إصدارات.. نظرة أولى

28 يناير 2020
جودي ألكسندر/ الولايات المتحدة
+ الخط -

في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.

هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.

مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين دراسات علم السكّان والفكر والتاريخ والسيرة واليوميات والرواية والسياسة والفن المعاصر.


■ ■ ■

ضمن سلسلة "ترجمان" (المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات)، صدر مؤخّراً كتاب "الديموغرافيا: التحليل والنماذج" للباحث الفرنسي لوي هنري (1911 - 1991)، وقد نقلته إلى العربية مدى شريقي. يُقدّم المؤلّف إضاءة عامة على علم الديموغرافيا من خلال محاولة تعريفه وتحديد أدواته وموضوعاته. يؤكّد هنري ضرورة عدم الاقتصار على جمع البيانات والإحصائيات لدراسة السكّان، منتقداً انتشار هذا التوجّه ضمن المقاربات الأكاديمية والسياسات العامة، وداعياً إلى الذهاب أبعد في التحليل، من خلال الاستفادة بالخصوص من التاريخ.


في مجلّدين، صدر مؤخّراً عن "منشورات الجمل" كتاب المفكّر الألماني بيتر سلوتردايك  (1947) "نقد العقل الكلبي" بترجمة ناجي العونلي. يشتغل سلوتردايك في مباحثه الفلسفية على النقد الثقافي والسياسيات والإستطيقا، فضلاً عن الرواية ووسائل الإعلام. وفي عمله الصادر لأوّل مّرةٍ سنة 1983، يتناول فكرة "سلطة المعرفة" التي باتت - وفقه - قضية مدمّرةً للفلسفة في القرن العشرين. يُعرّف المفكّر "الكلبية" بأنها الوعيُ الزائف المستنير، و"الكلبيّين" بأنهم سوداويون لهم القدرة على السيطرة على الاكتئاب والعمل في كلّ الظروف.


عن "بيران"، صدر مؤخّراً كتاب "نهاية العصر الوسيط" للمؤرّخ الفرنسي جويل بلانشار. يضع المؤلف حدّاً زمنياً بين 1328 و1515 كفترة للانتهاء التدريجي للعصر الوسيط ودخول العصور الحديثة، وهو يفنّد بعض الاعتبارات السلبية تجاه هذه الفترة؛ إذ يعتبرها "زمناً مليئاً بالألوان"، غير أن المؤرّخين استبقوا منها بالأساس محطّات مأساوية مثل: حرب المئة عام، وانتشار الطاعون، لكن العودة إلى النصوص الأدبية، وخصوصاً منها الشعبية، يتيح بحسب بلانشار زاوية نظر مختلفة تماماً، مؤكّداً أن عناصر عصر النهضة تبلورت جميعها في تلك الفترة.


عن "منشورات ورقة"، صدر مؤخّراً كتاب "الطريق إلى محتشد رجيم معتوق" لـ عمّار الجماعي. يعود العمل المصنّف كـ"سيرة روائية"، بحسب غلافه، إلى سنة 1987، حيث يرسم من خلال احتجاز عدد من الطلبة في ثكنة عسكرية مرحلة نهاية حكم حبيب بورقيبة وخلافته من قِبل زين العابدين بن علي. يورد المؤلّف أسماء شخصيات رافقته في الاعتقال، وصارت فاعلة في الحياة السياسية التونسية لاحقاً مثل سالم لبيض (وزير التربية سابقاً)، وشكري بلعيد (قيادي يساري اغتيل في 2013)، وسنان العزابي (كاتب رحل في 2014)، ومحسن مرزوق (رئيس حزب حالياً).


"جبل الرمل" عنوان كتابٍ سيَري مصوَّر للكاتبة والمصوّرة الفلسطينية رندا شعث، صدر عن "دار الكرمة"، وفيه تروي تجربتَيها الإنسانية والمهنية وأبرز المواقف التي عاشتها في بلدانٍ عربية عديدة. وُلدت شعث في الولايات المتّحدة لأب فلسطيني وأمّ مصرية، وعملت مصوّرة لـ "وكالة الصحافة الفرنسية" في مصر وغزّة خلال التسعينيات، ثمّ مصوّرةً ومصمّمةٍ صحف ودور نشرٍ مصرية، كما عملت على مشاريع مختلفة حول فلسطين والقرى النوبية والقاهرة، وصدرت لها ثلاثة كتُب أُخرى؛ هي: "وطني على مرمى حجر"، و"مصر أم دنيا"، و"تحت سماء واحدة".


