قطر: افتتاح خطوط بحرية مباشرة مع ماليزيا وباكستان وتايوان رغم الحصار

08 اغسطس 2017
وجهات جديدة تنطلق من ميناء حمد (العربي الجديد)
+ الخط -



في خطوات تعزّز كسر الحصار الاقتصادي المفروض على قطر، منذ أكثر من شهرين، كشف وزير المواصلات والاتصالات القطري، جاسم بن سيف السليطي، افتتاح ثلاثة خطوط بحرية مباشرة بين قطر وكل من ماليزيا وباكستان وتايوان في شهر سبتمبر/ أيلول المقبل، مشيراً إلى أن كفاءة تشغيل ميناء حمد ارتفعت إلى نسبة 70%.

حديث الوزير جاء على هامش توقيع مذكّرة تعاون لمدة خمس سنوات قابلة للتجديد بين شركة قطر لتسويق وتوزيع الكيماويات والبتروكيماويات "منتجات" الذراع التسويقية لقطر للبترول، مع الشركة القطرية لإدارة الموانئ "مواني قطر".

وبموجب مذكرة التفاهم التي وقعت الإثنين ستقوم شركة "منتجات" بتصدير عدد من شحناتها عن طريق ميناء حمد إلى وجهاتها النهائية المختلفة حول العالم. وستسند إلى "مواني قطر" مهمة توفير خدمات شحن وتفريغ الحاويات التابعة لمنتجات من أرصفة ميناء حمد، بما يشمل الحاويات المحملة بالمنتجات والحاويات الفارغة، فضلاً عن تسهيل وتطوير خدمات الدعم المتطلبة للحاويات والشاحنات.

وقال السليطي: "إن مذكرة التفاهم تؤسس لتعاون وثيق بين "مواني قطر" وشركة "منتجات"، وما يعزز مساهمة ميناء حمد في الاقتصاد الوطني ويدعم الخطط الرامية لتحقيق أهداف رؤية قطر الوطنية 2030"، لافتاً إلى أن ميناء حمد تمكّن من تحقيق إنجازات مهمة على الصعيدين الإقليمي والدولي في فترة وجيزة، إذ وفّر خطوط نقل بحرية عالمية متعددة، وسيشقّ طريقه بثبات نحو تحقيق التنويع الاقتصادي، من خلال فتح خطوط عالمية جديدة، تُسهم في تحقيق أهدافه بتحسين القدرة التنافسية لدولة قطر في المنطقة، عن طريق تحويلها إلى مركز تجاري إقليمي.

بدوره قال العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لقطر للبترول، سعد بن شريدة الكعبي، إنه سيتم ربط ميناء حمد بأكثر من 150 دولة حول العالم، مؤكداً أن تركيا ستكون محطة رئيسية للمبادلات بين البلدين وستربط بخطوط مباشرة.

واعتبر الكعبي مذكرة التفاهم بين "منتجات" و"مواني قطر" خطوة مهمة تجاه تعزيز الصادرات البتروكيماوية القطرية من خلال ميناء حمد، والتي تبلغ 2.2 مليون طن متري أو ما يعادل 150 ألف حاوية مكافئة سنوياً، ما يمثل 75% من حجم صادرات الحاويات في دولة قطر.

وأكد أن هذا الإنجاز لا يُساهم فقط في تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030، بل يشكّل تنفيذاً لتوجيهات أمير دولة قطر للاعتماد "على قدراتنا المحلية وتطوير إمكاناتنا في الوصول للأسواق العالمية، بما يضمن تعزيز الثقة العالمية بدولة قطر وبجودة منتجاتها".

وفي السياق ذاته، قال الرئيس التنفيذي لشركة "منتجات" عبد الرحمن العبد الله، "تعد مذكرة التفاهم مع "مواني قطر" بداية لعلاقة طويلة الأمد للاستفادة من قدرات ميناء حمد، وستتيح عمليات الشحن المباشر من الميناء للوصول إلى عملاء "منتجات" البالغ عددهم أكثر من 2000 عميل في أكثر من 135 دولة بكفاءة وسرعة".

وأضاف: "تمثّل المذكرة انطلاقة لعمليات الشحن بشكل مباشر من ميناء حمد إلى ست وجهات رئيسية هي، ميناء شنغهاي في الصين، وميناءا ماندرا ونافاشيفا في الهند، وميناءا صحار وصلالة في سلطنة عُمان، وميناء دير بنجي في تركيا، مع وجود خطط واضحة المعالم للتوسّع في تقديم وجهات وخدمات أكثر في المستقبل القريب.

من ناحيته أشار الرئيس التنفيذي لمواني قطر، عبد الله الخنجي، إلى أن المذكرة ستسهم في تعزيز قدرات ميناء حمد في مجال إعادة الشحن وترسّخ مكانته كبوابة رئيسية للتجارة مع العالم، مؤكداً أن التعاون مع "منتجات" من شأنه أن يُساهم في تحقيق أهداف "مواني قطر" وخططها الرامية لترسيخ مكانتها محلياُ وتعزيز حضورها إقليمياً ودولياً كشركة رائدة في تقديم خدمات مينائية ولوجستية متكاملة.

وشهد ميناء حمد في الثاني من مايو/ أيار 2017 تدشين خط بحري مباشر لتحالف (Ocean Alliance) المصنف كأكبر تحالف بحري في العالم، والذي يضم خمس شركات من كبريات الشركات العاملة في مجال الشحن والنقل البحري بأسطول يزيد على 350 سفينة وقدرة استيعابية تتجاوز 3.5 ملايين حاوية نمطية.

وكانت الشركة القطرية لإدارة الموانئ قد دشّنت أول خط نقل بحري مباشر بين الدوحة ومدينة شنغهاي الصينية أواخر يناير/ كانون الثاني 2017، ما يختصر زمن الرحلة بين الدولتين إلى 20 يوماً. وفي منتصف يونيو/ حزيران 2017 وصلت سفينة تحمل أكثر من 32 ألف رأس من الماشية إلى ميناء حمد، ضمن جهود تقوم بها قطر لتأمين الإمدادات الغذائية في مواجهة الحصار المفروض عليها.

واستقبلت شركة مواني قطر خلال شهر يوليو/ تموز الماضي 74.148 رأس ماشية و48.873 حاوية و7.897 طناً من الجابرو ومواد البناء والإنشاءات و4.922 سيارة ومعدة و80.275 طناً بضائع ومواد متنوعة.

وحققت مواني قطر بهذا الأداء خلال الشهر الماضي ارتفاعاً قياسيّاً في حركة البضائع والشحنات التجارية المتنوعة، وسجّلت أعلى نسبة نمو في حركة الشحن والنقل البحري والخدمات اللوجستية بلغت 158% مقارنة بشهر يونيو/ حزيران 2017.

وتعدّ شركة قطر لتسويق وتوزيع الكيماويات والبتروكيماويات "منتجات" شركة حكومية تأسست عام 2012، لتكون بوابة لصادرات قطر من المنتجات الكيماوية والبتروكيماوية، والتي تزيد عن 11 مليون طن سنوياً. ومن خلال شبكة تسويق دولية تضم 17 مكتباً حول العالم، ومحفظة متنوعة تضم مجموعة من البوليمرات والكيماويات والأسمدة عالية الجودة من منتجين متميزين في هذا القطاع، وشبكة من المخازن التي تخدم العملاء في أكثر من 120 دولة، تدفع الشركة بشكل متسارع عجلة نمو قطاع المنتجات الكيماوية والبتروكيماوية في دولة قطر، ما يساهم في تنويع الاقتصاد والتوسع في نشر علامة "صنع في قطر" كعلامة تجارية موثوق بها على مستوى العالم. وتعمل الشركة على توسيع وجودها الدولي، وذلك من خلال شبكتها العالمية للتسويق "منتجات بي في" التي تأسست عام 2013 وتتخذ من لاهاي في هولندا مقرّاً لها.




دلالات
المساهمون