يرتبط اسم الباحث اللبناني رمزي منير البعلبكي بمعجم "المورد الأكبر" الذي بدأه والده المترجم والناشر (1918 – 1999) وأكمله من بعده، إلى جانب دراساته التي تركّزت على النظريّة النحويّة العربيّة، وفقه العربيّة والساميّات المقارن، وتاريخ المعجم العربيّ.
صدر له حديثاً عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، كتاب "التراث المعجمي العربي من القرن الثاني حتى القرن الثاني عشر للهجرة" الذي يقف فيه عند التنوّع الكبير في أنماط تصنيفها من حيث الموضوعات، وترتيب المواد، والاستيثاق من صحّتها وشواهدها، والمكانة الرفيعة والمحورية التي حظيت بها المصنَّفات المعجمية في التراث العربي والإسلامي.
"أمننا اللغويّ بين عوامل الاطمئنان والقلق" عنوان محاضرته التي يلقيها عند الرابعة من مساء الأربعاء المقبل، الثامن عشر من الشهر الجاري، بتنظيم من "منتدى النهضة الفكري" في عمّان احتفاء باليوم العالمي للغة العربية، ويقدّمه أستاذ العلوم السياسية زيد عيادات.
يشير بيان المنظّمين إلى أن "العلاقة ما بين اللغة والهوية وجهود النهضة هي علاقة وجودية، فالنهضة العربية الحقّة من غير الممكن تحققها إلّا بنهضة أوسع وأعمّ يكون النهوض باللغة والتخطيط اللغوي أحد ركائزها الكبرى".
ويضيف: "تعتبر اللغة العربية ثاني أكثر اللغات انتشاراً في العالم بعد الإنكليزية والفرنسية؛ إذ يبلغ عدد ناطقيها ما يقارب خمسمئة مليون، إلا أن هذا الانتشار الأفقي لا يقابله انتشارٌ في المنتوج الثقافي والعلمي العربي المطبوع أو الرقمي".
يطرح المحاضر عدّة تساؤلات مثل: كيف تواكب اللغة التدفق المتزايد للمعلومات وقنواتها مع امتداد تأثير الثورة الرقمية؟ وأي مستقبل للغة وما هي المؤشرات اللغوية الأخرى في مجتمعنا؟ وما هي دلالاتها؟ وكيف يمكن تعزيز استخدام اللغة والنهوض بها؟
يُذكر أن رمزي منير البعلبكي حاصل على درجة الدكتوراه في تاريخ النحو العربي وعلم الساميّات المقارن من "جامعة لندن" سنة 1978، وأصدر عدّة مؤلفات من بينها: "الكتابة العربية والساميّة: دراسات في تاريخ الكتابة وأصولها عند الساميّين"، و"معجم المصطلحات اللغوية؛ وفقه العربية المقارن: دراسات في أصوات العربية وصرفها ونحوها على ضوء اللغات الساميّة".