مسيرة فلسطينية ضد سياسات الإهمال الطبي للأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي

رام الله

جهاد بركات

جهاد بركات
31 أكتوبر 2019
9EC0AFFD-CB85-4AA2-AC47-FB784BA3246A
+ الخط -

شارك عشرات الأطباء وطواقم التمريض ومواطنون فلسطينيون في مسيرة اليوم الخميس، انتقلت من مدينة البيرة إلى رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، ضمن فعاليات يوم التضامن مع الأسرى المرضى والأسرى المضربين عن الطعام، والتي نظمتها الهيئة العليا للأسرى ونادي الأسير الفلسطيني وهيئة شؤون الأسرى.

وبدأت المسيرة باعتصام أمام مقر الصليب الأحمر الدولي في مدينة البيرة، ليتجه بعدها المشاركون نحو ضريح الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، ومن هناك تلاقى المشاركون مع موظفي القطاع الصحي، لينطلقوا بمسيرة موحدة إلى دوار المنارة في وسط مدينة رام الله، حيث انطلقت مركبات الإسعاف بمسيرة مركبات أمام مسيرة القطاع الصحي الفلسطيني.

وطالبت وزيرة الصحة الفلسطينية، مي كيلة، اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي بالقيام بدورها في حماية الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، وتحديدا الأسرى المرضى، معلنة خلال فعالية للقطاع الصحي لدعم الأسرى المرضى؛ استعداد وزارة الصحة لمتابعة أوضاع الأسرى المرضى إذا سمح الاحتلال للأطباء الفلسطينيين بذلك.

وقالت كيلة رداً على سؤال لـ"العربي الجديد": "الوزارة تعقد اجتماعات دائمة مع الصليب الأحمر حول ما يجري، وكان آخر الاجتماعات حول الأسير سامر العربيد الذي تعرض للتعذيب أثناء التحقيق في سجون الاحتلال"، مشيرة إلى أن قضية الأسرى المرضى على طاولة اجتماعات الوزارة مع كل وفد يأتي من الخارج، وعلى طاولة الحكومة ووزارة الخارجية".

وأضافت: "مستعدون لمتابعة مرضانا في السجون إذا سمحت لنا سلطات الاحتلال، وإلا فعلى الصليب الأحمر أن يحضر طواقم طبية محايدة، وهناك استعداد كبير من كثير من الأطباء الدوليين للحضور، وتقديم الرعاية للأسرى في المعتقلات الإسرائيلية الذين يتعرضون للموت المتدرج نتيجة الإهمال الطبي، ونطالب الصليب الأحمر بالعمل على تطبيق اتفاقات جنيف الرابعة بحق أسيراتنا وأسرانا".

من جانبه، قال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، قدري أبو بكر لـ"العربي الجديد": "هذه من أهم المسيرات الداعمة للأسرى المرضى بسبب رمزية نزول الطواقم الطبية باللباس الأبيض في رسالة للأطباء والممرضين الإسرائيليين بأن يتعاملوا بما يحتم عليهم القسم الطبي مع المرضى"، مشيراً إلى أن بعض الأطباء والممرضين الإسرائيليين يعملون بأوامر المخابرات الإسرائيلية، ويساعدون في ممارسة الضغوط على الأسرى أثناء التحقيق.

وأكد أن "العالم كله يعلم ما يجري، لكن إسرائيل لا تستجيب لأي نداء، وتدير ظهرها للقوانين الدولية، وهذا ما يدفعنا لمزيد من الضغط في ملف الأسرى المرضى كي تتراجع إسرائيل".

وقال رئيس الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى والمحررين، أمين شومان، لـ"العربي الجديد"، إنه يطالب كل المؤسسات الدولية العاملة في فلسطين بتحمل مسؤولية الأسرى المرضى، في ظل وجود نحو 200 أسير يعانون من أمراض مزمنة في سجون الاحتلال، إضافة إلى مئات الحالات المرضية الأخرى.

وطالب شومان كل القطاعات الفلسطينية بالنزول إلى الشارع من أجل مزيد من الضغط على المؤسسات الدولية للاستجابة لمطالب الأسرى المرضى.

وحذرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية اليوم الخميس، من تدهور الحالة الصحية للأسيرة الأردنية الفلسطينية هبة اللبدي (32 سنة)، والتي تخوض إضرابا عن الطعام لليوم الـ38 على التوالي.



وأوضحت الهيئة في بيان لها، أن الأسيرة اللبدي يتم نقلها بشكل شبه يومي إلى مستشفى "بني تسيون" الإسرائيلي في حيفا، بسبب التدهور الحاد لوضعها الصحي، إذ تعاني في الآونة الأخيرة صعوبة بلع الماء، وأوجاعا شديدة في المعدة، وجفافا حادا، كما تشتكي من انخفاض نسبة السكر في الدم، وخسرت من وزنها أكثر من 10 كلغ.

ويواصل ثلاثة أسرى آخرين معركة الأمعاء الخاوية رفضاً لاعتقالهم الإداري، وسط تراجع ملحوظ في أوضاعهم الصحية، وهم كل من: الأسير إسماعيل علي، المضرب عن الطعام منذ 100 يوم، والأسير أحمد زهران الذي يخوض إضرابه منذ 40 يوماً، والأسير مصعب الهندي الذي يواصل إضرابه لليوم الـ38 على التوالي.

وحذرت هيئة الأسرى الأحد الماضي، من التدهور الخطير في الحالة الصحية للأسير المريض سامي أبو دياك (38 سنة)، والذي يقبع حالياً في "عيادة مشفى الرملة"، وقالت الهيئة إن "أبو دياك بات معرضا للموت في أية لحظة، بعد أن نهش السرطان جسده، ولم تعد المسكنات تؤتي أي نتائج للتخفيف من آلامه".

ذات صلة

الصورة
الحصص المائية للفلسطينيين منتهكة منذ النكبة (دافيد سيلفرمان/ Getty)

مجتمع

في موازاة الحرب الإسرائيلية على غزّة يفرض الاحتلال عقوبات جماعية على الضفة الغربية تشمل تقليص كميات المياه للمدن والبلدات والقرى الفلسطينية.
الصورة
انتشال جثث ضحايا من مبنى منهار بغزة، مايو 2024 (فرانس برس)

مجتمع

قدّر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، وجود أكثر من 10 آلاف فلسطيني في عداد المفقودين تحت الأنقاض في قطاع غزة ولا سبيل للعثور عليهم بفعل تعذر انتشالهم..
الصورة
قوات الاحتلال خلال اقتحامها مخيم جنين في الضفة الغربية، 22 مايو 2024(عصام ريماوي/الأناضول)

سياسة

أطلق مستوطنون إسرائيليون الرصاص الحي باتجاه منازل الفلسطينيين وهاجموا خيامهم في بلدة دورا وقرية بيرين في الخليل، جنوبي الضفة الغربية.
الصورة
مكب نفايات النصيرات، في 21 مايو 2024 (فرانس برس)

مجتمع

يشكّل مكبّ نفايات النصيرات في قطاع غزة قنبلة بيئية وصحية تُهدّد بإزهاق الأرواح وانتشار العديد من الأمراض والأوبئة، وسط أوضاع إنسانية مأساوية..