الأتراك يتخوفون من زيادة أسعار الخضار بسبب التصدير لروسيا

15 اغسطس 2016
سوق في مدينة إسطنبول التركية (العربي الجديد)
+ الخط -

يتخوف أتراك من ارتفاع أسعار بعض السلع والمنتجات، وفي مقدمتها الخضار والفواكه، بعد عودة العلاقات مع روسيا إثر أشهر من التوتر بسبب إسقاط سلاح الجو التركي طائرة روسية قرب الحدود السورية في نوفمبر/تشرين الثاني 2015.

وشهدت الأسواق التركية، خلال الفترة الأخيرة، ارتفاعاً ملحوظاً في أسعار بعض الخضار والفواكه بعد انخفاضها طيلة فترة توتر علاقات أنقرة وموسكو، بما في ذلك في شهر رمضان.

وفي حين عزا مراقبون ارتفاع الأسعار إلى بدء الاستعداد لاستئناف التصدير إلى الأسواق الروسية، اتهم آخرون شركات الوساطة برفع الأسعار واستغلال حاجة المزارعين إلى تصريف إنتاجهم بعد ظروف جوية ساهمت في تسريع إنضاج بعض المنتجات الزراعية.

وأعلن وزير الجمارك التركي، بولنت توفيكشي، عن وضع ضوابط شفافة لضبط العلاقة بين المزارعين وشركات الوساطة لضمان إيصال المنتجات الزراعية إلى المستهلكين بأسعار جيدة.

وأكد الوزير التركي، في تصريحات نقلتها صحيفة "وطن"، أمس الأحد، أن هذه الآلية من شأنها أن تخفّض أسعار الخضار والفواكه بأكثر من 30%، مشيراً إلى أن الوزارة تعد مسودة قانون يتيح مراقبة أسعار الخضار والفواكه وتقليص الفارق بين سعر البيع بالجملة والتقسيط.

ورأى تاجر الخضار أور أوغلو أن موجة الحر التي اجتاحت تركيا، الأسبوع الماضي، أثرت على المحاصيل الزراعية الموسمية، ورفعت الأسعار بسبب قلة المعروض من بعض المنتجات.

وأضاف تاجر الخضار والفواكه في منطقة "شار شامبا" في إسطنبول، لـ"العربي الجديد"، أن الأسعار ما زالت منخفضة قياساً بالموسم الزراعي السابق، على الرغم من ارتفاعها بشكل طفيف، خلال الأسبوع الماضي، متوقعاً مزيداً من الارتفاع بعد عودة التصدير إلى روسيا.

من جهته، قال الاقتصادي التركي، خليل أوزون، إن "أسعار الخضار والفواكه لم ترتفع كما يشاع، ولعل فارق السعر البسيط يعود إلى تراجع سعر صرف الليرة التركية، بعد محاولة الانقلاب الفاشلة، وقد بدأت الليرة في التعافي، حيث وصل سعر الصرف إلى 2.458 ليرة للدولار، وهو أعلى سعر لليرة منذ 11 شهراً".

وأضاف أوزون، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن "الزراعة هي أحد خيارات تركيا التنموية، حيث يتلقى هذا القطاع دعماً حكومياً وصل إلى نحو 10 مليارات ليرة العام الفائت".

ويعتبر قطاع الزّراعة في تركيا من القطاعات المهمة التي تساهم في إنعاش الاقتصاد من حيث كثرة استخدام القوى العاملة فيها ورفع نسبة الصادرات التركية.

وبلغت صادرات تركيا من الخضار والفواكه، خلال العام الفائت، نحو مليونين و500 ألف طن بعائدات وصلت إلى 1.07 مليار دولار.

واحتلت الطماطم المرتبة الأولى بين المنتجات المصدرة تبعه الليمون والعنب والكرز والمندلينا. حيث وصلت نسبة صادرات الخضار إلى 39% من إجمالي الصادرات.

وتحتل تركيا المرتبة الأولى بين دول القارّة الأوروبية والسابعة عالمياً في مجال القطاع الزّراعي، وتحتلّ المرتبة الأولى عالمياً في إنتاج العديد من المحاصيل الزّراعية المتنوّعة، إذ تنتج 70% من الإنتاج العالمي للفستق، وتعتبر أكبر منتج للتّين والكرز والمشمش عالمياً، كما تحتل المرتبة الثالثة عالمياً في إنتاج الفاصولياء والتفاح والفلفل.

المساهمون