استمع إلى الملخص
- **توقعات المحللين الماليين كانت تشير إلى هذا الرفع، حيث يتفوق نمو الطلب الداخلي على إمكانيات توسيع عرض السلع والخدمات.**
- **تجاوز إنفاق موسكو إيراداتها منذ غزو أوكرانيا، مما أدى إلى عجز كبير في الموازنة بلغ 3.2 تريليونات روبل (36 مليار دولار) في 2023.**
في أول إجراء من نوعه منذ نهاية العام الماضي، دفع ارتفاع التضخم في روسيا المصرف المركزي، في اجتماع مجلس إدارته اليوم الجمعة، إلى زيادة سعر الفائدة الأساسية من 16 إلى 18% دفعة واحدة.
ورغم أن المصرف المركزي توقع في إبريل/ نيسان الماضي أن يبلغ معدل التضخم ما بين 4.3 و4.8%، وأن يعود إلى المستوى المستهدف البالغ نحو 4% بحلول عام 2025 ويستقر عنده، إلا أنه أعلن في بداية يوليو/تموز عزمه إعادة النظر في التوقعات عامة.
التضخم في روسيا أعلى من التوقعات
وقال المصرف المركزي في بيان إن التضخم يسجل معدلات أعلى من تلك التي توقعها مصرف روسيا في إبريل/ نيسان الماضي. لا يزال نمو الطلب الداخلي يتفوق كثيراً على إمكانيات توسيع عرض السلع والخدمات. وتتطلب عودة وتيرة التضخم إلى التراجع مزيداً من تشديد السياسات النقدية الائتمانية.
ولم يشكل قرار المركزي مفاجأة للأسواق، إذ توقع محللون ماليون في شركات استثمار ومصارف روسية كبرى أن المصرف المركزي الروسي سيرفع سعر الفائدة الأساسية من 16 إلى 18%.
ورجح 22 من أصل 30 خبيراً أوردت صحيفة "إر بي كا" الروسية توقعاتهم في وقت سابق من الأسبوع الجاري، أن يتم رفع الفائدة 2 نقطة أساس على خلفية انحراف التضخم عن توقعات المصرف المركزي واستمرار تزايد الإقراض، وفق ما أوضحته مسؤولة تحليل الاقتصاد الكلي في شركة "فينام" للاستثمار أولغا بيلينكايا.
تأثيرات التضخم على الفائدة
من جهتها، أوضحت كبيرة الخبراء الاقتصاديين في وحدة "تي الاستثمار"، صوفيا دونيتس، أن رفع الفائدة في يوليو/تموز الجاري، سيتيح تجنب تشديد السياسات النقدية الائتمانية في الخريف المقبل.
وترقباً لرفع الفائدة، بدأت المصارف الروسية الكبرى في الأيام القليلة الماضية، بطرح ودائع تتراوح مدتها بين ثمانية أشهر وعام واحد بفائدة تفوق 18%، بعد أن أصدر المصرف المركزي نفسه إشارات لعزمه رفع الفائدة.
وكان نائب رئيسة المصرف المركزي، أليكسي زابوتكين، قد أكد في بداية يوليو/ تموز الجاري، أن مجلس إدارة المصرف المركزي سينظر في الشهر الحالي في رفع الفائدة الأساسية إلى 17 - 18%.
وتجاوز إنفاق موسكو إيراداتها بعشرات مليارات الدولارات منذ أن بدأت قواتها غزو أوكرانيا في فبراير/ شباط 2022، ما ساعد البلاد في مخالفة توقعات بركود كبير، لكنه أدى إلى عجز قلما تسجّل الموازنة مثيلاً له. وسجّلت روسيا عجزاً في الموازنة بلغ نحو 3,2 تريليونات روبل (36 مليار دولار) في العام 2023، أي ما يعادل 2% من الناتج المحلي الإجمالي.