مخيم الركبان... لهيب الصيف يدفع أهله لنزوح فوق النزوح

24 يونيو 2017
نقص المياه وزيادة حالات التسمم (سبنسر بلات/Getty)
+ الخط -
يعيش النازحون السوريون في مخيم الركبان الصحراوي، على الحدود السورية الأردنية، أصعب أيام السنة مع دخول فصل الصيف ووصول درجات الحرارة في المخيم إلى 45 درجة مئوية، في الوقت الذي لا يملك فيه النازحون جداراً ولا سقفاً يحميهم من أشعة الشمس الحارقة، ولهيب الصيف، ما دفعهم إلى النزوح عن المخيم.

يقول شكري الشهاب وهو ممرض يشرف على عيادة محلية في المخيم: "صيف هذا المخيم أقسى من شتائه، بسبب المناخ الصحراوي، تضاعف أعداد المرضى بالتسممات والالتهابات بين الأطفال، وانخفاض الضغط والوهن بين كبار السن. نعاني مؤخراً من انتشار عدوى الحصبة بين الأطفال، قمنا بحملة تلقيح ضد شلل الأطفال، وقدمت لنا وعود بوصول لقاحات الحصبة قريباً، حتى اليوم لدينا حوالي 500 حالة بالحصبة والعدوى تنتشر".

وكانت عائلات من المخيم بدأت مؤخراً رحلة نزوح جديدة إلى مخيمات الشمال السوري أملاً بالعيش في ظروف أفضل نسبياً، يوضح الشهاب "في كل يوم لدينا بين 5 و10 عائلات تغادر المخيم باتجاه الشمال، معظمها يتوجه إلى مخيمات قرى إدلب والباب في ريف حلب، على أمل أن تكون ظروف الحياة أفضل هناك".
 



ويؤكد أن من أهم ما يدفع الناس إلى النزوح مرة أخرى هو تخوفهم من تقدّم المليشيات الموالية للنظام بالحماد السوري، "الخوف هو من أن يتقدموا باتجاه المخيم ويقطعوا الطرق المحيطة به ويحاصروا في الصحراء، هم الآن على بعد 100 كليومتر من المخيم، عملياً ليس من السهولة أن تحاصر المخيم، لكن الإشاعات والخوف والظروف السيئة تدفع الناس لفعل أي شيء، منذ انتشرت هذه الإشاعات ارتفعت أسعار كل شيء خاصة المازوت والبنزين".

ويضيف "من يريد النزوح إلى مخيمات الشمال عليه أن يسلك طرق التهريب، تدفع العائلة 80 ألف ليرة سورية (200 دولار) مقابل أن يؤمن لها المهرب طريقاً لا يتواجد فيه عناصر تنظيم داعش، لكن لا شيء مضمون".

يقول أبو فادي وهو أحد نازحي مخيم الرقبان الذين وصلوا إلى إدلب: "استغرق الطريق يومين، بتنا ليلة في ريف حمص ثم تابعنا طريقنا، في الركبان كنا نشعر أننا نعيش في جهنم، الصحراء لا تحتمل في الصيف، لا نزال نبحث عن خيمة تؤوينا في مخيمات إدلب، درجات الحرارة هنا مقبولة أكثر. حين نزحنا من حمص كنا ننوي العبور إلى الأردن لكن الحدود مغلقة منذ أكثر من عام، تذوقنا في هذه المخيم الجوع والحرمان والعطش والمرض، ومهما كان الحال هنا فلن يكون أسوأ مما عشناه".

مع انتهاء شهر رمضان تغيب عن المخيم أي من مظاهر الفرح أو العيد، "يقول أبو فادي "لا أحد يذكر العيد في هذا المخيم، همّ الناس هو انتظار المياه، حتى الأطفال لا تجدهم يضحكون إلا حين تأتي المياه، إنها مقطوعة عن المخيم قبل أن أغادره، يستغل التجار الأمر ويبيعون للناس مياها ملوثة مقابل المال، فتزيد حالات التسمم، وهناك من يسرحون في الصحراء بحثاً عن نقطة تجمع مياه الأمطار".

المساهمون