مصر: #مع_سيف.. عام على الرحيل والحضور الطاغي

27 اغسطس 2015
+ الخط -


"أنا أحمد سيف الإسلام حمد، بتاع اليسار مش الإسلاميين، محامي بمركز هشام مبارك للقانون، عجوز، الناس بتعرفني بجد خالد، وأبوسناء، ومنى، وعلاء، وجوز ليلى سويف". كان الحقوقي الراحل يتباهى بأسرته وأبنائه، كان ودوداً مع كل من حوله، يربت على أكتاف أسر المعتقلين والمصابين والشهداء، يدافع عن شباب الثورة في المحاكم، يعلن رفضه لكل ظالم وطاغية ولا يخشى في الحق لومة لائم.

في مثل هذا اليوم، رحل المناضل أحمد سيف الإسلام؛ فيما لا تزال ذكراه حاضرة، بمحبة أهله وتلامذته وأبنائه، وبجيل من الشباب لا يزال يردد كلماته ويستهدي بأفكاره.

سيف الإسلام، والد الناشطين السياسيين المعتقلين في السجون المصرية حالياً، على خلفية قانون التظاهر، علاء عبد الفتاح، وسناء سيف، وهو والد الناشطة السياسية، ومؤسسة "حركة لا للمحاكمات العسكرية للمدنيين"، منى سيف، وزوج أستاذة الرياضيات وعضو "حركة ٩ مارس لاستقلال الجامعات"، ليلى سويف.

توفي المحامي الحقوقي المصري، ومؤسس مركز هشام مبارك للقانون، أحمد سيف الإسلام، يوم الأربعاء، 27 أغسطس/آب 2014، بعد أسابيع، من احتجازه بمستشفى قصر العيني الفرنساوي، لإجراء عملية قلب مفتوح، لم يبرأ منها، وحُجز في قسم العناية المركزة، ثم دخل  في "غيبوبة" استمرت حوالي أسبوعين قبل أن تعلن أسرته نبأ وفاته.

قبل وفاته بأيام، كان وسم #ادعو_لسيف، ينبض يومياً بعشرات القصص والحكايات عنه، كمحام حقوقي تبنّى الدفاع عن ثورة يناير وشبابها في المحاكم، وكمعلم وأستاذ تربى على يده مئات المحامين الحقوقيين في مصر، وكمناضل يواصل دفاعه عن الحق والعدل، ويرفض الظلم والقهر.

كان أول اعتقال لسيف سنة 1972 إثر مظاهرات الطلاب من أجل تحرير سيناء، ثم اعتقل سنة 1973 وقضى في السجن ثمانية أشهر، على خلفية مشاركته في الاحتجاجات علي خطاب الرئيس المصري الراحل، أنور السادات، وتأخره في اتخاذ قرار الحرب مع إسرائيل، وأفرج عنه مع زملائه قبل حرب أكتوبر بأيام. واعتقل أيضًا ليومين سنة 2011.

اقرأ أيضا:مصر: إسلاميون ينعون المناضل سيف الإسلام

أما أطول فترات اعتقال سيف، فكانت عام 1983، حيث قضى خمس سنوات في سجن القلعةـ الذي وصفه بأنه "أبشع بكثير من سجن طرة في التعذيب"، وألقي القبض عليه حينها بتهمة الانتماء إلى تنظيم يساري، وتعرض أثناء هذه الفترة للضرب والتعذيب بالكهرباء والعصي وكسرت قدمه وذراعه، وتقدم وقتها ببلاغ للتحقيق في تلك الواقعة ولكن لم يحقق أحد فيه، وقد ولدت ابنته منى أثناء وجوده في السجن.
وفي يوم العزاء، بمسجد عمر مكرم بميدان التحرير، يوم 30 أغسطس/آب 2014، حضرت روح ثورة يناير بقوة. حضرت بروح الشباب الذين جاءوا لوداع سيف، وبوجوه الثورة التي مهدت لها ودافعت عنها، وحضرت أيضا بالهتافات التي رددها علاء وسناء، اللذان نُقلا من محبسهما لحضور جنازة والدهما، وهتفا، ومن خلفهما المئات، أثناء رحيلهما "يسقط يسقط حكم العسكر".

حلت الذكرى الأولى لرحيل "سيف المظلومين"، فيما لا يزال اثنان من أبنائه في السجون، يدفعان ثمن مبادئهما التي رباهما عليها سيف، أما منى وليلى سويف، فتستعدان ليوم التأبين، السبت المقبل، بنقابة الصحافيين المصرية. كما دشن تلامذته ومحبوه وسم #مع_سيف، ليرووا من خلاله ذكرياتهم معه.

دلالات
المساهمون