الكوليرا تجتاح قرية الأصابع غرب اليمن: 43 إصابة خلال أسبوع

27 أكتوبر 2018
حالات الإصابة بالمرض في تزايد مستمر (العربي الجديد)
+ الخط -
أصيب 43 شخصاً على الأقل بالكوليرا خلال أقلّ من أسبوع، في قرية الأصابع في مديرية ملحان التابعة لمحافظة المحويت غرب اليمن.

وقال محمد الأصابع، وهو أحد سكان القرية، إنّ حالات الإصابة بالمرض في تزايد مستمر، "فعدد الحالات بالأمس كان 38 وارتفع اليوم ليتجاوز الأربعين"، مشيراً إلى أن الوصول إلى الـمراكز الصحية صعب للغاية.

وأوضح الأصابع لـ"العربي الجديد"، أن سكان القرية يضطرون إلى نقل المرضى حملاً على أكتافهم ليقطعوا مسافات طويلة سيراً على الأقدام حتى يصلوا إلى المراكز الطبية، "فالمنطقة وعرة جداً ولا توجد طريق للسيارة لأن القرية تقع على قمة جبل في مديرية ملحان".

وأضاف: "هناك مركزان يتم فيهما علاج المصابين بالمرض، في الحديدة يحتاج المريض لمبلغ قدره 100 ألف ريال تقريباً مقابل أجور مواصلات ومصاريف أخرى حتى يصل إليه، أو مركز صحي في مديرية الخبت التابعة للمحويت، وتضطر أسرة المريض لتوفير نحو 70 ألف ريال مقابل أجور النقل والمصاريف الأخرى". لافتاً إلى أن هذه مبالغ كبيرة جداً بالنسبة لسكان القرية التي يعمل أغلبهم في الزراعة الموسمية.

من جهته، أكد عبد الكريم أدهم الشرفي من سكان مديرية ملحان، الانتشار المخيف للمرض في القرية المعروفة ببعدها عن مركز المديرية وصعوبة الوصول إليها. وقال لـ"العربي الجديد": "تقع قرية الأصابع على قمة جبل في عزلة القبلة مديرية ملحان، ولا يمكن الوصول إليها بالسيارة، بل تصل إلى القرية المجاورة لها وتسمى المركع"، مشيراً إلى أن القرية تبعد عن مركز المديرية (بني حجاج) نحو 25 كيلو، "ويحتاج من يريد الذهاب للمركز نحو نصف ساعة سيراً على الأقدام وبعدها ساعة ونصف تقريباً بالسيارة".

ويعتمد أهل القرية في توفير الماء على البرك القديمة فقط، وهي بالطبع غير محمية من التلوث بحسب تعبير الشرفي، الذي أكد عدم وجود "سوى خمس حمامات بدائية في القرية حيث يقضي أغلب سكان القرية حاجتهم في العراء".

وأوضح الشرفي بأن الكوليرا ظهرت بين السكان من قبل، "وتمت معالجتها سريعاً في المركز الصحي الوحيد في القرية، لكن الإصابة بالمرض اليوم جماعية ويصعب مواجهتها داخل القرية"، مؤكداً عدم وجود وفيات حتى الآن.

وعن العلاج، قال الشرفي إنّ "لجنة مكلفة من المديرية لديها كمية قليلة من المواد اللازمة للوقاية من الكوليرا وصلت إلى القرية، وتم التواصل مع المختصين وأفادوا بأنهم أرسلوا كمية من المواد اللازمة للمعالجة والوقاية وأهل القرية في انتظار وصولها".

وبيّن الشرفي بعض أسباب انتشار الكوليرا في القرية، مشيراً إلى تلوث المياه وندرة الحمامات الصحية، وقضاء معظم السكان الحاجة في أماكن مكشوفة، وضعف التوعية والتثقيف الصحي.

الناشط الحقوقي والإعلامي عبد العزيز الفتح، وهو من أبناء المديرية، وصف الوضع في قرية الأصابع بـ"الخطير"، محذراً من عدم وصول الفريق الطبي إلى القرية في أقرب وقت.

وقال الفتح إن عدد المرضى في تزايد مستمر، مؤكداً أن عدد الإصابات وصل إلى 43 شخصاً خلال أقل من أسبوع، بينهم 12 امرأة و17 طفلاً. وأضاف في تصريح لـ"العربي الجديد": "سكان القرية يتواصلون معي ويطلبون الغوث والمساعدة، لكننا لا نستطيع فعل شيء".

وأشار الفتح إلى أنّ "مكتب منظمة الصحة العالمية في الحديدة يقول إنه أرسل فريقاً صحياً لمساعدة أهل القرية، لكنه وصل لمركز المديرية ولم يتحرك إلى القرية"، مؤكداً إمكان توفير فريق طبي من معهد الفرسان الطبي الموجود في مديرية الخبت المجاورة. "الفريق مستعد للوصول إلى القرية، لكنه لا يملك أجور التنقل وثمن المستلزمات الطبية، المبلغ المطلوب في حدود 2000 دولار فقط لإنقاذ قرية بأكملها من خطر الموت".

وأكد الفتح أن الفريق الطبي المكلف النزول للقرية لم يصل إليها حتى الآن، "بالرغم من وصوله إلى مركز المديرية ظهر يوم أمس، رغم أن السكان قد أرسلوا سيارة خاصة لنقل الفريق دون جدوى".


من جهته، قال الناشط المجتمعي عبد القادر الكردي، إن قرية الأصابع محرومة من الخدمات، "وأبسطها الطرقات التي تربطها ببقية المناطق في المديرية". وأضاف لـ"العربي الجديد": "يسكن هذه القرية أكثر من 600 شخص، يعتمدون في تنقلاتهم على الحمير أو سيراً على الأقدام، ولا توجد لديهم مدرسة ولا مركز صحي"، لافتاً إلى أن بعض الصحيين وصلوا للقرية مؤخراً وقاموا بتوزيع "بعض الصابون فقط".

وبحسب الكردي، فإن القرية "تقع على قمة جبل وتحيط بها صخور على شكل أصابع، وهذا أحد أسباب تسمية القرية بالأصابع".

المساهمون