تقف هذه الزاوية، مع مبدع عربي في أسئلة سريعة حول انشغالاته الإبداعية وجديد إنتاجه وبعض ما يودّ مشاطرته مع قرّائه.
■ ما الذي يشغلك هذه الأيام؟
- شغلتني في الفترة الأخيرة الأوضاع السياسية المتسارعة في تونس، من ذلك الانتخابات الرئاسية، إضافة إلى متابعتي المنتظمة للمشهد الفني والثقافي في تونس، حيث أشاهد وأشارك زملائي وأصدقائي أعمالهم الفنية.
■ ماهو آخر عمل صدر لك وماهو عملك القادم؟
- في المسرح، أدّيت شخصية دونكشوت في مسرحية بعنوان "دونكشوت كما نراه" التي انطلقت عروضها في حزيران/ يونيو الماضي، وهو عمل من إنتاج "قطب المسرح" في مدينة الثقافة في تونس العاصمة، أخرجه الشاذلي العرفاوي، وشاركني في الأداء المنصف العجنقي في دور سانشو بانزا. في السينما، كان آخر عمل شاركت فيه بعنوان "فتوى" لمحمود بن محمود، وتلفزيونياً شاركت في مسلسل "ممالك النار" الذي سيبثّ على "نتفليكس". أخيراً على مستوى الكتابة، صدرت لي مجموعة شعرية بعنوان "هو هذا ما يظل بيننا".
■ هل أنت راض عن إنتاجك؟ ولماذا؟
- لا يجوز الرضا الكامل، غير أنني راض إلى حد كبير إذ أدرس أي مشروع قبل الإقدام عليه، ولا أدّخر جهداً في تقدير أي منجز فني ثقافي يليق بالمشهد التونسي والعمل بجدية حتى تبقى الثقة متبادلة بيني وبين الجمهور في مختلف المجالات الفنية التي أشتغل ضمنها.
■ لو قيّض لك البدء من جديد، أي مسار كنت ستختار؟
- في صغري، كنت أتمنى أن أقود القطار. بعد مرور عقود، بتُّ أعتقد بأن الممارسة الفنية ككتابة النصوص المسرحية والشعر والتمثيل والإخراج، هي أيضاً نوع من القيادة، حيث إن القيادة لا تكون مقتصرة على تحريك وسيلة نقل.
■ ما هو التغيير الذي تنتظره أو تريده في العالم؟
- أعتقد بعمق بأنه لا بد أن يتغيّر الواقع الذي نعيشه في عالمنا اليوم. لا بد أن يغيّر الناس تفكيرههم في التابوهات ونظرتهم إلى أنفسهم وخصوصاً نظرتهم إلى الآخر. لا أحد منا يملك الحقيقة، إنما نكتشفها بالتواضع مع الآخر المختلف والمتغير والمتجدد.
■ شخصية من الماضي تود لقاءها، ولماذا هي بالذات؟
- أحبّ الشخصيات المعقّدة والتي يصعب تفسير ما أقدمت عليه، ومنها شخصية أدولف هتلر، وهو شخصية كاريزماتية لها قصة تراجيدية، ورغم كل ما نعرفه عن تفاصيل حياته يصعب فهمه ولماذا فعل كل ذلك. أنا ضد الطريقة التي أدار بها الأمور، وما جرّه من دمار وحروب، ولكن أقدّر فيه إيمانه بفكرته.
■ صديق يخطر على بالك أو كتاب تعود إليه دائماً؟
- صديقي فوزي زرّوق انقطعت أخباره وهو من رفاقي الأوفياء. في الفترة الأخيرة كثيراً ما يخطر ببالي، ولأكثر من مرة خلال اليوم. أما كتابي المفضّل فهو "زوربا اليوناني" لـ نيكوس كازانتزاكيس، وبنفس الدرجة رواية "مائة عام من العزلة" لغابرييل غارسيا ماركيز.
■ ماذا تقرأ الان؟
- بصدد قراءة رواية "في ممر الفئران" لأحمد خالد توفيق.
■ ماذا تسمع الآن وهل تقترح علينا تجربة غنائية أو موسيقية يمكننا أن نشاركك سماعها؟
- ذائقتي الفنية كلاسيكية، بتهوفن وموزار وباخ، هم أكثر من أستمع إليهم، وطبعاً هناك فيروز والتراث التونسي. أدعوكم لمشاركتي الاستماع إلى الفنان التونسي أنور براهم في معزوفتيْ "خطوة القط الأسود" و"مقهى أستراخان".
بطاقة
كاتب ومخرج وممثل مسرحي وشاعر تونسي من مواليد 1972. أخرج مسرحيات كلاسيكية كثيرة مثل: "عطيل" و"أنتيغون" و"فاوست" وأعاد صياغة بعضها بالعامية التونسية. من أعماله المسرحية الأخرى: "حماة الحمى" (إخراج، 2015)، و"برج لوصيف" (تمثيل، 2016)، و"فريدوم هاوس" (تمثيل، 2017). ومن إصداراته الشعرية: "وجهان"، و"الجسر"، و"نقطة خارج المستقيم".