أعلنت "دار بنغوين" عن إصدارها ترجمة مجموعة "أرخص الليالي" للكاتب المصري يوسف إدريس (1927-1991)، ضمن سلسلة كلاسيكياتها بترجمة وتقديم وديدة واصف، ومقدّمة كتبها عز الدين شكري فشير، وقدّمتها الدار بأنها مجموعة تعبّر عن "عبقرية القصة القصيرة" وتضيء على "حياة الطبقات الشعبية والفقيرة في مصر".
وتعتبر مجموعة "أرخص ليالي" من الأعمال المبكرة لإدريس التي صدرت عام 1954، ومزج فيها بين لغة الأدب والعامية المصرية، وتضمّ عدداً من أهمّ ما كتب إدريس، وتحمل عنوان القصة الأولى فيها، والتي تصوّر حالة رجل مؤرق يتأمّل بغضب في حالة حياته والفقر المدقع الذي يجد نفسه فيه.
يقود إدريس شخصيات قصصه بالتعاطف، ومهارته في المراقبة الذكية، وبالفكاهة القذرة، ويستكشف الحياة المشحونة للطبقات المطحونة في القاهرة، دون أن يلتفت إلى السلطة التي تضطهدهم السلطة في قصص يوسف إدريس ماثلة في الواقع الذي نراه لا يخاطبها ولا يتوجه إليها لكنه يترك حياة الأفراد تتحدّث عنها، مستكشفاً أشكالها في الدين والحب والموت أيضاً.
تضمّ المجموعة 21 قصة من عناوينها "نظرة"، و"الشهادة"، و"على أسيوط"، و"الهجانة" و"أم الدنيا"، و"المرجيحة"، و"ربع حصة"، و"مشوار"، و"شغلانة"، و"في الليل"، و"خمس ساعات".
بدأ إدريس في نشر قصصه في مجلتي "المصري" و"روز اليوسف"، وجرّب أن يدرس الطب النفسي ويمارسه ثم انصرف عنه، وفي عام 1961 انضمّ إلى المناضلين الجزائريين في الجبال وحارب معهم ستة أشهر.
في مصر بدأ يكرّس جهده للكتابة القصصية والرواية والمسرحيات، كما عمل صحافياً وحصل على عدّة جوائز تقديرية وفي 1963 حصل على وسام الجمهورية، ونشر قصصه في بيروت والقاهرة، وكتَب في مواضيع سياسية ومُنعت له مسرحية "المخططين" التي انتقد فيها جمال عبد الناصر.
ورغم تعدّد كتابات إدريس لكن أدبه القصصي هو الأكثر تأثيراً في نتاجه الأدبي؛ ومن أبرز مجموعاته "جمهورية فرحات"، و"العسكري الأسود"، و"لغة الآي آي"، و"ليلة صيف"، و"العتب على النظر"، و"قاع المدينة"، أما روايته فقد صدر منها ثمانية ومن عناوينها "العيب"، و"الحرام"، و"رجال وثيران"، من أبرز مسرحياته "الفرافير"، و"اللحظة الحرجة"، و"البهلوان"، و"ملك القطن".