الصين تقود أكبر اتفاق تجاري عالمي في غياب أميركا... تعرّف إليه

22 يونيو 2019
استمرار فعاليات قمة آسيان التي تدرس الاتفاق بتايلاند (Getty)
+ الخط -
يبدو أن الاتفاق المعروف باسم "الشراكة الاقتصادية الاقليمية الشاملة" الذي تقوده الصين ويستثني الولايات المتحدة، سيصبح أكبر اتفاق تجاري في العالم يربط نصف عدد سكان الأرض ويكرس هيمنة بكين في التجارة الآسيوية.

ومن المتوقع مناقشة الاتفاق الذي طال انتظاره في قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) اليوم الجمعة وغداً السبت في العاصمة التايلاندية، بانكوك.

فما هو اتفاق الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة؟

أُطلق الاتفاق عام 2012، وهو اتفاق تجاري بين الدول العشر الأعضاء في رابطة آسيان إلى جانب الصين واليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا ونيوزيلندا والهند.

يربط الاتفاق نحو 3.4 مليارات نسمة، وسيكون عند توقيعه أكبر اتفاق للتبادل الحر في العالم. ومن المتوقع أيضاً أن يشمل نحو ربع الصادرات في العالم.
أما هدف الاتفاق فهو كسر الحواجز التجارية وتعزيز الاستثمار لمساعدة الاقتصادات الناشئة في اللحاق بركب باقي العالم.

ما أهمية الاتفاق؟

أهميته أنه لا يشمل الولايات المتحدة، وخصوصاً أنه بقيادة بكين.

ويقول المراقبون إن الاتفاق سيكرس هيمنة الصين على جوارها، حيث لا منافسة تذكر من أميركا بعدما انسحب الرئيس دونالد ترامب من اتفاق تجاري منفصل عرف باسم "الشراكة عبر المحيط الهادئ" وكان سيصبح أكبر اتفاق تجاري في العالم لولا انسحاب واشنطن بذريعة أنه يسلب الوظائف الأميركية.

تقول الولايات المتحدة حاليا إنها تركز على اتفاقات ثنائية مع دول آسيوية وتؤكد عدم انسحابها من المنطقة.

لكن فيما تخوض الولايات المتحدة وبكين نزاعا تجاريا محتدما، فإن مؤيدي اتفاق الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة، يأملون بإنجازه في وقت قريب.

نقاط شائكة

هناك بضع نقاط شائكة. فأستراليا ونيوزيلندا تدافعان عن قواعد "عالية النوعية" بشأن إجراءات حماية العمل والبيئة. وثمة مسألة شائكة أخرى تتصل بتعزيز شروط الملكية الفكرية.

والهند من ناحيتها تخشى أن يتسبب الاتفاق بإغراق أسواقها بالسلع المصنوعة في الصين ما سيلحق ضررا بالمصنعين المحليين.
وستقع مهمة الدفع لإبرام الاتفاق في معظمها على عاتق الصين والهند، وفق دبلوماسي في جنوب شرق آسيا.

وقال الدبلوماسي طالبا عدم كشف هويته: "إنهم يتفاوضون فعلا على اتفاق تجارة ثنائي ضمن اتفاق الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة، إنهم يعرضون قضاياهم".

حتى الآن تم إنجاز سبعة من فصول الاتفاق وعددها 18، وتضغط تايلاند لإبرامه هذا العام.

هل يمكن توقيع الاتفاق هذا العام؟

تسعى دول رابطة آسيان لإنجاز الاتفاق هذا العام. لكن مع تواصل المفاوضات منذ 2013 فإن بعض المحللين يشككون في احتمال إبرامه قبل نهاية العام.

وقال المدير التنفيذي الإقليمي لمجلس الأعمال بين الولايات المتحدة وآسيان مايكل ميشالاك، إنه ما لم تتفق الصين والهند بالكامل "فإن اتفاق الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة سيراوح مكانه".

وتزداد المخاوف من احتمال الإخفاق في إبرام الاتفاق. وقال الدبلوماسي في جنوب شرق آسيا لوكالة فرانس برس إنه ما لم يتم إنجاز الاتفاق هذا العام فإنه "لن يدخل حيز التنفيذ بفعالية" وقد تدفع الصين نحو اتفاقات تجارة أصغر مع كتلة آسيان.

واشنطن تعاقب 5 شركات تكنولوجية صينية

إلى ذلك، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على 5 شركات تكنولوجية صينية، في إطار الحرب التجارية التي تخوضها الولايات المتحدة والصين، قبل أيام من لقاء بين الرئيسين دونالد ترامب وشي جين بينغ.
فقد أدرجت وزارة التجارة الأميركية يوم الجمعة، شركة سوغون الكبرى للإلكترونيات، و3 من فروعها لتصنيع الرقائق، ومعهدا معلوماتيا تابعا للجيش الصيني، في قائمة الشركات التي يحظر عليها بيع الأدوات التكنولوجية.

وتعتبر إدارة ترامب أن هذه الشركات "تصرفت ضد الأمن القومي أو مصالح السياسة الخارجية للولايات المتحدة".

وقد أثرت التوترات التجارية الحادة بين أكبر قوتين اقتصاديتين على قطاع التكنولوجيا، منذ أن منعت واشنطن في مايو/ أيار الماضي حصول شركة هواوي العملاقة، ثاني أكبر شركة في العالم للهواتف الذكية، على التكنولوجيا الأميركية لأسباب أمنية.

ورداً على ذلك، أعلنت بكين عن إنشاء قائمتها السوداء للشركات الأجنبية "غير الموثوق بها".

ومع ذلك، قررت الولايات المتحدة والصين استئناف الحوار على أعلى مستوى لمحاولة وقف هذا التصعيد التجاري الذي لا يمكن توقع نتائجه.

ومن المقرر أن يلتقي ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ الأسبوع المقبل خلال قمة مجموعة العشرين في اليابان.


(فرانس برس)
المساهمون