المغرب يواجه منافسيه عبر إخفاء أسرار فوسفاته

30 مايو 2019
المغرب يمتلك أكبر احتياطي فوسفات (فضل سينا/ فرانس برس)
+ الخط -

يتجنب المغرب الكشف عن تفاصيل حول الفوسفات، الذي يملك منه أكبر احتياطي في العالم، ما يجعل منه فاعلا مركزيا في تحديد مستقبل الغذاء، بما سيوفره من أسمدة.

ورغم إنجاز المجلس الأعلى للحسابات، تقريراً حول المجمع الشريف للفوسفات، إلا أنه أمسك عن تعميمه عبر موقعه الإلكتروني، كما أن رئيسه، إدريس جطو، عبر عن استحالة الكشف عن تفاصيل يمكن أن يستثمرها منافسو المملكة في سوق الفوسفات.

واكتفى المجلس الأعلى للحسابات، بإصدار بيان، سجل أن فتح مناجم جديدة عرف بعض القصور على مستوى الدراسات المنجمية، مؤكدا على ضرورة تأمين وعاء عقاري تجنبا للتوسع العمراني فوق الحقوق الفوسفاتية.

وأكد جطو أمس، خلال مثوله أمام لجنة مراقبة المالية العمومية بمجلس النواب، على عدم إمكانية الكشف عن تفاصيل حول احتياطيات الفوسفات بمنجم المملكة، تفاديا لاستثمار المنافسين لتلك المعلومات من أجل تعزيز موقعهم التنافسي تجاه المملكة.
ويشير الخبير الفرنسي، بيير نويل جيرو، إلى أن المملكة تتوفر على 72 في المائة من المخزون العالمي، أي ما يمثل، حسب تقديراته 242 عاما من الإنتاج العالمي.

ويعتبر المتخصص في القطاع، خالد بلحسن، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن المغرب يواجه منافسة شديدة، ما يبرر اكتفاءه بالكشف عن الخطوط العريضة لسياسته في مجال استخراج الفوسفات وصناعة الأسمدة وسياسته التجارية، كما الفاعلون الآخرون.

ويرى بلحسن أن المنافسة التي يعرفها سوق الفوسفات في العالم، كما في قطاعات أخرى مثل التكنولوجيات الحديثة، تنصب أكثر على براءات الاختراع، التي يسكت الجميع عنها، مشيرا إلى أن لا أحد يعرف براءات الاختراع التي أنتجتها الصين في مجال الفوسفات أو حتى مخزون العملاق الصيني من المعدن.

ولا ينفي المغرب امتلاكه أكبر مخزون في العالم، غير أنه لا يكشف عن تفاصيله، في الوقت نفسه يؤكد جطو، على أنه من غير الوارد الكشف عن المرونة الصناعية لدى المجمع الشريف للفوسفات والجوانب التجارية، تحسبا لما يمكن أن يمنحه ذلك من مؤشرات حول قدراته في هذا المجال.

ويعتقد أن ثمة معلومات حساسة لا يمكن تعميمها، من قبيل تلك التي تخص تكاليف الإنتاج، وما يتعلق ببراءات الاختراع التي تعتبر حاسمة في توضيح المسار الصناعي للمجمع الشريف للفوسفات. ويعتمد السوق العالمي في جزء منه على فوسفات المغرب والصين، مع وجود لاعبين أخرين مثل روسيا والولايات المتحدة والسعودية، بسبب محدودية المخزون إلى الإنتاج لتلبية الطلب الداخلي. وفي ذات الوقت، يعرف سوق الأسمدة عددا محدودا من اللاعبين، يتنافس فيه المغاربة والأميركيون والنرويجيون والهنود والكنديون والروس.
وأعلن المجمع الشريف للفوسفات بالمغرب، المملوك للدولة، في العام الماضي، عن خطة لاستثمار 11 مليار دولار بين 2018 و2028، مستهدفا جذب 50 في المائة من الطلب العالمي الإضافي.

وينتظر أن تعرف سوق الأسمدة العالمية نموا سنويا في حدود 5.1 في المائة، لتصل إلى 78 مليار دولار عام 2025، حسب تقرير لـ"غراند فيو ريسورتش"، وهو توجه يوافق السياسة التي ينهجها المغرب، حسب مراقبين.
المساهمون