علياء مسلم: في التأريخ النوبي لنهر بلا سد

19 يوليو 2019
(خروج النوبيين من قراهم، 1963)
+ الخط -

كيف توثّق المجتمعات تاريخها عندما يغرقها دين من المعارك الكبيرة والإنجازات القومية؟ وما هي المفردات التي يمكن أن تعبّر عن الجغرافيا والمجاري المائية التي اختفت أو تغيرت على نحو لا رجعة فيه؟

هذه بعض أسئلة الباحثة والفنانة علياء مسلم التي تناقشها في محاضرة تحت عنوان "أرشفة النيل - نظرة و"أذن" في التأريخ النوبي لنهر بلا سد"، والتي تلقيها في "المعهد الهولندي الفلمنكي" في القاهرة عند الخامسة والنصف من مساء الخميس، 25 من الشهر الجاري.

يوثّق الأرشيف النوبي  لنهر النيل المتدفق قبل بناء السد العالي في أسوان، والحياة بمحاذاة المياه التي لا يمكن التنبؤ بما يمكن أن تفعل. وتقوم أشكال مختلفة من الممارسات الأرشيفية بتوثيق صوت الماء، إلى جانب تسمية الأرض التي نشأت من الفيضانات؛ وقرى قبل أن تغمرها المياه؛ والمواجهات السياسية مع الدولة للمطالبة بالتعويض.

ملصق المحاضرة

لكن هذه الممارسات التأريخية بأشكالها المختلفة، موسيقية وبصرية، تفعل أكثر من مجرد إنتاج ذكريات عن النهر بشكله السابق أو في حياته الماضية، فهي تقدم طريقة للمعرفة ولنقلها عبر أجيال من المجتمعات النوبية.

تناقش مسلم في هذه المحاضرة نماذج من هذه المحفوظات التي تغذّي فهمنا لما يعنيه العيش بمحاذاة الماء، فهي باحثة تهتم بالأغاني التي تروي القصص التي تحكي النضالات الشعبية وراء الأحداث المعروفة التي تشكّل تاريخ المنطقة.

أجرت مسلم بحثاً حول التاريخ الشعبي لمصر الناصرية، عبر إعادة قراءة قصص وتجارب المقاومة الشعبية في بورسعيد (1956) والسويس (1967) وبناء السد العالي في أسوان، من خلال تجارب البناة والنوبيين.

كما تناولت تاريخ المجتمعات النازحة بسبب السد، والتي نقلت تاريخها وحزنها للتهجير من خلال الأغاني والحكايات، وساهمت من خلال ذلك في مشروع "احكِ يا تاريخ" الذي يسعى إلى استكشاف تاريخ المجتمع في أسوان وبورسعيد والإسكندرية والأحياء التاريخية في القاهرة.

كذلك، بدأت مسلم مؤخراً في مشروع يبحث في تجارب العمّال المصريين على مختلف جبهات الحرب العالمية الأولى، من خلال الأغاني والمذكرات التي تحكي عن صراعاتهم المختلفة.

المساهمون