تترقب السياحة في تركيا، تعافياً سريعاً لقطاع الضيافة في البلاد، مدفوعة بإدارة السلطات المحلية لجائحة كورونا، والإجراءات الوقائية في مختلف المرافق داخل الولايات التركية.
وتضرر القطاع السياحي حول العالم منذ مارس/آذار الماضي، بفعل إجراءات دولية للوقاية من تفشي الفيروس، شمل غلق الحدود وفرض قيود على حركة التنقل عبر الحدود.
والسياحة، واحدة من أبرز مكونات الناتج المحلي الإجمالي لتركيا، ومصدر هام للنقد الأجنبي في الأسواق المحلية، بمتوسط عائدات سنوية يبلغ 30 مليار دولار.
وأمس الأربعاء، استأنفت تركيا عمليات استقبال المرضى القادمين من 31 دولة، في إطار السياحة العلاجية، خلال مرحلة عودة الحياة إلى طبيعتها تدريجياً بعد السيطرة على وباء كورونا، وفق وزارة الصحة.
وخلال وقت سابق من الشهر الجاري، أعلن وزير الثقافة والسياحة التركي، محمد نوري أرصوي، أن بلاده تستعد لاستئناف السياحة الداخلية في 28 مايو/ أيار الجاري.
ونفذ منتدى الاجتماع الدولي وسياحة الأفراح، استطلاعاً للرأي أجري على 45 دولة في قطاع السياحة، أظهر أن تركيا ستكون أسرع وجهة سياحية يمكنها التعافي بعد وباء كورونا (كوفيد 19).
شمل الاستطلاع 9 أسئلة لـ 822 شركة و1468 متخصصاً في السياحة، يعملون في 45 دولة من بينها ألمانيا والولايات المتحدة، وأستراليا وبلجيكا وفرنسا، وهولندا وإسبانيا وإيطاليا وروسيا.
وجاءت تركيا في المرتبة الأولى بين أسرع الوجهات السياحية، التي يمكن تعافيها بعد انتهاء الوباء.
في الاستطلاع، احتلت شركة الخطوط الجوية التركية التي حققت النجاح الأكبر من حيث استمرار فاعلياتها، مكاناً بين الشركات الخمس الأولى عالمياً، وذلك على مستوى شركات الطيران في العالم.
وفي تصريحات للأناضول، قال نجيب فؤاد أرصوي الشريك الإداري في المنتدى، إن أعضاء التجمع السياحي، يشكلون أهم منصة في قطاع الاجتماعات وسياحة الأفراح (الأعراس) بالعالم.
وأضاف: "لقد عكسنا الآثار الوبائية التي تمت معايشتها، كما عكسنا التوقعات ووجهات النظر الداخلية التي تكونت بناءً على هذه التوقعات، وذلك على مستوى الوجهات وشركات الطيران والعملاء".
وأضاف "هناك 59 بالمئة من المشاركين، يعتقدون أن السياح سيستغرقون بعض الوقت للقيام برحلات إلى الخارج بعد انتهاء الوباء.. لكن ستكون تركيا في صدارة الوجهات التي سيتجهون إليها"، مشيراً إلى أن "تركيا تحتل المرتبة الأولى بنسبة 12.2 بالمئة، ولعلنا في هذا القطاع نعتقد جميعاً أن تركيا يمكنها تجاوز وعبور هذه المرحلة بشكل أسرع مقارنة بالدول الأخرى".
وتتبع تركيا في المرتبة الثانية، تايلاند بنسبة 11.7 بالمئة، في حين أتت الصين التي تعتبر مركز وباء الفيروس ونقطة انطلاقه عالمياً، في المرتبة الثالثة بنسبة 9.2 بالمئة.
وخلصت نتائج الاستطلاع إلى أن الخطوط الجوية التركية أظهرت رسماً بيانياً ناجحاً، من بين 19 من أبرز شركات الطيران حول العالم.
وأوضح أرصوي أن نظام الإقامة الشاملة في الفنادق، ستكون له الأفضلية وذلك فيما يتعلق بالنظام الذي يتوقعون أنه سيكون الأكثر ترجيحاً في الفنادق التي ستستضيف مجموعات من السياح فيما بعد الوباء.
وتابع: "على عكس ما هو متوقع في الإجابات، فإن خيار "الإقامة الشاملة" ما يزال في المقدمة ويشكل 41 بالمئة في الاستطلاع؛ في حين أن 21 بالمئة يرجحون خيار المبيت والإفطار".
وأثبتت تركيا خلال شهرين من الوباء، كفاءتها في التصدي لتفشي الفيروس، من خلال الأرقام التي تظهر انخفاضاً في عدد الإصابات الجديدة والوفيات.
(الأناضول)