نازحو درعا بعد عودتهم: لا نملك الكثير من الخيارات

12 يوليو 2018
فضلت غالبية العائلات النازحة من درعا العودة (فيسبوك)
+ الخط -
عادت آلاف العائلات السورية إلى البلدات التي نزحت منها في مناطق ريف درعا الشرقي، بعد توصل مقاتلي المعارضة إلى اتفاق تسوية مع روسيا يوم الجمعة الماضي، في حين رفض عدد آخر منهم التسوية وقرروا التوجه إلى مناطق الريف الغربي الذي لا يزال تحت سيطرة فصائل المعارضة.

ووصف السبعيني جودت أبو محمد، لـ"العربي الجديد"، الحال بعد عودته لبلدته في "اللجاة"، قائلا إنها "عودة مذلة بكل معنى الكلمة. عدت إلى بيتي فلم أجد شيئا، كما وجدت محالّي التجارية أفرغت بالكامل وكأنه تم تنظيفها. الشبيحة في كل مكان، وسياراتهم منتشرة في الأرجاء، وسألت أحد الجنود عن معدات كانت في متاجري، مولدات كهرباء وبراد لحفظ المثلجات، فأجاب بسخرية: عوضك على الله. أغراض دكانك في معرض لبيع المستعمل في دمشق، عفشناها وسنبيعها بسعر جيد".

وتابع أبو محمد: "حتى المساجد لم تسلم منهم، سرقوا السجاد والأبواب والنوافذ ومكبرات الصوت، وحطموا كل ما لا يمكن سرقته، ولا ندري كيف سنعيش وسط هؤلاء الأشخاص الذين لا يملكون من الأخلاق شيئا. أشعر بالندم لعودتي، لكن لم يكن هناك مفر من العودة".

وتقول هند الرمح، من المليحة الشرقية، بعد أن عادت مع عائلتها إلى البلدة: "الخوف يتملك الجميع، والترقب سيد الموقف، والجنود الروس يتجولون في الأرجاء برفقة جنود النظام، وكأنهم يقولون: سنحكمكم بالقوة، ولن تتنفسوا أو تأكلوا أو تشربوا دون إذن. الأمر حقا محزن، لكن التشرد والذل الذي عانيناه على الشريط الحدودي مع الأردن أرغم العوائل على القبول بالتسوية والعودة لمنازلهم، خاصة من لديهم أطفال صغار".

وأضافت لـ"العربي الجديد": "في حال رفضنا العودة كنا سنتجه إلى الريف الغربي، وقد يسيطر النظام عليها لاحقا ويرغمنا على العودة، لذلك كان الأفضل أن نرضخ للأمر الواقع، فليس بالإمكان أن نصل إلى حال أفضل من هذا".

أكثر ما يثير مخاوف الخمسيني أبو أيمن الزعبي، هو الملاحقات الأمنية للعائدين، فالنظام لا يؤمن جانبه، ويقول الزعبي لـ"العربي الجديد": "عدت فوجدت مزروعاتي ضربها الجفاف، وحاولت إنقاذ ما تبقى منها، فلم يعد لي سوى أرضي، ومنزل شبه مدمر أعمل على ترميمه، وأشعر اليوم أنني عدت صفر اليدين، وأدعو الله أن لا أموت إلا في أرضي، فلم أعد أبالي بشيء".

المساهمون