تأسّست مجموعة "فهرس النشرية" في برلين عام 2015، على يد الفنانين سامي رستم وعمر نقولا وكنان درويش، بهدف البحث في موضوع النشر وثقافته وتاريخه وحاضره، في المنطقة العربية إلى جانب النشر العربي في بلاد الشتات.
وتتمحور أبحاث المجموعة الفنية حول علاقة الثقافات بالنشر، فتشمل حقول اللغة والأرشيف والفنون وغيرها، وفي هذا الإطار تقيم "فهرس" محاضرة أدائية عند السابعة من مساء الغد، في "مؤسسة محمد وماهرة أبو غزالية" (م.م.أ.غ) في عمّان، بالتزامن مع معرض "كيف تعاود الظهور بين أوراق النشر المستقل" الذي افتتح أول أمس.
المحاضرة التي تأتي تحت عنوان "وجوه مستعارة" (وقد أصدرت المجموعة العام الماضي عملاً فنياً على هئية مجلة بالاسم نفسه)، تتطرق إلى رحلة ثلاث شخصيات مُتخيلة إلى عوالم الحرب الباردة في ستينيات القرن الماضي، حيث تعتبر حقبة الحرب الباردة من أكثر المراحل خصوبةً وحرجاً في التاريخ الثّقافي لمنطقة شرق المتوسط وشمال أفريقيا، إذ تداخلت فيها السياسة بالعمل الثقافي.
وفي قلب ذلك التغيير الثّقافي تواجد الكتّاب والشّعراء والمترجمون، إذ أقدم كثيرٌ منهم على إنشاء تكتّلات والقيام بمبادرات، ونشر الكتب، وتأسيس دورٍ للنّشر، من هنا تقوم المحاضرة بالربط بين الممارسات الثقافية في ذلك الوقت وفي عصرنا، من خلال مناقشة استقلالية العمل الفني في إطار سياسات الهيمنة الثقافية.
تتحرّك الشخصيات ضمن شبكة دولية من المؤسسات الأكاديمية والثقافية وتتنقل بين أيديولوجيات سياسية متناقضة، كما تربط تجارب تلك الشخصيات الحقائق التاريخية بالمتخيل، وتبحث في علاقة السيرة الذاتية لمجموعة "فهرس" نفسها بما جمعوه من أرشيف للمنشورات والرسائل والمذكرات والصور لمثقفي حقبة الحرب الباردة.