الطفل فواز يبيع البالونات ليعيل عائلته

05 يوليو 2018
رغم المأساة، يضحك فواز (العربي الجديد)
+ الخط -
يحب الطفل السوري فواز محمد الحسين ( 12 سنة)، المدرسة، مع ذلك لا يمكنه الذهاب إليها، أسوةً ببقية الأطفال، لأنها تعيق عمله في لبنان. لا يعرف فواز القراءة والكتابة، ولم يتعلّمها في لبنان. يقول إنه سيتعلّمها في حال عاد إلى سورية، بعد انتهاء الحرب، "لأنه لم يعد هناك أشخاص في الحياة لا يجيدون القراءة والكتابة".

مع كل ما في هذه الكلمات من أسى، يؤكد فواز أنه سعيد في حياته. علماً أنه فقد والده الذي كان يعمل في أعمال البناء في سورية، كما خسرت العائلة منزلها في حماة بعد تعرّضه للقصف، فنزح مع أمه وأخواته الخمس اللواتي يصغرنه إلى لبنان منذ أربع سنوات، عندما كان يبلغ من العمر ثماني سنوات. تعيش العائلة اليوم في بيت مستأجر في منطقة الفيلات، المحاذية لمخيم عين الحلوة، في مدينة صيدا (جنوب لبنان).

في ساعة متأخرة من المساء كان يحمل بالوناته، ويدور بها، ليبيعها. يبيع البالونات لأطفال في مثل سنه، بخمسة آلاف ليرة لبنانية (نحو ثلاثة دولارات وربع)، يبيع الفرح للأطفال، فأسرته هي كل همّه. ومع أنه ذهب إلى المدرسة في سورية، خلال سنواته الأولى، فهو لا يجيد القراءة والكتابة. يتحدث كما لو أنه بالغ فيقول: "أنا وحيد على خمس أخوات بنات، وليس لديهن معيل غيري. أنا الوحيد الذي أعيل أسرتي، أؤمن إيجار المنزل البالغ أربعمائة ألف ليرة لبنانية (نحو 267 دولاراً أميركياً) ومصاريف البيت. وليس لديّ الوقت للذهاب إلى المدرسة أو لتعلّم مهنة".

إلى جانب فقدانه لوالده ومنزله، فقد فواز طفولته وسط زحمة الحرب. يدور يومياً في سوق صيدا وعلى كورنيشها البحري، في محاولة لبيع بالوناته الملونة. يقف أمام باب خان الإفرنج حيث المكان يعجّ بالناس، محاولاً مضاعفة مدخوله في هذه الليلة التي تشهد مناسبة لبيع المنتوجات الغذائية، حتى يعوّض ساعات عمل أخرى تنخفض فيها المبيعات.



تلقي الحياة عبئاً كبيراً على كتفي فواز، وتحمّله مثل أطفال سوريين نازحين آخرين، حملاً أكبر من سنّهم الطريّ. يقول: "في بداية مجيئنا إلى لبنان كانت هناك جمعيات تقدم لنا المساعدات، لكن اليوم انقطعت هذه المساعدات عنا، لذلك فأنا أضاعف ساعات عملي".

يتحدث عن عمله في بيع البالونات، فيلفت إلى أن "البيع يكون أفضل في أيام العطلة، وفي أيام الآحاد، وأيام الجمعة، لأنه في هذه الأيام يخرج الأولاد مع أهلهم ليتنزهوا، وهذه البالونات التي أبيعها يحبها الأطفال".

رغم المأساة، يضحك فواز. يسير بين المارة، فيقتربون منه ليشتروا البالونات لأطفالهم، فيبيعهم بسرور. لكن من يزرع البهجة الحقيقية على وجه فواز؟
المساهمون