فكرة البيت

17 يوليو 2024
إبراهيم هزيمة/ فلسطين
+ الخط -

تلاحقني فكرةُ البيتِ
مذ حكّت الريحُ ركبتيها
بعينيَّ الصغيرتين
وعمر السادسة.

كان بيت جدّي
رحباً
لكنّه بيت جدّي
وأعوام أبي التي أثّثها عرَقُ العاملِ
كسرتَ أصيص مائها
لتبرّد الطريقَ
في ظهيرة عمرها
وأمشي.

مشيتُ
وكانت الطريقُ وعرةً وباردة

كانت فكرة البيت
وغيابه
حالةَ الطفلِ مكبوتاً
ودِعَتِهِ
خائفاً من ظهور شبحٍ في المنامِ
تعباً من وحوش الواقع.

من وطأة خوفه
كبر الطفلُ
وهاجر
إلى الثلج.

حمَل حقيبتين
وحلمَ امرأةٍ
وغياب البيت.

أخفى ذاكرة العائلة في جرّةٍ
ورماها في بئر الهواء
حتّى إذا ما شهقَ
من شدّة الغصّة
تحتضنُه رطوبة أسمائهم.

صار غيابُ البيت
شغور العائلة.

صار حضور العائلة
أفول المكان.

صار طفلاً
يمتهنُ الغياب
في جسد ثلاثينيّ.


* شاعر وصحافي سعودي مقيم في كندا

وقفات
التحديثات الحية
المساهمون