العزلة تسبب أمراضاً خطيرة للمراهقين

02 فبراير 2016
مهدّدون بالإصابة بالالتهابات والتوتّر (Getty)
+ الخط -

أكّد باحثون أنّ العزلة، التي يعاني منها بعض المراهقين، أشد خطورة على صحتهم من عدم ممارسة التمارين الرياضية. وقالوا إنّ قلّة عدد الأصدقاء لدى بعض تلاميذ المدارس الثانوية، عن بقيّة زملائهم، تؤدي في المستقبل وبشكل ملحوظ إلى مخاطر أعلى للإصابة بالالتهابات وارتفاع ضغط الدم ومشاكل في الوزن.

بحث أكاديميون من جامعة شمال كارولينا تأثير العزلة على الصحّة الجسدية. وأجروا اختباراتهم على أربع مجموعات عمرية مختلفة لمعرفة سبب وفاة الأشخاص المنعزلين في سن مبكرة، وسبب إصابتهم بالعديد من الأمراض، مقارنة بغيرهم.

شملت إحدى المجموعات 15 ألف تلميذ أميركي تتراوح أعمارهم بين 12 عاماً و18. حاول الباحثون الكشف عن عدد أصدقاء كلّ منهم، وبعد مرور 8 سنوات قاسوا مؤشر كتلة الجسم، وضغط الدم وغيرهما.

أشارت النتائج إلى أنّ المراهقين الذين عانوا من العزلة، مهدّدون بالإصابة بالالتهابات والتوتّر بنسبة 27 في المائة أعلى من زملائهم في مراحل البلوغ المبكرة.

وقالت أستاذة العلوم الاجتماعية في جامعة شمال كارولينا، كاثلين هاريس، التي قادت الدراسة، إنّ الباحثين انهمكوا بتأثير الوحدة على كبار السن حتى نسوا نتائجها السلبية على الصغار. ولفتت إلى أنّ العلاقات الاجتماعية بين المراهقين تعتمد بشكل كبير على أوزانهم. وبالتالي بقيت غامضة مسألة إن كانت أوزان الأشخاص الذين يعانون من الوحدة تزداد نتيجة العزلة، أو إن كان لدى البدينين أصدقاء أقل بسبب وزنهم الزائد.

في كلّ الأحوال، خلص الباحثون إلى أنّ المراهق الذي يمضي تلك المرحلة العمرية وحيداً، قد يخزّن جسده العديد من الأمراض الخطيرة.

بدوره، يقول مدرّس المرحلتين المتوسطة والثانوية، ريان تومبسون، لـ"العربي الجديد"، إنّه ليس بالضرورة أن يكون التلميذ البدين منعزلاً عن بقية التلاميذ فالكثير منهم يتمتّعون بصداقات عديدة. ويلفت إلى أنّ شخصية التلميذ هي التي تلعب دوراً كبيراً في جذب الأصدقاء، ولطالما لفته على مدى سنوات من التعليم أولئك الذين يمضون سنين الدراسة وحيدين لا صديق لهم، فيسيرون وحدهم في ملعب المدرسة وتظهر على معظمهم ملامح الحزن.

يشير إلى أنّه حاول أن يدمج العديد من هؤلاء في مجتمع المدرسة، مع حثّهم على تكوين الصداقات. كما يؤكد أنّه تحدّث إلى التلاميذ المنعزلين لمساعدتهم "لكنّ المسألة يشوبها الكثير من التعقيد أحياناً، وقد تكون ناتجة عن التربية المنزلية أو البيئة التي ينحدر منها البعض".

اقرأ أيضاً: علاج جديد للتصلب اللويحي قد يشفي من الشلل 
المساهمون