إصدارات.. نظرة أولى

12 مارس 2019
يوكو وادا/ اليابان
+ الخط -

في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.

هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.

مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين الفن المعاصر والمعاجم والفكر والدراسات التاريخية وعلم النفس والقصة القصيرة.

■ ■ ■


عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، صدر كتاب للباحث والفنان التشكيلي التونسي خليل قويعة بعنوان "العمل الفني وتحوّلاته بين النظر والنظرية: محاولة في إنشائية النظر". يقارب المؤلّف جملة من القضايا الإشكالية المتعلّقة بالتحوّلات القيمية والمفاهيمية، التي أجّلت طلائعية الفن المعاصر، وشكّلت أطروحاته حول إعادة ترتيب منزلتي النظر والناظر، بينما كانت المراحل السابقة تؤسّس مشروع العمل الفني، بالنظر إلى مركزية مبدعه الأصيل في العملية الإبداعية، فجرى إعلاء جمالية الإنتاج على حساب جمالية التلقي.


عن "مؤسّسة مسارات" و"دار الرافدين"، صدر حديثاً "معجم المفردات المندائية في العامية العراقية" للباحث قيس مغشغش السعدي. يفكّك المعجم مئات المفردات التي يتداولها اللسان العراقي عامة والتي لا تتأسّس على جذر عربي؛ إذ إنّ بعضها سومري وآخر أكدي وآرامي طُمس التعرُّف على أصولها واستخداماتها السابقة، ومنها المعاني الأصلية للعديد من الكلمات التي تحتفظ به اللغة المدوّنة للصابئة المندائيين باعتبارها الفرع النقي للغة الآرامية الشرقية، وكانت سائدة في وسط وجنوب العراق، ولا يتحدّث بها اليوم أكثر من مائة شخص.


عن دار "الانتشار العربي"، صدر حديثاً كتاب "التغيير والإصلاح... مطالعة في التأسيسات والإشكاليات والمعوقات" للباحثة الكويتية إيمان شمس الدين. يتضمن العمل محاولة في فهم طبيعة التغيّرات الاجتماعية المتفاعلة مع البعدَين السياسي والديني اللذين يقاربان العدالة كمفهوم عام، وفي تطبيقه على حياة الإنسان، حيث العدالة في توزيع الثروات، وفي الحقوق والواجبات، وفي الحريات، وأيضاً كمرجعية مقاصدية تعرض عليها القوانين والأحكام، وما هي المرجعية المعرفية التي يجب اعتمادها لتكوّن المُؤَسِّسَة معايير للعدالة.


"جمهورية الضحك الأولى: سيرة التنكيت السياسي في مصر" عنوان كتاب الباحث والصحافي المصري طايع الديب، الصادر عن "مؤسسة بتانة". يرصد المؤلّف النكتة السياسية التي انتشرت خلال فترات حكم الرؤساء الثلاثة جمال عبد الناصر وأنور السادات وحسني مبارك بين 1952 و2011، وكيف تعاملت الأجهزة الرسمية بجدية تامة مع النكت المتداولة باعتبارها مؤشّراً لرأي الناس بالمسؤولين، ونوعاً من المعارضة السياسية السرية استطاعت أن تغيّر بعض القوانين وآليات الحكم، وكيف تمّت دراستها في أوساط أكاديمية في باريس وموسكو خاصة.


يصدر قريباً عن "دار التكوين" كتاب "الدياليكتية الجنسية، دفاعاً عن الثورة النسوية" للكاتبة النسوية الكندية الأميركية شولميت فايرستون، وقد نقلته إلى العربية السورية عزّة حسون وقدّمت له نوال السعداوي. تقوم المؤلفة في هذه الدراسة المعمقة بتعرية نظريات فرويد، مزيلة ما تصفه بـ"القداسة الزائفة" حولها. وترى أن النساء قُمعن واضطُهدن بأنواع مختلفة من السلطة، ومن بينها سلطة التحليل النفسي. يبدّد الكتاب الأفكار المغلوطة حتى اليوم، والتي تختزل مشكلة المرأة في دين واحد أو طبقة أو هوية أو بيئة أو جغرافيا معينة.


صدر حديثاً عن دار "جداول" كتاب "ظلمة تتهاوى: محاولة لفهم الانتحار" للكاتبة والطبيبة النفسية كي ريدفيلد جيمسون، بترجمة طلال العمري وهدى متبولي. يتناول العمل الاكتئاب الذي يقود إلى الانتحار. ومن خلال عملية استكشاف تاريخية وعلمية للموضوع مع مقالات شخصية عن حالات الانتحار الفردية، تلفت الكاتبة الانتباه إلى موضوع الانتحار، وفهم العقل الانتحاري، والتعرُّف على أولئك المعرّضين للخطر، وفهم الآثار العميقة على من تركوا وراءهم. الكتاب يستند أيضاً إلى تجربة شخصية خاضتها الكاتبة مع محاولة الانتحار.


صدر حديثاً عن دار "اكتب" الجزء الأول من القصص القصيرة الكاملة للكاتب الأميركي إدغار آلان بو، وقام بنقلها إلى العربية المترجم محمد عامر. وصلت القصص القصيرة التي كتبها آلان بو إلى تسع وستّين قصة، ويتضمن هذا الجزء ثلاثاً وعشرين منها، وسيصدر الجزء الثاني والثالث منها قريباً. إلى اليوم، لم تُقدَّم تجربة الكاتب الأميركي كاملةً إلى العربية، رغم أنه يُعتَبر مؤسّس كتابة الرعب والغموض والجريمة والقصص البوليسية. من أشهر قصصه: "القط الأسود"، و"وجرائم في شارع مورغ" وغيرهما.


صدر عن "الدار العربية للعلوم" كتاب "الغازي مصطفى كمال أتاتورك" للمؤرّخ التركي إيلبير أورتايلي. وقد أصدرت الدار قبلاً سلسلة "إعادة اكتشاف العثمانيين" في أربعة أجزاء. ينطلق الكتاب من عام 1880 وبداية تراجع السلطة العثمانية، ثم يروي سيرة أتاتورك (1881 - 1938) في قراءة جديدة من نوعها، متناولاً بالتفصيل الحروب التي خاضها ومنها حرب طرابلس الغرب، وحرب البلقان، والحرب العالمية الأولى، ثم يبدأ في التوثيق للحظة تأسيس تركيا الحديثة ودور أتاتورك والصراعات التي خاضها في تلك الفترة قبل التحول من السلطنة إلى الجمهورية.


"رامبرانت وفيرمير والعصر الذهبي الهولندي... روائع من مجموعتي لايدن ومتحف اللوفر" عنوان الكتاب الصادر حديثاً عن "دار الساقي" من تأليف بليز دوكوس، ولارا ياغر كراسيلت. يتناول الكتاب مرحلة شهدت ازدهاراً للفنون في جمهورية هولندا خلال القرن السابع عشر قبل أن تعود إلى الملكية، متتبعاً سيرة حياة الفنانيْن رامبرانت (1606 – 1669) وفيرمر (1632 – 1675) والتنافس بينهما وعلاقاتهما مع مجايليهما، والمواضيع التي اشتغلا عليها كتصوير الحياة اليومية في فترة تميزت بانتعاش البلاد اقتصادياً، ما ترك تأثيره المباشر على الأدب والفن.

المساهمون