ناجي شاكر.. ستار على مسرح العرائس المصري

19 اغسطس 2018
(1932 - 2018)
+ الخط -

يعدّ الفنان المصري ناجي شاكر (1932 – 2018) الذي رحل مساء أمس السبت، أحد أبرز مؤسسي فن العرائس في مصر منذ إنشاء اول فرقة متخصّصة بهذا الفن عام 1959، استطاع أن يحفط أبرز المرويات والملاحم التراثية، وأن يبتكر أبطالاً أصبحوا أيقونات خالدة في الذاكرة الشعبية.

ولد الراحل في القاهرة وتعلّم الرسم في سن مبكرة على يد الفنان الإيطالي كارلو مينوتي، قبل أن يلتحق بـ"معهد ليوناردو دافنشي" ثم بكلية الفنون الجميلة التي تخرّج منها عام 1957 متخصّصاً في مسرح الدمى، حيث جرى اختياره للمشاركة في تصميم أول عرض عرائس في مصر حول شخصية الشاطر حسن.

عُرضت مسرحية "الشاطر حسن" على خشبة مسرح "معهد الموسيقى العربية" في العاشر من آذار/ مارس 1959، وكانت من تأليف صلاح جاهين وألحان محمد شحاته ثم تلتها "بنت السلطان" التي كتبها بيرم التونسي، إلى جانب عمله مصمّماً للديكور في "سهرة مع الجريمة من تأليف توفيق الحكيم وإخراج حسن عبد السلام، و"الزير سالم" من تأليف ألفريد فرج وإخراج حمدي غيث.

شكّل تعاونه مع صلاح جاهين وسيد مكاوي محطّة مهمة في مشواره، حيث قدّموا سوية "أوبريت الليلة الكبيرة" عام 1961 والذي أخرجه صلاح السقا، مستوحاة من القصيدة التي كتبها جاهين وتحمل العنوان ذاته، ومع تحقيقها نجاحاً واسعاً حيث تم عرضها مئات المرات، ولا تزال تستهوي كثيراً من الفنانين لتقديمها، أنتج الفريق أعمالاً أخرى مثل "حمار شهاب الدين".

بموازاة عمله مدرّساً في كلية الفنون، استمر شاكر في تصميم الديكور والأزياء في السينما والمسرح، ومن أبرزها فيلم "شفيقة ومتولي" للمخرج علي بدرخان، ومسرحية "شغل أراجوزات" من تأليف محسن مصيلحي وإخراج أحمد إسماعيل.

استند الفنان إلى معرفته الواسعة بالتراث القصصي منذ مشروع تخرّجه في الجامعة الذي اختار فيه شخصية "عقلة الأصبع"، ما أفاده عند تأسيس "المسرح القومي للعرائس" عام 1963 الذي لم تقتصر أعماله الاولى على تقديم الحكايات الشعبية المروية، حيث جرى العمل على تشكيل أرشيف شعبي موازٍ في الذاكرة الجمعية.

استطاع شاكر أن يبتكر أبطالاً أصبحوا أيقونات مسرح العرائس مثل "ريحانة"، وكذلك فكرة الأوبريت متنوّع الشخصيات ما أضاف تعدّد الأصوات والحكايات؛ حكايات شعبية لكن بروح معاصرة ترصد حياة الموالد والأحياء القديمة القاهرية وصراعاتها، وكأن وصلاً لم ينقطع مع حكايات "الزير سالم "و"السيرة الهلالية".

يحسب للراحل انفتاحه على ما قدّمه المسرح الغربي في هذا المجال منذ سنوات دراسته الجامعية، حيث يشير في أكثر من مقابلة إلى أن فيلم "حلم ليلة صيف" للمخرج التشيكي جيري تنكا كان محطة أساسية في تطوير أدواته وتقنياته.

المساهمون