كان من المفترض أن تعود الخميس والجمعة المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين إلى مسارها الصحيح، مع اتجاه الجانبين إلى تجنّب إرسال المزيد من الإشارات المقلقة إلى الأسواق المالية والاقتصاد العالمي الذي يبدو هشّاً بشكل متزايد.
لكن هذا التوجه لا يجد ما يدعمه، إذ تظهر العلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم في حالة من الفوضى والنزاع، قبل بدء الجولة الأخيرة من المفاوضات الصينية. وتستنتج وكالة "بلومبيرغ" الأميركية أن الوضع يبدو أنه لا يتجه سوى إلى الأسوأ.
لكن هذا التوجه لا يجد ما يدعمه، إذ تظهر العلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم في حالة من الفوضى والنزاع، قبل بدء الجولة الأخيرة من المفاوضات الصينية. وتستنتج وكالة "بلومبيرغ" الأميركية أن الوضع يبدو أنه لا يتجه سوى إلى الأسوأ.
وتجرى المحادثات التجارية في واشنطن قبل أيام من زيادة الرسوم الجمركية على سلع صينية بقيمة 250 مليار دولار، لتصل إلى 30 في المائة ارتفاعاً من 25 في المائة. وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن الزيادة ستسري في 15 أكتوبر/ تشرين الأول الحالي، إذا لم يتم إحراز أي تقدّم في المفاوضات.
ويحافظ ترامب على توسيع حربه ضد بكين، بعدما أعلنت إدارته الإثنين إدراج 28 شركة، من بينها عمالقة التكنولوجيا الصينيون، في القائمة السوداء، مثل شركة Hikvision للمراقبة بالفيديو وشركة SenseTime، وهي شركة من الأكثر أهمية في العالم في مجال الذكاء الاصطناعي. واقع يبيّن، وفق بلومبيرغ، أن الحروب الاقتصادية لإدارة ترامب ضد الصين تشقّ طريقاً جديدة.
اقــرأ أيضاً
والسبب المعلن لهذا الإعلان هو تورط الشركات في حملة الصين على الأقليات المسلمة في منطقة شينجيانغ. لكن هذه الخطوة وجّهت أيضاً ضربة ضد قطاعات الذكاء الاصطناعي، إذ تُهيمن الصين على هذه السوق العالمية بشكل متزايد.
حظر وتضييق
وتمنع القائمة، وفق تقرير نشره موقع "تيليغراف" البريطاني الأربعاء، الشركات الصينية من
شراء مكونات من الولايات المتحدة من دون موافقة الحكومة الأميركية. وهو المخطط ذاته الذي استخدمته واشنطن في محاولتها تقييد نشاط شركة هواوي الصينية، لأسباب قالت واشنطن إنها تتعلّق بالأمن القومي.
كذاك، أعلنت الولايات المتحدة فرض حظر يطاول تأشيرات السفر لمسؤولين صينيين تقول أميركا إنهم مرتبطون بالانتهاكات في شينجيانغ. في حين تعتزم الصين بدورها تشديد القيود على إصدار التأشيرات لمواطنين أميركيين لهم علاقة بجماعات مناهضة لبكين، وذلك رداً على الإجراء الأميركي.
واستكمل ترامب خطواته التصعيدية الثلاثاء، إذ على الرغم من نفي البيت الأبيض تستمر المشاورات حول كيف يمكن للولايات المتحدة تقييد التدفقات المالية إلى الصين، وفق تقرير نشرته "بلومبيرغ" الأربعاء. وينحصر التركيز في كيفية الضغط على شركات البيانات، مثل MSCI وBloomberg Barclays، لتقليل تأثير الشركات الصينية في مؤشرات الأسواق الناشئة. كذلك، فإن كيفية الحدّ من استثمارات صناديق التقاعد التابعة للحكومة الفيدرالية في الصين قيد الدرس.
وفي حين أكّد ترامب أنه لا يريد سوى اتفاق شامل مع الصين، قال مسؤول على دراية مباشرة بمحادثات التجارة بين البلدين إنّ بكين ما زالت مستعدة لإبرام اتفاق تجاري جزئي مع الولايات المتحدة، على الرغم من إدراج شركات تكنولوجيا صينية على قائمة سوداء في الآونة الأخيرة.
تساهل صيني
كذلك، ذكرت صحيفة فايننشال تايمز الأربعاء، نقلاً عن مصادر لم تسمها، أن مسؤولين
صينيين عرضوا زيادة مشترياتهم السنوية من المنتجات الزراعية الأميركية بقيمة عشرة مليارات دولار، وذلك بعدما زادت الشهر الماضي مشترياتها من منتجات زراعية أميركية، من بينها فول الصويا ولحم الخنزير.
