أسواق النفط لترامب: "هي ناقصاك"

15 نوفمبر 2016
البورصات ومحطات الوقود تترقب اجتماع أوبك
+ الخط -



يضع جميع المتابعين لسوق النفط العالمي أيديهم على قلوبهم خوفاً من قادم الأيام، ومن عودة الاضطرابات للأسعار التي لم تتعاف بعد من حالة التردي التي أصابتها منذ منتصف عام 2014، والأهم من فشل محتمل لاجتماعات منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" التي من المقرر أن تعقد في العاصمة النمساوية فيينا نهاية الشهر.

ومع هذا الترقب تواصل أسعار النفط تراجعها لتصل أمس لأدنى مستوياتها في ثلاثة أشهر.

ومع التراجع باتت البورصات الخليجية تترقب خبرا من هنا وإشارة تفاؤل من هناك، خاصة أن تحركاتها الحالية والمستقبلية مرتبطة بتطورات أسعار النفط، إذ إن دول الخليج تنتج وحدها 20% من الإنتاج العالمي للنفط، وتمثل المادة الخام الجزء الأكبر من إيرادات هذه الدول.

سوق النفط تلقت إشارات غير مشجعة خلال الأيام الأخيرة، فقد تجددت الخلافات بين السعودية من جهة وإيران والعراق من جهة أخرى حول أسلوب خفض الإنتاج النفطي المتوقع نهاية الشهر، وحصة كل دولة في الخفض، وفي المقابل سعت كل من فنزويلا والجزائر وقطر لتهدئة الأجواء وتقليل حدة الخلافات بين كبار المنتجين.

ومن بين الإشارات غير المشجعة كذلك أن هناك بعض الدول المنتجة للنفط تحاول الالتفاف على قرارات "اتفاق الجزائر" التاريخي التي تم الاتفاق عليها في شهر سبتمبر الماضي، وبالتالي تهديد اجتماع كبار المنتجين للنفط أعضاء منظمة أوبك في فيينا يوم 30 نوفمبر الجاري، علما أن الدول المنتجة وفي مقدمتها السعودية ودول الخليج وفنزويلا وافقت في اجتماع الجزائر على تخفيض إنتاج أوبك إلى مستوى يتراوح بين 32.5 و33 مليون برميل يومياً، بهدف تحقيق الاستقرار في الأسعار التي انهارت لمدة عامين بسبب الفائض في المعروض.


وهناك من يحاول الحصول على استثناء من اتفاق خفض الانتاج المحتمل الاتفاق عليه بفيينا نهاية الشهر مثل العراق وليبيا ونيجيريا بحجة مواجهتها أزمات مالية حادة تفرض عليها تعظيم مواردها عبر إنتاج مزيد من النفط بغض النظر عن مردود هذه الخطوة على الأسعار.

وهناك دول أكدت عدم التزامها بأي اتفاق مستقبلي يعيد الاستقرار لأسعار النفط أصلا.

كما شكلت الأرقام الصادرة عن وكالة الطاقة الدولية يوم الخميس الماضي صدمة للعاملين في أسواق النفط، خاصة وأنها أكدت أن إنتاج دول أوبك وصل إلى مستويات قياسية، وهو ما أثار المخاوف داخل الأسواق وأثر سلبا على الأسعار.

وأثر فوز دونالد ترامب المفاجئ إيجابا على سوق الأسهم والدولار، وسلبا على العديد من السلع الأولية بما في ذلك النفط، وكأن دول أوبك ناقصة مشاكل، ولذا أضيف للمشاكل المستعصية التي تواجهها أسواق النفط مشكلة أخرى هي انتخاب ترامب.

الدول المنتجة للنفط تواجه أزمة حقيقة خاصة مع توقعات استقرار سعر برميل النفط عند 40 دولارا للبرميل كما توقعت روسيا اليوم، وهو سعر قليل ويمثل مشكلة حقيقية لموازنات الدول التي تعتمد كلية على النفط مثل فنزويلا والجزائر ودول الخليج.

واجتماع أوبك القادم، الذي يعقد نهاية الشهر الجاري، ومعه اتفاق خفض الإنتاج المحتمل بات على المحك، ومن هنا تأتي أهمية التحركات التي يقوم بها خالد الفالح وزير النفط السعودي، والذي زار الجزائر يوم السبت الماضي، كما أجرى مشاورات مع منتجين آخرين انتهت لعقد اجتماع للخبراء في فيينا يوم 21 نوفمبر، للاتفاق على موقف موحد يتم عرضه على اجتماع أوبك.

إما اتفاق على خفض الإنتاج في اجتماع فيينا، وإما انفراط عقد أوبك واستمرار الأزمات التي يعاني منها كبار المنتجين للنفط، وفي مقدمتهم دول خليج وروسيا والجزائر وفنزويلا.

المساهمون