"برلين التسعينيات" عنوان المعرض الذي يتواصل في "متحف دي دي آر" في العاصمة الألمانية حتى الثامن والعشرين من شباط/ فبراير من العام المقبل، ويتناول الحريات الفنية والاتجاهات الأناركية وعلاقة التكنولوجيا بالفن في المدينة بعد سقوط الجدار الفاصل بين شطريها الشرقي والغربي في التاسع من تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1989.
صورة أخرى لبرلين يقدّمها المعرض باستخدام تقنيات متعّدة الوسائط، حيث تبدأ جولة الزائر بتجربة تفاعلية من خلال فيلم يتناول التغيّرات الكبرى التي أسفرت عن الحدث التاريخي ليس باعتباره الشاهد على نهاية الانقسانم والحرب الباردة التي كان مسرحها الأساسي في الدولتين الألمانيتيّن القائمتين آنذاك، بل بتتبع التحولات التي أصابت الألمان.
ظهرت في تلك المرحلة حركات فنية متطرّفة تدعو إلى الحريات المطلقة وتنتقد المؤسسة بوصفها إطاراً مقيداً للأفراد، وتمّ إنشاء فضاءات جديدة للفن والثقافة، وأقيم موكب للحب حضره أكثر من مليون زائر يجري عرض وقائعة في قاعة تغطي المرايا جدرانها، حيث تظهر عليها انعكاسات المشاهد المتتالية، ويستمع الزائر إلى أناشيد الحب بصوت فنانين مثل إيمانويل توب، ويستبام، فيليكس، دي-شاك، كيرنكرافت، أندر ورلد وفايثليس.
"رؤساء برلين" عنوان العرض المستوحى من فكرة اجتماع الناس من الشرق والغرب للاحتفال بوحدة المدينة وحريتها، حيث تروي ثلاث عشرة شخصية وقائع تلك الأيام العاصفة، عبر مشاركتهم قصصهم الشخصية ورؤيتهم لما حدث خلال العقود الثلاثة الماضية.
كما تصوّر الأعمال المعروضة كيف جرى تحويل العديد من المنشآت الصناعية المهملة في برلين الشرقية إلى صالات عرض للفنون ونوادٍ للشباب والتي انتشرت بشكل كبير جداً، ومنها معمل لتصنيع النقود المعدنية في وسط المدينة، كما يكشف فيلم "برلين المفقودة" الفضاءات الثقافية التي اختفت بشكل متسارع أيضاً وكيف تحوّلت إلى مشاريع تجارية.
يشير المنظّمون إلى أن فكرة المعرض انبثقت من كون "برلين تواجه حالياً أزمة في الهوية، وعليها أن تعمل بنشاط من أجل إنشاء مساحات إبداعية جديدة للفنانين والطلاب وغيرهم من الشباب"، و"لا ينبغي بيع برلين لأعلى مزايدة"، في إشارة إلى تأثيرات النظام الرأسمالي الذي يتجاهل الإبداعات الثقافية ويهتمّ بتكديس الثروات فقط.