في حين أن المفاوضين الصينيين، وعلى رأسهم نائب رئيس الوزراء ليو خيه، الذين يتوجّهون إلى واشنطن للمشاركة في المحادثات غير متفائلين بشأن التوصل إلى اتفاق واسع يُنهي الحرب التجارية، وفق بلومبيرغ.
وحتى هذا الصيف، كانت الفكرة القائلة إن الحروب التجارية لترامب ستُلحق الضرر بالاقتصاد الأميركي والاقتصاد العالمي مجرد نظرية. لكن البيانات في الأشهر الأخيرة كانت واضحة، إذ تبيّن أن حروب ترامب الجمركية وعدم اليقين الناجم عنها ساهما بشكل كبير في تباطؤ الاستثمار في الأعمال التجارية والتصنيع.
كذلك، حذّرت كريستالينا جورجيفا، الرئيسة الجديدة لصندوق النقد الدولي، يوم الثلاثاء، من أن العالم الذي كان منذ عامين فقط في "صعود متواصل" دخل الآن في "تباطؤ" مرتبط بالتوترات التجارية. وأكدت أن الصندوق سيخفض توقعاته للنمو العالمي لعامي 2019 و2020 في اجتماعاته السنوية في واشنطن الأسبوع المقبل، إذ إن 90 في المائة من دول العالم تعاني من تباطؤ النمو.
الضرر في الولايات المتحدة يتزايد أيضاً. كان التركيز في الأشهر الأخيرة على ركود الصناعات التحويلية وكذلك الزراعة.
وفي ورقة جديدة صدرت هذا الأسبوع، حدّد خبير الاقتصاد في جامعة نيويورك مايكل ووغ علاقة الارتباط ما بين الانتقام الصيني على الرسوم الأميركية، وتباطؤ مبيعات السيارات في الولايات المتحدة.
وفي المقاطعات الأكثر عرضة للتجارة مع الصين، وهي إلى حدّ كبير المناطق الريفية حيث تحركت الصين لوقف شراء فول الصويا وغيره من الصادرات الزراعية، انخفضت مبيعات السيارات أكثر من غيرها. كذلك شهد عدد من المقاطعات المعرضة للانتقام الصيني انخفاضاً قدره 3.8 نقاط مئوية في نمو الاستهلاك وانخفاضاً في نمو العمالة، وفق ووغ.
تراجع التنافسية الأميركية
والأربعاء، كشف تقرير للمنتدى الاقتصادي العالمي حول التنافسية أن الولايات المتحدة انتقلت
إلى المرتبة الثانية بعد سنغافورة في قدرتها التنافسية بسبب الحروب التجارية التي يخوضها الرئيس دونالد ترامب.
ومنذ 1979، ينشر المنتدى الذي يعقد كل سنة اجتماعاً في منتجع دافوس السويسري تحضره أهم الشخصيات السياسية والاقتصادية في العالم، تصنيفاً لأفضل الاقتصادات في مجالي القدرة الإنتاجية والنمو على الأمد الطويل. وقال التقرير "مع أن الولايات المتحدة تبقى قوة قادرة على الابتكار" وثاني اقتصاد في قدرتها التنافسية، بدأت تظهر بعض المؤشرات المقلقة.
وأوضحت سعدية زاهدي، المديرة في المنتدى الاقتصادي العالمي، ردّاً على سؤال عن تأثير العقوبات الجمركية التي تفرضها إدارة ترامب "من المهم التأكد من انفتاح الدول على التجارة". وأشارت إلى عدم وجود "معطيات محددة" حول تأثير ذلك، لكنها قالت إن "الشعور" الذي يرافق الرغبة في الاستثمار في الولايات المتحدة "تراجع".
وأضافت "سيؤثر الأمر في نهاية المطاف على الاستثمار على الأمد الطويل وعلى تفكير صانعي القرار وعلى نظرة رجال الأعمال غير الأميركيين إلى الولايات المتحدة"، مؤكدة "إذن نعم سيكون التأثير مهماً على الأمد الطويل". وأوضحت زاهدي أن الولايات المتحدة خسرت المرتبة الأولى لأن الأمل في الحياة بصحة جيدة أصبح أدنى مما هو عليه في الصين.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد رأت العام الماضي أن مولوداً في الصين يمكن أن يعيش حتى سن 68,7 سنة بصحة جيدة، مقابل 68,5 سنة لمولود في الولايات المتحدة.
وحصلت سنغافورة على 84,8 نقطة من أصل مائة. لكن المنتدى الاقتصادي العالمي أشار إلى أن هذا البلد استفاد إلى حد كبير من انتقال الملاحة التجارية إلى مرافئه بسبب الحروب الجمركية بين القوى الاقتصادية العالمية. وحصلت الولايات المتحدة على 83,7 نقطة مقابل 85,6 نقطة في 2018.
