فلسطينيّون يقاطعون لحوم الدواجن خشية من أنفلونزا الطيور

09 فبراير 2015
اتخذت دائرة البيطرة الإجراءات اللازمة لمنع انتشار الفيروس(نور حميدان)
+ الخط -

توقف بعض المواطنين في مختلف المدن الفلسطينية عن شراء لحوم الدواجن، بعد الحديث عن قتل عشرات آلاف الطيور في مزارع عدة إثر إصابتها بأنفلونزا الطيور. حتى أن انخفاض أسعارها لم يقنعهم بشرائها خشية انتقال الفيروس إليهم.

لم تسجل أي إصابة بين الفلسطينيين حتى الآن، ومع ذلك يشعرون بالخوف. هم توقفوا عن تناول لحوم الدواجن باعتبار أنه يمكنهم العيش من دونها، وفضّلوا عدم المجازفة بصحتهم حتى لو كان احتمال الإصابة واحد في المئة.

وقد أصدرت وزارة الصحة الفلسطينية نشرات عدة تتضمن توجيهات للمواطنين ليعرفوا كيفية التصرف في حال شعروا بعوارض معينة، مؤكدة أن الفيروس لم ينتقل إلى البشر بعد وأنه تم اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة وخصوصاً في المزارع. تجدر الإشارة إلى أن سعر الكيلوغرام الواحد من لحوم الدواجن وصل إلى أقل من ثلاثة دولارات أميركيّة، لكن هذا لم يشجّع المواطنين على شرائها.

في السياق، يقول أحمد عودة (40 عاماً)، إنه غير مضطر إلى المجازفة بصحته أو صحة عائلته. لذلك، قرر العزوف عن تناول لحوم الدواجن حتى يتأكد من أن البلاد خالية تماماً من الفيروس. ويوضح أن انخفاض أسعار الدواجن يعدّ فرصة جيدة للمواطنين، علماً أنهم لطالما أملوا أن تكون الأسعار معقولة في الظروف الطبيعة، حين لم يكن الفيروس منتشراً بين الدواجن.

من جهته، يؤكد ناجح شهاب، وهو صاحب محل لبيع لحوم الدواجن، أن نسبة إقبال المواطنين على الشراء انخفضت بشكل لافت على الرغم من انخفاض الأسعار. ويشير إلى أن تطمينات وزارتَي الصحة والزراعة لم تقنع المواطن بالعودة إلى تناول اللحوم حتى الآن، موضحاً أنه كان يبيع أكثر من مئة كيلوغرام في اليوم، لكنه لا يبيع حاليأً إلا 20 كيلوغراماً.

تجدر الإشارة إلى أن المزارع الفلسطينية التي أصيبت دواجنها بالمرض تقع على مقربة من الحدود الإسرائيلية، الأمر الذي يرجّح انتقال الفيروس من هناك. وفي بلدة بيت أمين، بالقرب من مدينة قلقيلية المتاخمة للخط الأخضر والجدار الفاصل، قتلت جميع الطيور في إحدى مزارع الدواجن، بعدما أكدت الفحوصات المخبرية التي أجرتها دائرة البيطرة إصابتها.

في السياق، يقول مدير دائرة البيطرة، سمير الفقها، إن الإجراءات اللازمة اتخذت لمحاصرة المرض في المزرعة، من خلال منع المواطنين من الاقتراب وغير ذلك. كذلك، أخذت عينات من جميع المزارع المحيطة لإجراء الفحوصات اللازمة. ويوضح أن المزرعة تقع في محيط قرية بيت أمين، وكانت تضم نحو خمسة آلاف طير نفقت منها أكثر من أربعة آلاف. وقد أخذت العيّنات وجرى تحليلها في مختبرات إسرائيلية، لتتأكد إصابتها بالفيروس. فما كان من المعنيّين إلا التعامل معها بحسب الإجراءات اللازمة. كذلك، وُضِع عدد من المزارع تحت الرقابة المشددة في القرى المحيطة.

إلى ذلك، عمدت طواقم وزارة الصحة إلى التأكد من عدم إصابة المزارعين بالفيروس، وباشرت بالإجراءات الوقائية اللازمة في عدد من المزارع المحيطة. وفي بلدة سيريس، التابعة لمدينة جنين، شمال الضفة الغربية، قتلت آلاف طيور الحبش، بعد الاشتباه بإصابتها بالأنفلونزا.

يُذكر أن هذه الإصابات رُصدت في عدد من المزارع بعد أيام فقط من إعلان وزارة الزراعة الإسرائيلية التخلّص من مئة ألف طير مصاب في مزارع قريبة من مدينة الخضيرة في داخل الخط الأخضر، لتُبلّغ بعدها وزارة الزراعة الفلسطينيّة بضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة للوقاية من المرض. لكن أنفلونزا الطيور كانت قد انتقلت بالفعل إلى مزارع فلسطينية.

ومنعت الجهات الفلسطينية المتخصصة استيراد الطيور من إسرائيل، وتحديداً من المناطق التي تقع داخل قطر 10كيلومترات مربعة، حيث تم اكتشاف الفيروس.

وأنفلونزا الطيور هي مرض يصيب مختلف أنواع الطيور وينتقل في بعض الحالات إلى البشر، ويتسبب به أكثر من 12 نوعاً من الفيروسات. وتعدّ الطيور البرية مصدراً أساسياً لهذه الأنفلونزا، التي عادة ما تنتقل في فترات هجرة الطيور.

ويؤكد مدير عام الرعاية الصحية الأولية في الوزارة، أسعد الرملاوي، على أن انتقال الفيروس من الطيور إلى الانسان لا يشكل خطراً كبيراً على الحياة إلا في حالات نادرة، مطمئناً من أنه لا ينتقل من إنسان إلى آخر بل فقط عبر الطيور وفي ما بينها. كذلك، فإنه لا ينتقل من الطيور إلى البشر إلا في حالات محدودة جداً، وذلك في حال التعامل المباشر مع الطيور المصابة بالمرض. ويشير إلى وجود خطة استراتيجية لمواجهة أي مخاطر قد تنجم عن انتشار الفيروس.
دلالات
المساهمون