فضل القوريني: في غياب ذاكرة أثرية

26 فبراير 2017
(1948 - 2017)
+ الخط -
إذا كانت آثار المنطقة بصفة عامة تعاني من النهب والتهريب مع انهيار حضور الدولة في أكثر من بلد عربي، فإن آثار ليبيا قد تكون معاناتها أكبر في ظلّ عدم اهتمام رسمي بها على اختلاف الأنظمة التي حكمتها، قبل أن يزيد الوضع سوءاً مع سقوط البلاد في ما يشبه الحرب الأهلية منذ 2011، وفي سياقها تتالت الإشارات إلى نهب الآثار والمتاجرة بها من دون أن يكون ممكناً تقديم أرقام بسبب غياب الإحصاءات الرسمية سابقاً.

مجهودات فردية في التوثيق هو ما يمكن أن ينقذ هذه الآثار أو يشير على الأقل إلى الأضرار. أول أمس، رحل أحد أبرز رجال الآثار في ليبيا، فضل القوريني في نهاية عقده السادس، والذي عُرف بكونه المرجع الأوّل في بلاده، خصوصاً حول الآثار الإغريقية التي تنتشر شرق البلاد.

ولد القوريني سنة 1948 في مدينة شحات. خلال دراساته الجامعية تخصّص في الآثار الإغريقية، وانتقل إلى الدراسة في أثينا حيث حصل على درجاته العلمية. إضافة إلى الجانب الأثري، قدّم الباحث الليبي مساهمات حول دراسة اللغة الإغريقية القديمة، ووضع حولها أشهر إصداراته "اللغة الإغريفية والنقوش"، وكذلك تحقيقه لـ "رسائل سينيسيوس القوريني".

قبل العودة إلى بلاده، حيث شغل مناصب أكاديمية في البيضاء ودرنة، وكذلك مستشاراً فنياً للآثار في المنطقة الشرقية، عمل القوريني في عدة مؤسسات بحثية في العالم مثل منظمة أيكوم للمتاحف في باريس وجمعية الدراسات الليبية في لندن، وهي مواقع جعلت منه في السنوات الأخيرة أحد المراجع التي تعود إليها منظمات دولية، ووسائل إعلام للتثبّت من أخبار نهب مواقع أثرية في ليبيا.

المساهمون