وقفة مع عثمان أشقرا

19 يناير 2019
(عثمان أشقرا)
+ الخط -

■ ما الذي يشغلك هذه الأيام؟
- يشغلني هذه الأيام ما شغلني في الأيام السابقة، وفي كل الأيام: هل من معنىً لكلِّ ما يقع من أحداث في كوكبنا الأرضي الذي أضحى بحجم كفّ. ومِن وراء ذلك أتساءل: كَفُّ من هو؟ كفُّ عفريت؟


■ ما هو آخر عمل صدر لك وما هو عملك المقبل؟
- آخر إصداراتي رواية "الجامع والمرسيديس" ("منشورات ما بعد الحداثة"، فاس 2017). وعملي الآتي يصدر عن "دار أفريقيا الشرق" بعنوان "مدخل إلى التنوير". كما يُعرض قريباً فيلم "هالا مدريد فيسكا بارصا" من إخراج عبد الإله الجوهري وقد كتبتُ فيه السيناريو، وكذلك كتبت سيناريو مسلسل "المفتّش حمّادي" للتلفزيون، وهو من إخراج داوود أولاد السيد.


■ لو قُيّض لك البدء من جديد، فأيَّ مسار كنت ستختار؟
- هل اخترتُ أصلاً مساراً بعينه لكي اختار مساراً آخر من جديد؟


■ ما هو التغيير الذي تنتظره أو تريده في العالم؟
- منذ سنوات وحكماء وعقلاء (قليلون مع الأسف) يُنبّهون البشرية إلى أن الكارثة قادمة لا محالة ما لم تُتّخذ إجراءات سياسية واقتصادية وبيئية بعينها. لم تُتّخذ هذه الإجراءات مع الأسف، أو أنها اتُّخذت ناقصةً. وعليه، وكما يقول تعبير بالعامية المغربية: الله يحفظ وخلاص.


■ شخصية من الماضي تودّ لقاءها، ولماذا هي بالذات؟
- أودّ لقاء الفيلسوف الهولندي باروخ سبينوزا، أعتبره حكيماً ورمزاً من رموز العقلانية والتحرُّر.


■ صديق يخطر على بالك أو كتاب تعود إليه دائماً؟
- الأصدقاء والكتب كثيرون. لا أعتمد على صديق بعينه (هل يمكن أن أحمّل صديقاً ما لا طاقة له به؟). كما لا أطمئن إلى كل ما أقرأ. قد يحدث أن أتوقّف عند قراءة كتاب ما في بدايته أو منتصفه، رغم الدعاية المحيطة به والجوائز (ربما) التي نالها، وأُلقي به جانباً وأقول: هذا الكتاب ليس بجليس، في استعادة لبيت المتنبّي الشهير: أعزّ مكان في الدنى سرج سابح/ وخير جليس في الزمان كتاب.


■ ماذا تقرأ الآن؟
- بصدد قراءة كتابٍ للصحافي المغربي محمد البريني بعنوان "الكهف والرقيم"، وقد صدر حديثاً، وهو يسرد تجربة مناضل يساري مغربي أصبح على رأس أكبر جريدة يسارية في البلاد. هذا العمل يفتح على أسئلة كثيرة، منها: كيف أن "حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية" الذي هو أكبر حزب جماهيري يساري في المغرب، كان يمكن أن يبدأ في تحقيق اشتراكية- ديمقراطية، لكن مع الأسف هُزمت "الوردة الاشتراكية" وانتصرت "الشاشية المخزنية".


■ ماذا تسمع الآن وهل تقترح علينا تجربة غنائية أو موسيقية يمكننا أن نشاركك سماعها؟
- من عاداتي ألّا أستمع إلى موسيقى وأنا أكتب. أنا من الذين يفضّلون الكتابة وسط الصمت. بعد الانتهاء من الكتابة، قد أستمع إلى موسيقى، وفي ذلك ليس هناك خيارات ثابتة... يُمكنني أن أنتقل من بيتهوفن إلى الحسين التولالي، لا فرق. يحدث ذلك بحسب المزاج لا أكثر.


بطاقة
كاتب وباحث سوسيولوجي مغربي من مواليد خريبكة سنة 1951. من أعماله البحثية: "في سوسيولوجيا الفكر المغربي الحديث"، و"المتن الغائب.. دراسات في الفكر المغربي الحديث"، و"العطب المغربي.. بحث في أصول التحديث وإعاقاته"، و"علّال الفاسي: الوطنية والهوية المغربية"، و"الوطنية والسلفية الجديدة في المغرب". ومن إصداراته الأدبية: "رجال الميعاد" (مجموعة قصصية)، و"محنة الشيخ اليوسي" (نص مسرحي)، "ودار الماكينة" و"بولنور" و"الجامع والمرسيديس" (روايات).

دلالات
المساهمون