صدر مؤخّراً عن منشورات "توليكا" وبالتعاون مع "منشورات جامعة كولومبيا"، كتاب "النزوح والمواطنة: تاريخ وذكريات الإقصاء" لكلّ من الباحثات الهنديات فيجايا راو، وشامبهافي براكاش، ومالاريكا سينها روي، وبابوري بورا. يتناول الكتاب التدفّقات المعاصرة للهجرة القسرية والنزوح الداخلي بسبب حالات النزاع في جنوب آسيا (الهند، بنغلاديش)، وأميركا اللاتينية (بيرو)، وأوروبا (ألمانيا، النمسا)، وأفريقيا (جزيرة ريونيون، ناميبيا، رواندا)، حيث تميّز كلّ مجتمع من هذه المجتمعات بالتشرّد الناجم عن السياسات الاستعمارية والعبودية.


عن "مركز دراسات الوحدة العربية"، صدرت مؤخّراً النسخة العربية من كتاب "تفكيك الاشتراكية العربية" للباحث اللبناني علي القادري. في العمل الذي صدر لأوّل مرّةٍ باللغة الإنكليزية سنة 2016، يدرس القادري التجربة الاشتراكية العربية، محلّلاً بُنياتها الطبقية وأبرز ما شهدته من تطوُّراتٍ أسهمت في تفكٌّك تلك التجارب منذ السبعينيات وانتقالها عكسياً باتجاه النيوليبرالية التي قضت على إنجازات المرحلة الاشتراكية؛ وأبرزها تطوير القطاعات الإنتاجية وتحسين مستوى المعيشة والتعليم ومتوسّط الدخل وإعادة التوزيع العادل للثروة.


يصدر قريباً عن "منشورات ديافنز" الألمانية كتاب بالإنكليزية تحت عنوان "ما هو الفن المعاصر"، لأستاذ الفلسفة والباحث الإسباني ألكسندر غارسيا دوتمان، وفيه يرى أن الفن غالباً ما يمارس اليوم بتوافقٍ تامٍ مع روح العصر النيوليبرالي، ويبحث العلاقة الشائكة والمركبة بين الفن والسياسة في عالم اليوم، وجوهر النقاش السياسي الجمالي، كما يناقش كيف يعمل التطرّف في الفنون المعاصرة على تقوية الأيديولوجيات السياسية الحالية، مما يؤدي في النهاية إلى إحباط التغيير الاجتماعي الحقيقي بدلاً من دفعه إلى نتيجة أخرى.


صدرت عن "منشورات المتوسّط" خامس روايات الكاتب اليمني أحمد زين تحت عنوان "فاكهة للغربان". من خلال مذكّرات يكتبها مناضلٌ يساري لزوجة رئيسه السابق في الدائرة الحزبية التي كان يعمل فيها، يروي العمل حكاية الحركة الشيوعية و"جبهة الصمود والتصدي" في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، في أحداثٍ تتوزّع بين اليمن والجزائر والعراق وبيروت وموسكو وبراغ وكوبا؛ حيث "تتجلَّى حركةُ التاريخِ بكلّ تناقضاتها، بالوشاية والمؤامرة والتصفية، بالنضال وأحلام الثورة، بالآلام الفظيعة والخراب الإنساني"، كما نقرأ في غلاف الرواية.


"اليوميات" عنوان كتاب صدر مؤخّراً عن مؤسّسة "أخبار اليوم"، يجمع نصوصاً وضعها الكاتب والصحافي المصري محمد حسنين هيكل (1923 - 2016) على هامش مسؤولياته الإدارية والسياسية خلال خمسينيات القرن الماضي، حيث ينشغل فيها بمواضيع مثل السينما والموسيقى والأدب والفنون، كما يرسم ملامح بعض الشخصيات التي عاصرها، إضافة إلى محاولات أدبية ضمن جنس القصة القصيرة. كُتبت هذه "اليوميات" بين سنتي 1955 و1957، ومن طرائف ما ورد فيها أنّ هيكل كان يتمنّى أن يصبح - بعد تقاعده - موظّف أرشيف في جزر الباليار في المحيط الأطلسي.


المساهمون