بولا ريجيا.. مدينة أثرية على حافة النار

06 اغسطس 2017
(من بولا ريجيا، تصوير: زاهر كمون)
+ الخط -

تعيش تونس منذ أيام على وقع موجة من الحرائق التي أتت على مساحات من الغابات، ضمن موجة حرائق تعرفها بلدان حوض المتوسّط بسبب ارتفاع درجات الحرارة في الأسابيع الأخيرة.

أكثر المناطق تضرّراً في تونس هي منطقة الشمال الغربي، والتي تجاوزت الحرائق فيها المجال الغابي إلى بعض التجمّعات السكنية، وأيضاً المواقع الأثرية، كما هو الحال مع أحد أكبر المواقع الأثرية الرومانية في شمال تونس؛ بولا ريجيا.

حسب تقارير الجهات الأمنية، فإن النيران طالت هكتارين من مساحة الموقع الأثري الذي يمثّل بقايا مدينة من كبريات المدن في العصر البونيقي (عصر الحروب بين قرطاج وروما)، وأن تدخّلات رجال المطافئ حالت دون وصول النيران إلى قلب الموقع (الفوروم والمسرح الدائري)، كما أن النيران لم تصل إلى المتحف الذي يتضمّنه.

في نفس السياق، كانت تقارير أخرى قد أشارت إلى كون الحرائق لا تعود إلى الأسباب المناخية وحدها، إذ إن جزءاً منها يعود إلى عمليات حرق مقصودة دون أن يجري ربط حريق الموقع الأثري بذلك.

لكن ما يمكن الخروج به من الحادثة هو عدم توفّر الموقع نفسه على آليات حماية، وبالتالي ظلّ تحت رحمة تدخّل خارجي. كان كل تأخر يعني مزيداً من توسّع الحريق في المنطقة الأثرية، وهي مدينة كانت في وقت سابق عاصمة للملك النوميدي ماسينيسا ومنه أخذت تسميتها حيث تعني بولا ريجيا في إحدى تفسيرات معناها عن اللاتينية القديمة "قطرة الماء الملكية"، فقد كانت عاصمة لـ ماسينيسا سلّمها له الرومان نظير تحالفه معهم في الحرب ضدّ قرطاج ثم استردّوها لاحقاً باعتبار أنهم كانوا يديرون منها الزراعة في شمال أفريقيا وأيضاً لموقعها بين أهم مدينتين في المنطقة وقتها؛ قرطاج وهيبون (عنابة حالياً).

هكذا، فإن المدينة التي يرتبط اسمها بالماء، ويعود تأسيسها إلى قرابة ألفيّتين ونصف، كادت تندثر معالمها  - أو جزء منها - في أحد حرائق 2017. 

دلالات
المساهمون