محمود سعيد: عبثٌ بأعماله في معرض استعادي

30 يونيو 2024
(محمود سعيد، 1897 - 1964)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- وسائل الإعلام المصرية تعبر عن قلقها بشأن تخريب أعمال الفنان محمود سعيد قبيل معرض استعادي، مع دعوات لوزارة الثقافة بالتحقيق وإيقاف المعرض مؤقتًا.
- رئيس قطاع الفنون التشكيلية يوعد بالرد على اتهامات التخريب، بينما يطالب بيصار بتدخل وزارة الثقافة ورئيس الوزراء لحماية تراث الإبداع التشكيلي.
- يكشف بيصار عن تفاصيل التخريب مثل تغيير براويز اللوحات، مما يهدد أصالة وقيمة أعمال محمود سعيد التاريخية، مشددًا على ضرورة حماية إرثه الفني.

انشغلت وسائل إعلام مصرية، منذ أمس، بما وصفته العبث والتخريب اللذين طاولا أعمالاً للفنّان المصري محمود سعيد (1897 - 1964)، أحدِ مؤسّسي الحداثة التشكيلية في بلاده، والذي يجري الإعداد لمعرض استعادي لتجربته.

وطالب الناقد والتشكيلي صلاح بيصار وزارة الثقافة المصرية، في منشور على فيسبوك، بضرورة النظر في "ملفّ تخريب أعمال الرائد محمود سعيد"، وإيقاف المعرض والتحقيق الفوري بما حدث، مُشيراً إلى امتلاكه أوراقاً وصوراً تُثبت التخريب.

وعلّق وليد قانوش، رئيس "قطاع الفنون التشكيلية"، وهي إحدى الجهات المعنيّة بالموضوع، في تصريحات صحافية، قائلاً إنّه سيردّ على الاتّهام الذي وجّهه بيصار عبر بيان رسمي لم يصدر حتى اللحظة، ليردّ بيصار بمنشور آخر كتب فيه أنّ الملفّ "أصبح خارج نطاق قطاع الفنون التشكيلية. نخاطب وزارة الثقافة ونستنجد بالسيّد المهندس رئيس الوزراء من أجل الحفاظ على تراث الإبداع التشكيلي المصري".

طالب صلاح بيصار بالتحقيق في إتلاف ثمانية لوحات لمحمود مختار

وتساءل الناقد: لماذا وكيف يمكن استحداث براويز (أطر اللوحات) جديدة،  تسبّب بإتلاف اللوحات على الرغم من أنّ "البرواز جزء من السيرة الذاتية للوحة، خاصّة في الأعمال التاريخية التي تُمثّل علامات في حركة الإبداع"، مضيفاً: "مَن وراء نزع بعض براويز أعمال الفنّان، والواقع يؤكّد أنّها كانت ذات إطارات، وكيف نصل إلى حقيقة تلك اللوحات؟".

ولفت بيصار إلى أنّه يحوز مراسلات بين إدارات قطاع الفنون التشكيلية تؤكّد حدوث هذا التخريب الذي يفتقد، وفق قوله، إلى الوعي بقيمة العمل الفنّي، موضّحاً أنّ المذكّرة الأُولى موجَّهةٌ من القائم بتسيير أعمال الإدارة العامّة لبحوث صيانة وترميم الإعمال الفنّية إلى رئيس الادارة الفنّية للمتاحف والمعارض، تتضمّن ملاحظات للجهة المستعيرة بـ"اتخاذ كافّة الإجراءات الاحترازية، وتلافي أخطاء العنصر البشري، حيث التلف الناتج نتيجة إهمال بشري"، مشيراً إلى "وجود ثماني لوحات تمّ تأطيرها بمعرفة إدارة 'مجمع الفنون'، ممّا أحدث تلفيات يجب استرجاعها لأصلية العمل".

من أعمال محمود سعيد
من أعمال محمود سعيد

وتُبيّن هذه الملاحظات، التي نشرها بيصار كاملةً، بأنّ "اللوحات الآتية في قاعدة البيانات بالإدارة العامّة للترميم لها براويز، بينما الملاحَظ أنّها تخلو من البراويز في المعرض. وأرفق بيصار صوراً لهذه اللوحات والتي من بينها: "الطفل الأحمر" و"بدوية" و"ذهب النيل"، وهي من مقتنيات "متحف الفنون الجميلة" بالإسكندرية، إضافةً إلى لوحة "موسيقي متجوّل" من مقتنيات "متحف الجزيرة".

ويشير بيصار إلى مذكرة ثانية موجَّهة من رئيس الإدارة المركزية للمتاحف والمعارض إلى رئيس قطاع الفنون التشكيلية تُقرّ بما ورد في المذكّرة الأُولى، وذلك من أجل الاطلاع والتوجيه، بحسب بيصار الذي نوّه إلى أنّ العبث باللوحات حصل بعلم إدارة "مجمع الفنون"، الذي وصفه بأنّه "جهة غير مختصّة، سمحت بالإتلاف عبر نزع البراويز التي تُعدّ جزءاً مكمّلاً للوحة، مختتماً منشوره بالتساؤل: "لماذا تمّ هذا النزع ومَن أدرانا بصحّة اللوحة؟"، في إشارة إلى احتمالية سرقة اللوحات وتزويرها.

يُذكر أن محمود سعيد حصل على درجة البكالوريوس في الحقوق، كما درس في "أكاديمية غراند شومير" بباريس، وعمل في سلك القضاء حتى إحالته للتقاعد عام 1947 من أجل التفرّغ للفنّ، وشارك في العديد من المعارض الفردية والجماعية في إسبانيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وكوريا الجنوبية وإيطاليا وروسيا، وتوجد أعماله ضمن مقتنيات العديد من المتاحف المصرية والأجنبية.

المساهمون