بالنووي... روسيا تتوسّع اقتصادياً في تركيا

08 ابريل 2018
بدء أعمال بناء محطة "أك كويو"النووية في تركيا(فرانس برس)
+ الخط -

مع البدء الفعلي لأعمال بناء محطة "أك كويو" النووية التي تتولى شركة "روس آتوم" الروسية إنشاءها، تدخل تركيا المرحلة الختامية على طريقها لإحداث نقلة تكنولوجية وتنموية باستخدام الطاقة النووية لأغراض سلمية، بينما تعزز روسيا بهذه الخطوة نفوذها التكنولوجي والجيوسياسي في بلد عضو في حلف الناتو بعد أن نجحت في التعاقد معه على توريد صواريخ "إس-400" للدفاع الجوي.

ولما كان إنشاء المحطة مشروعا طويل الأجل يتطلب تأهيل الكوادر لتشغيل وصيانة المحطة لعقود طويلة، فإن تحقيق مشروع "أك كويو" سيدفع بتركيا نحو مجال النفوذ التكنولوجي الروسي، وخاصة أنه سيشكل سابقة تملّك محطة نووية من قبل شركة أجنبية منفذة للمشروع، وذلك بنظام "الإنشاء والتملك والتشغيل" (BOO).

رئيس تحرير موقع "جيو إنيرغيتيكا" المتخصص في شؤون الطاقة، بوريس مارتسينكيفيتش، يتوقع ألا تكون "أك كويو" هي المحطة النووية الوحيدة في تركيا في ظل تنامي استهلاك الطاقة الكهربائية في البلاد بنسبة 7% سنويا.

ويقول مارتسينكيفيتش لـ"العربي الجديد": "في الوقت الحالي، تعادل قوة (أك كويو) البالغة 2400 ميغاوات، 17% من إنتاج الطاقة الكهربائية في تركيا، لكن هذه الحصة ستتراجع عند الانتهاء من بناء المحطة بسبب وتيرة تطور الصناعة والزيادة السكانية".

وحول أهمية محطة "أك كويو" لتركيا، يضيف: "هذه مسألة أمن الطاقة للدولة. بحسب تقديرات الحكومة التركية، فإن حاجة البلاد إلى الطاقة الكهربائية ستزداد إلى 500 مليار كيلووات/ ساعة بحلول عام 2023 لضمان التنمية الاقتصادية وتلبية حاجات السكان المتزايدة".

يقول مارتسينكيفيتش: "تعمل 28% من محطات الكهرباء في تركيا بالفحم، لكن تركيا وقّعت على اتفاقية باريس للمناخ، ولا تنوي زيادة استهلاك الفحم.

أما 45% من الطاقة، فيتم توليدها بواسطة محطات تعمل بالغاز. لكن حتى بعد استكمال مشروع (السيل التركي)، لن تكون هناك في تركيا منظومة لنقل الغاز تربط بين ساحلي البحرين الأسود والمتوسط".

وتسعى روسيا إلى التوسع في منطقة الشرق الأوسط ومحيط البحر الأبيض المتوسط بفوزها في مناقصة لبناء أول محطة نووية في الأردن، والتعاقد على إنشاء محطة الضبعة في مصر، وتجاوز الخلافات السياسية مع أنقرة لضمان استمرارية مشاريع الطاقة الحيوية مثل "أك كويو" و"السيل التركي" لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا دون المرور بأوكرانيا.


المساهمون