استمع إلى الملخص
اظهر الملخص
- تلاحقني فكرة البيت منذ الطفولة، حيث كان بيت جدي رحباً لكنه ليس بيتي، وأعوام أبي المليئة بالعمل الشاق.
- كبرتُ مهاجراً إلى الثلج، حاملاً حقيبتين وحلم امرأة وغياب البيت، وأخفيت ذاكرة العائلة في بئر الهواء.
- غياب البيت أصبح شغور العائلة، وحضور العائلة أفول المكان، فأصبحت طفلاً يمتهن الغياب في جسد ثلاثيني.
- كبرتُ مهاجراً إلى الثلج، حاملاً حقيبتين وحلم امرأة وغياب البيت، وأخفيت ذاكرة العائلة في بئر الهواء.
- غياب البيت أصبح شغور العائلة، وحضور العائلة أفول المكان، فأصبحت طفلاً يمتهن الغياب في جسد ثلاثيني.
تلاحقني فكرةُ البيتِ
مذ حكّت الريحُ ركبتيها
بعينيَّ الصغيرتين
وعمر السادسة.
كان بيت جدّي
رحباً
لكنّه بيت جدّي
وأعوام أبي التي أثّثها عرَقُ العاملِ
كسرتَ أصيص مائها
لتبرّد الطريقَ
في ظهيرة عمرها
وأمشي.
مشيتُ
وكانت الطريقُ وعرةً وباردة
كانت فكرة البيت
وغيابه
حالةَ الطفلِ مكبوتاً
ودِعَتِهِ
خائفاً من ظهور شبحٍ في المنامِ
تعباً من وحوش الواقع.
من وطأة خوفه
كبر الطفلُ
وهاجر
إلى الثلج.
حمَل حقيبتين
وحلمَ امرأةٍ
وغياب البيت.
أخفى ذاكرة العائلة في جرّةٍ
ورماها في بئر الهواء
حتّى إذا ما شهقَ
من شدّة الغصّة
تحتضنُه رطوبة أسمائهم.
صار غيابُ البيت
شغور العائلة.
صار حضور العائلة
أفول المكان.
صار طفلاً
يمتهنُ الغياب
في جسد ثلاثينيّ.
* شاعر وصحافي سعودي مقيم في كندا