مجرد طائر زاحف

01 يوليو 2018
عمل لـ أوسكار دومنغيز
+ الخط -
لا أعرف لماذا بدأت الكتابة، لكني أعرف أنها هدية مجهولة المصدر.
أعترف: لدي مستقبل أقل من أي وقت مضى. أعيش لحظة مصقولة الحواف.
أُعيد تحرير ما كُتب وأُزيل كل الومضات. أحاول استيلاد قصة مريرة مع مسحة من الفكاهة.
أتوقف عند فقرة وأسرح: من الظلم واليأس إلى اليأس والظلم.
كلا، إنها لا تدور في هذه العقود وهذه النواحي.
كما أن ملايين السياح الذين جاءوا إلى المدينة، ملأوها بالأسلوب المبتذل.
الأهالي يشكون في خطاب طويل، مرسل بالبريد المستعجل إلى يسوع.
بينما أحدهم ـ ربما تكون أنت ـ يشعر بالتلف، الانتهاك أو الإساءة.
لا يستطيع أن يفهم مثل هذا النمط من البلوى.
"وفي أي محكمة يمكن أن أشتكي من معارضة محكمة أخرى"؟
كانت تقريباً مسألة عدالة شعرية: أن ينقلع الرئيس، هناك.
ثم ترشّح جنرال ومعه مرشح رئاسي غير مرئي.
وبعد كل ما جرى، غدا المرء كغيره: مجرد طائر زاحف.
إنما، لا بأس، فالمبتذل هو السطح الذي اعتدنا عليه، ولكن إذا كان هناك خدوش، فحتماً ستظهر أشياء مدهشة.
المبتذل هو طريقة للعد بشكل تراتبي: واحد، اثنان، ثلاثة، إلخ.
كلا، يجب أن نعد هكذا: واحد، ربما خمسة، أربعة بالتأكيد، وهكذا كي لا نيأس ونمل.
عدم العد التقليدي، مثير للبهجة المؤقتة.
فالتفاصيل مهمة في الأدب ومن الصعب نسيان ذلك عند الدخول في سوء تفاهم مع مراسل الوحي.
والألم هو الألم، عندما لا توجد طريقة لاحتوائه، فإنه يتفاعل مع الغضب.
إن الغموض الذي يحيط بالجو يحمل اسم امرأةٍ أوكرانية الآن.
وبعد ساعة من المقابلة، سيصرخ مجهولون بشكل قاطع: هناك ثلاثة أصوات مستقلة، ثلاثة كتب يمكن قراءتها بشكل منفصل: صوت الشاعر، صوت الصعلوك، وصوت صداهما.
تحدثُ التجربةُ، فماذا سيفعل الشخص الذي يكتشف أن الأشياء التي آمن بها قد اختفت. إنه مثل جده الفلاح الذي هُجّر من أرضه.
يراوده وهو يقرأ شكٌ: هل كُتب هذا الكتاب بأربع أيدٍ؟
وهل أزعر يتبختر في سوق سوداء. سيظل أزعرَ ويسمى: البنك الدولي؟
لكن هذا الحنان نحو البشر، بوصفهم صنائع سياقهم. هذا التفهم، مُبالغٌ فيه.
فحتى لو كانوا ملائكة، إنما الأرض أضيق من أن تكفي لرئتَي شاعر.
أغصّ بعيد الفطر، وحولي لغات أفهم بعضها.
أعود للجبل، أقرأ وأفكر: هذا العملاق الأدبي الذي يدعى خوليو كورتاثر.
لا أفكر ولا أقرأ: أريد أن أبكي لأني أحب ذلك.
لأنني لست رجلاً ولست شاعراً ولست ورقة،
لكن النبض الجريح الذي يدور حول الأشياء على الجانب الآخر.
مكافحة الأكاديمي، مكافحة الرسمي، مكافحة العقائدي بالفن.
الفن هو السحر المطلق. خيال رائع وبدون حدود، شهادة حية من القرون عن القرون، يكتبها مثقف إنساني ملتزم لقارئ إنساني مشكوك في مدى التزامه.
على كل، شكراً لقبيلة الاستثناء على وجودهم، غابراً كان أم حاضراً.
الذين علّموك أن تحب الوضوح، الطلاقة أيضاً والمعجم المخصب. ليس من السهل رؤية ذلك، ليس فقط في الكتّاب الآخرين، إنما أيضاً في الأشخاص الآخرين من أي طبقة اجتماعية.
من المدهش والمحزن أن تكون ككاتبٍ رائعاً.


* كاتب فلسطيني مقيم في برشلونة
المساهمون