مصريون اتجهوا غرباً بعد أحداث رابعة

01 فبراير 2015
الظروف السياسية دفعت العرب إلى الهجرة نحو أوروبا(العربي الجديد)
+ الخط -
اضطر الدكتور محمد الصعيدي إلى مغادرة مصر بعد فض اعتصام رابعة العدوية "تحت ضغط تهم جاهزة وظفت في وسائل إعلام الانقلابيين للزج بكل معارض لهم في السجون، مثلما كانت مهزلة الحكم الجماعي بالإعدام مؤشرا خطيرا على فساد القضاء وتوظيفه في خدمة البيادة"، بحسب ما يقول الدكتور محمد، الذي وجد نفسه ومعه المئات والآلاف من المصريين يغادرون بلدهم بعد الانقلاب على الرئيس محمد مرسي في 2013.
يعتبر كثير من المصريين في دول أوروبية أن ما جرى في يوليو/تموز 2013 انقلاب على شرعية ثورة يناير ومحاولة لمحاكمة الثوار. وهؤلاء الذين صرحوا لـ"العربي الجديد" بما يدور في خاطرهم بعد 4 سنوات على تلك الثورة يعتقدون بأن "كل المحاولات الإعلامية والسياسية جاءت لتقلد مقولة النظام السوري عن المؤامرة، باعتبار الربيع العربي كله مؤامرة".
عبدالله منصور المقيم في أثينا منذ أغسطس 2013 يتساءل: "أين أحمد ماهر وأحمد دوما؟ وأين حركة تمرد اليوم مما يجري في مصر بعد الانقلاب الذي شرعن له البعض؟"، ويؤكد منصور "حتى أكون واضحا، لم أكن في يوم من الأيام معجبا بالإخوان المسلمين، لا فكرا ولا سياسة. لكنني أشهد الله اليوم أننا عشنا سنة من الحرية لم نحيها طيلة عمرنا. نحن مارسنا الديمقراطية وحرية التعبير في عهد مرسي، رغم عتبي عليه وعلى نهجه المتسامح، والإتيان بالسيسي، وعدم تطهير القضاء والإعلام، بينما اليوم يندم أصدقاء لي على اليوم الذي خرجوا فيه ينادون برحيل مرسي".
وللدكتور محمد وجهة نظره حول ما حدث أيام مرسي: "كان يمكن للإخوان أن يلقوا الكثير من المسؤوليات عن كاهلهم ويعملوا مع القوى الثورية الأخرى. أعرف مثل غيري أن الكذبة انطلت على كثيرين بأن الإخوان يتحملون مسؤولية أزمات مصر قبل يوليو 2013، لكن كيف كان يمكن لثورة يناير أن تحقق أهدافها إذا كان النظام المخلوع نفسه هو من كان يسير الأزمات هو والأمنيون في دولته العميقة".
عبدالباقي شرف يعتقد أن "الأمر كان مدبرا منذ البداية، أرادوا إيصال الناس إلى نقطة يكفرون فيها بالثورة، لكن البشر في مصر ليسوا بتلك السذاجة، رغم الجهل الإعلامي والسياسي الذي ضرب أطنابه منذ عقود، الناس تدرك الكذبة الكبرى اليوم وورطة العسكر في الكذب عما جرى في رابعة، وقد صار هذا الأمر في علم الجميع".
لم يكن من بدّ أمام عدد من النشطاء السياسيين المصريين إلا الارتحال غربا بعد أحداث رابعة؛ خوفا على أرواحهم، في انتظار الذي يأتي.
المساهمون