منظمة التجارة العالمية تحذر من تباطؤ بسبب رسوم ترامب الجمركية

13 يونيو 2018
أزيفيدو أكد أن التراجع العالمي بدأ بالفعل (فرانس برس)
+ الخط -


حذّر المدير العام لمنظمة التجارة العالمية، من أنّ الاقتصاد العالمي قد يتأثر سلبًا إذا تصاعد الصراع التجاري بين الولايات المتحدة ودول أخرى، مشيرًا إلى أنّ هناك مؤشرات بالفعل على حدوث هذا الأمر.

وردًّا على سؤال حول المخاطر التي يتعرّض لها الاقتصاد العالمي، قال المدير العام للمنظمة روبرتو أزيفيدو لصحيفة "هاندلسبلات" اليومية الاقتصادية، وفقًا لوكالة "رويترز": "بالتأكيد. إذا تصاعد النزاع التجاري، فهناك تهديد بتراجع عالمي ونحن نرى بالفعل مؤشرات على أن هذا المسار النزولي بدأ بالفعل". وأضاف أنّ من المهم مواصلة الحوار لتجنب التصعيد.

من جهتها، أعلنت وزارة التجارة الأميركية أمس الثلاثاء، عن إجراء جديد يتعلق بالواردات الصينية، مع اتهام منتجي اسطوانات غاز البروباين بإغراق الأسواق وتلقي الدعم بطريقة غير منصفة.

وهذا الخلاف هو الأخير في سلسلة من الخلافات التجارية التي أثارتها ادارة ترامب مع بكين، وكان أكبرها هو احتمال فرض رسوم بنسبة 25% على بضائع صينية قيمتها 50 مليار دولار وسط ادعاءات بأن الصين تسرق التكنولوجيا الأميركية.

وتنذر هذه المناوشات مع العملاق الآسيوي إضافة الى النزاع الأخير مع حلفاء للولايات المتحدة مثل كندا والاتحاد الأوروبي ببدء حرب تجارية عالمية.

وقال مقدّمو الشكوى الأخيرة، وهم صناعيون أميركيون في ولايتي أوهايو وتنيسي وفقًا لوكالة "فرانس برس"، إن الصين تغرق السوق وتدعم بشكل غير منصف أسطوانات تخزين البروباين الحديدية التي تصل إلى السوق الأميركية بكلفة أدنى، ما يخلق منافسة غير عادلة بالنسبة للشركات الأميركية التي تقدمت اثنتان منها بشكوى لدى وزارة التجارة الأميركية.

ووفقًا للشكوى فإن الصين تدعم الإنتاج بنسبة تراوح بين 55 و109% من خلال برامج متعددة متنوعة منها الضرائب والمنح وائتمانات التصدير لما قيمته 90 مليون دولار من الصادرات.

وفي حال رأت وزارة التجارة الأميركية، أنّ الصين تؤمن الدعم لهذه المنتجات وتعمل على إغراق الأسواق بها، فإنّها ستفرض حينها رسوما تعويضية لجعل الأسعار متساوية مع المنافسين الأميركيين، وهو ما سيسري على تايوان وتايلاند اللتين تتهمهما الشكوى أيضًا بالعمل على إغراق السوق بهذه الاسطوانات الحديدية بأسعار أقل.

واستوردت الولايات المتحدة العام الماضي أسطوانات بروباين بما قيمته نحو 100 مليون دولار من الدول الثلاث مجتمعة، وفق وزارة التجارة الأميركية.


على الصعيد ذاته، أعلنت وزارة التجارة الاميركية أمس فرض رسوم على الزيتون المستورد من إسبانيا لمكافحة الإغراق وأخرى تعويضية بعدما تبيّن لها ان هذه السلعة تحصل على دعم من الدولة الاسبانية وتباع في الولايات المتحدة بأقل من قيمتها الحقيقية.

وقالت الوزارة في بيان لها وفقا لـ"فرانس برس" إنّ القرار الذي اتخذته بشأن واردات الولايات المتحدة من الزيتون الإسباني نهائي ويظهر أن هذه السلعة تباع في الولايات المتحدة بأقل من قيمتها الحقيقية بنسبة تتراوح بين 16.88% و25.5%.

وفي قرارها النهائي الصادر الثلاثاء، خلصت الوزارة الى أنّ قيمة الدعم الذي حصل عليه منتجو الزيتون في إسبانيا تتراوح بين 7.52% و27.02%.

وفي 2017 صدّرت إسبانيا إلى الولايات المتحدة زيتونًا بقيمة 67.6 مليون دولار.

وفي بيانها، أوضحت الوزارة أن مسألة فرض الرسوم الجمركية التعويضية والمضادة للإغراق على الزيتون الإسباني اأصبحت الآن في عهدة "اللجنة الأميركية للتجارة الدولية"، التي ستعلن عن قرارها بهذا الشأن في 24 تموز/يوليو.

لاغارد تنتقد

وقادت مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد يوم الاثنين الماضي هجوما شنته المنظمات الاقتصادية العالمية ضد سياسة "أميركا أولا" التجارية التي ينتهجها الرئيس دونالد ترامب، وحذرت من أن الغيوم التي تخيم على الاقتصاد العالمي "تزداد قتامة يوما تلو الآخر".

وتراجع ترامب عن الموافقة على بيان ختامي مشترك اتفقت عليه مجموعة السبع في كندا مطلع الأسبوع تحدث عن الحاجة إلى "تجارة حرة وعادلة ومفيدة لطرفيها" والحاجة لمحاربة الحماية التجارية.

ويشعر الرئيس الأميركي بالغضب إزاء العجز التجاري الكبير في معاملات الولايات المتحدة مع حلفاء رئيسيين، وقد فرض رسوما جمركية على واردات المعادن.

وغرد ترامب يوم الاثنين قائلاً "التجارة العادلة ستسمى الآن تجارة حمقاء إذا لم تكن تجارة الند للند".

ورداً على ذلك، أطلقت لاغارد هجوما مستترا بعض الشيء على سياسة ترامب التجارية قائلة إن التحديات التي تقف في طريق إجراء التجارة تدمر ثقة الشركات، التي تضررت أصلا منذ قمة السبع التي عقدت مطلع الأسبوع.

(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون