انفراجة في أزمة عقود النفط الروسية مع كردستان العراق

28 فبراير 2018
روسنفت تعاقدت مع حكومة كردستان على حقول كركوك(فرانس برس)
+ الخط -
شهد ملف أزمة عقود النفط الروسية مع كردستان العراق انفراجة، حيث ذكرت صحيفة "كوميرسانت" الروسية في عددها الصادر اليوم الأربعاء، أن رئيس شركة "روسنفت"، إيغور سيتشين، قد يتوجه قريباً إلى العراق لتسوية الخلافات حول عقود النفط مع حكومة إقليم كردستان العراق، في الوقت الذي صدرت فيه إشارات إيجابية رسمية من بغداد اليوم حول تسوية الخلافات.

وتتسم علاقة روسنفت، أكبر شركة نفط في روسيا، مع الحكومة المركزية في بغداد بالتوتر، في ظل تعاقد الشركة الروسية في العام الماضي مع حكومة كردستان العراق، على شراء النفط المنتج في كركوك.

ورغم أن روسنفت سددت 1.3 مليار دولار للأكراد، إلا أنه لم يتم استيفاء العقد بشكل كامل بسبب سيطرة القوات الفدرالية العراقية على كركوك، وعدم اعتراف بغداد بأي اتفاقات مبرمة مع أربيل مباشرة، كما بات الغموض يخيم على مصير اتفاقيات "روسنفت" لتقاسم الإنتاج في كردستان العراق.  

وعلمت "كوميرسانت" أن القسم المغلق من اجتماع اللجنة الحكومية الروسية العراقية المشتركة الذي عقد في موسكو أمس الثلاثاء، تطرق إلى تسوية الوضع حول عقود "روسنفت" مع كردستان العراق.

وكشف مصدر للصحيفة أن رئيس روسنفت قد يجتمع مع رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، في العراق في القريب العاجل، دون الكشف عن تاريخ محدد.

وباستثناء قطاع النفط وحضور كبرى شركات الطاقة الروسية، لا يزال التعاون الاقتصادي بين روسيا والعراق محدوداً جداً، إذ بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين في العام الماضي، 1.4 مليار دولار فقط، كلها تقريباً صادرات روسية إلى العراق.

انفتاح عراقي

من جانبه، أكد وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري أن بغداد مستعدة للعمل مع أي شركة مهتمة بدعم البلاد وذلك رداً على سؤال عن أنشطة روسنفت الروسية.

وأضاف الجعفري في مؤتمر صحافي بموسكو الأربعاء عندما سئل عن تقرير في وسائل الإعلام الروسية عن الزيارة المحتملة لمدير روسنفت، إلى بغداد قائلاً إننا "لا نغلق الأبواب في وجه أي شركة ترغب في مساعدتنا".

وقالت وزارة النفط العراقية اليوم الأربعاء وفقاً لوكالة "رويترز" إنها لا تمانع في عمل شركة روسنفت بحقول كركوك النفطية.

ونقل البيان الذي صدر اليوم عن الوزير جبار اللعيبي "عدم ممانعة الوزارة في حال رغبة شركة روسنفت بتوسيع نطاق عملها في جميع حقول محافظة كركوك بعد التنسيق والاتفاق مع شركة بي.بي.".

على الصعيد ذاته، قال مصدر ملاحي مطلع اليوم إن تدفقات النفط الخام عبر خط الأنابيب الرئيسي الواصل من كردستان العراق إلى تركيا زادت إلى حوالي 360 ألف برميل يومياً من 310 آلاف برميل يومياً في المتوسط في الفترة الأخيرة، وينقل الخط في الظروف العادية ما يقرب من 600 ألف برميل يوميا من الخام.

وتوقفت صادرات حقول كركوك النفطية منذ أن انتزعت القوات الحكومية السيطرة على الحقول من يد الأكراد في أكتوبر/ تشرين الأول بعد استفتاء كردي على الانفصال واجه معارضة واسعة من تركيا وإيران والقوى الغربية.

كان رئيس الوزراء حيدر العبادي قد قال أمس الثلاثاء إن الحكومة العراقية اتفقت مع السلطات الكردية على استئناف صادرات نفط كركوك عبر ميناء جيهان التركي قريبا، ولم يذكر العبادي إطاراً زمنياً محدداً لاستئناف الصادرات.

وقال العبادي خلال مؤتمر صحافي في وقت سابق، إن "هناك اتفاقا مع الجانب الكردي لبدء تصدير النفط"، مضيفاً أن الجانبين اتفقا على "معالجة الخلافات لاحقاً"، مشيراً إلى أن المناقشات جارية مع الأكراد والحكومة التركية.

المساهمون