تغير المناخ يزيد عدد الليالي الحارة بالنسبة إلى ثلث سكان العالم

08 اغسطس 2024
درجات حرارة مرتفعة سُجّلت في ليالي إسبانيا أخيراً، 31 يوليو 2024 (لورينا سوبينا/Getty)
+ الخط -

يؤدّي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات حرارة الكوكب في أثناء النهار، وكذلك في خلال الليل. وقد أظهر تحليل علمي نُشر، اليوم الخميس، أنّ عدد الليالي التي تتجاوز فيها الحرارة 25 درجة مئوية قد ارتفع بصورة كبيرة بالنسبة إلى نحو ثلث سكان العالم، في أمر لا يخلو من عواقب صحية.

وقد تنطوي درجات الحرارة المرتفعة في أثناء الليل على خطورة، لأنّها تمنع جسم الإنسان من تبريد نفسه والتعافي من حرارة النهار. وفي هذا الإطار، توصي منظمة الصحة العالمية بإبقاء حرارة الغرف عند 24 درجة مئوية أو أقلّ في أثناء الليل، وهو الحدّ الذي يصير النوم بعده غير مريح، ومن الممكن أن يؤثّر في صحة الأشخاص الضعفاء، ولا سيّما الأطفال وكبار السنّ والمصابون بأمراض مزمنة.

وقارنت الدراسة التي أعدّتها مجموعة "كلايمت سنترال"، التي تضمّ علماء ومتخصّصين في مجال المناخ، المعدّل السنوي لليالي الدافئة بين عامَي 2014 و2023 مع عالم افتراضي خالٍ من تغير المناخ الذي يسبّبه الإنسان، بناءً على منهجية جرت مراجعتها من قِبل نظراء علميين باستخدام نماذج تتضمّن بيانات تاريخية. لكنّ الأخيرة غير متجانسة وغير مكتملة في عدد من البلدان، من هنا أتى اختيار الباحثين لعالم بديل حيث الأمر الوحيد الذي تغيّر هو كمية الكربون في الغلاف الجوي.

وخلصت الدراسة إلى أنّ 2.4 مليار شخص شهدوا، على مدى السنوات العشر الماضية، ما لا يقلّ عن أسبوعَين إضافيَّين من الليالي مع حرارة أعلى من 25 درجة مئوية مقارنة بعالم خالٍ من تغير المناخ الذي يتسبّب فيه البشر. وقد شهدت ترينيداد وتوباغو في منطقة البحر الكاريبي أكبر متوسّط زيادة سُجّل في أيّ من البلدان، مع 47 ليلة إضافية سنوياً تخطّت فيها الحرارة 25 درجة مئوية. من جهتها، عانت مدينة بومباي الهندية من شهرَين إضافيَّين من الليالي الحارة.

في سياق متصل، أفاد كبير علماء معهد "لورييت" لأبحاث الدماغ بالولايات المتحدة الأميركية نك أوبرادوفيتش وكالة فرانس برس بأنّ "ارتفاع درجات الحرارة في أثناء الليل، خصوصاً في الأوقات الحارة من العام، يمكن أن يضعف النوم ويقلّل من التعافي البدني بعد درجات الحرارة المرتفعة نهاراً، الأمر الذي قد يخلّف آثاراً متتالية على الصحة".

ولفت العالم، الذي لم يشارك في دراسة "كلايمت سنترال"، إلى أنّ عتبة 25 درجة مئوية "ليست قيمة مطلقة، أي إنّ الصحة تكون جيدة في الدرجات التي تقلّ عنها، وتتدهور في حال تخطّيها"، لكنّ عواقبها تتغيّر بحسب الأشخاص، ولا سيّما إذا زادت الحرارة، الأمر الذي يؤدّي في بعض الأحيان إلى ظروف من الممكن أن تصير مميتة.

تجدر الإشارة إلى أنّ دراسات عدّة أظهرت أنّ درجات الحرارة التي تزيد على 25 درجة مئوية في أثناء الليل تؤدّي إلى تدهور جودة النوم ومدّته، الأمر الذي يُعَدّ أمراً حيوياً لوظائف الإنسان، كذلك تزيد من مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية واضطرابات القلب والأوعية الدموية والوفيات، خصوصاً بين كبار السنّ وذوي الدخل المنخفض.

(فرانس برس)

المساهمون