من التقارير إلى اعتماد موسكو سياسات جديدة اتجاه تركيا، قامت على إثرها بتوطيد علاقاتها مع عدو أنقرة اللدود أي حزب العمال الكردستاني وجناحه السوري حزب الاتحاد الديمقراطي، حيث سمحت للأخير بفتح مكتب له في موسكو، كما قدمت له مساعدات عسكرية وصلت إلى 105 طن.

وفي غضون ذلك، أكدت وكالة الأناضول المقربة من الحكومة التركية نقلا عن مصادر استخباراتية، بأن قيادة اتحاد المجتمعات الكردستانية ( المظلة التي يعمل تحتها جميع التنظيمات التابعة لحزب العمال الكردستاني) قد وجهت تعليمات لنواب حزب الشعوب الديمقراطي لمناقشة أمر انسحاب نواب الحزب من البرلمان، فيما سيكون خطوة تصعيدية كبيرة على المستوى السياسي.

وبحسب الأناضول، فإن النواب تلقوا تعليمات لمناقشة الأمر بناء على نقاط معينة لإقناع الرأي العام الكردي بالخطوة، وهي " إن الدولة لا توجه سياسات ديمقراطية اتجاهانا ولا تقبل بطلبنا للحكم الذاتي، بل وتقوم بقتل الشعب الذي انتخبنا في الخنادق، وبالتالي وفي هذه الظروف فإن وجودنا في المجلس النيابي لا معنى له، وإن لم يكن لنا مكان في أنقرة فإننا نفضل الوقوف إلى جانب شعبنا في طلبه للإدارة الذاتية".

يذكر بأن مطلب الغدارة الذاتية تموضعه على البرنامج الانتخابي لحزب الشعوب الديمقرراطي خلال انتخابات نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بعد عودة الاشتباكات بين كل من العمال الكردستاني وقوات الجيش التركي في الأول من تموز/ يوليو الماضي.

في غضون ذلك أعلنت الهيئة العليا للأركان التركية، مقتل 105 من عناصر الكردستاني منذ اندلاع الاشتباكات بين الجانبيين في عدد من مدن وبلدات جنوب شرقي تركيا، قبل أيام.

كما قتل عسكريان تركيا وجرح أربعة آخرين في انفجار قنبلة زرعها عناصر تابعين للكردستاني ولاية بيتليس شرقي البلاد.

اقرأ أيضا: الأزمة الروسية التركية: داود أوغلو يلعب بالورقة الأوكرانية

دلالات