اقــرأ أيضاً
من جهة أخرى، انعكست الحرب التجارية على الاقتصاد الصيني. وقال وزير التجارة الصيني تشونغ شان، في نهاية سبتمبر/ أيلول، إن الشركات الصينية تواجه مصاعب عديدة بسبب الخلافات التجارية. وأضاف الوزير الصيني، خلال مؤتمر صحافي في بكين، أن "التجارة تواجه تحديات غير مسبوقة.. تحديات خارجية وداخلية".
كذلك، تراجعت صادرات الصين واحداً في المائة على غير المتوقع في أغسطس/ آب الماضي مقارنة بها قبل عام، حسب ما أظهرته بيانات الجمارك، متأثرة بتصاعد حرب التجارة. كذلك انخفض اليوان الصيني إلى أدنى مستوى في 11 عاماً مقابل الدولار، في أغسطس/ آب، وسط تصاعد مخاوف تباطؤ العملاق الاقتصادي.
ويحافظ ترامب على توسيع حربه ضد بكين، بعدما أعلنت إدارته الإثنين إدراج 28 شركة، من بينها عمالقة التكنولوجيا الصينيون، في القائمة السوداء، مثل شركة Hikvision للمراقبة بالفيديو وشركة SenseTime، وهي شركة من الأكثر أهمية في العالم في مجال الذكاء الاصطناعي. واقع يبيّن، وفق بلومبيرغ، أن الحروب الاقتصادية لإدارة ترامب ضد الصين تشقّ طريقاً جديدة.
والسبب المعلن لهذا الإعلان هو تورط الشركات في حملة الصين على الأقليات المسلمة في منطقة شينجيانغ. لكن هذه الخطوة وجّهت أيضاً ضربة ضد قطاعات الذكاء الاصطناعي، إذ تُهيمن الصين على هذه السوق العالمية بشكل متزايد.
حظر وتضييق
وتمنع القائمة، وفق تقرير نشره موقع "تيليغراف" البريطاني الأربعاء، الشركات الصينية من
كذاك، أعلنت الولايات المتحدة فرض حظر يطاول تأشيرات السفر لمسؤولين صينيين تقول أميركا إنهم مرتبطون بالانتهاكات في شينجيانغ. في حين تعتزم الصين بدورها تشديد القيود على إصدار التأشيرات لمواطنين أميركيين لهم علاقة بجماعات مناهضة لبكين، وذلك رداً على الإجراء الأميركي.
واستكمل ترامب خطواته التصعيدية الثلاثاء، إذ على الرغم من نفي البيت الأبيض تستمر المشاورات حول كيف يمكن للولايات المتحدة تقييد التدفقات المالية إلى الصين، وفق تقرير نشرته "بلومبيرغ" الأربعاء. وينحصر التركيز في كيفية الضغط على شركات البيانات، مثل MSCI وBloomberg Barclays، لتقليل تأثير الشركات الصينية في مؤشرات الأسواق الناشئة. كذلك، فإن كيفية الحدّ من استثمارات صناديق التقاعد التابعة للحكومة الفيدرالية في الصين قيد الدرس.
وفي حين أكّد ترامب أنه لا يريد سوى اتفاق شامل مع الصين، قال مسؤول على دراية مباشرة بمحادثات التجارة بين البلدين إنّ بكين ما زالت مستعدة لإبرام اتفاق تجاري جزئي مع الولايات المتحدة، على الرغم من إدراج شركات تكنولوجيا صينية على قائمة سوداء في الآونة الأخيرة.
تساهل صيني
كذلك، ذكرت صحيفة فايننشال تايمز الأربعاء، نقلاً عن مصادر لم تسمها، أن مسؤولين
في حين أن المفاوضين الصينيين، وعلى رأسهم نائب رئيس الوزراء ليو خيه، الذين يتوجّهون إلى واشنطن للمشاركة في المحادثات غير متفائلين بشأن التوصل إلى اتفاق واسع يُنهي الحرب التجارية، وفق بلومبيرغ.
وحتى هذا الصيف، كانت الفكرة القائلة إن الحروب التجارية لترامب ستُلحق الضرر بالاقتصاد الأميركي والاقتصاد العالمي مجرد نظرية. لكن البيانات في الأشهر الأخيرة كانت واضحة، إذ تبيّن أن حروب ترامب الجمركية وعدم اليقين الناجم عنها ساهما بشكل كبير في تباطؤ الاستثمار في الأعمال التجارية والتصنيع.
كذلك، حذّرت كريستالينا جورجيفا، الرئيسة الجديدة لصندوق النقد الدولي، يوم الثلاثاء، من أن العالم الذي كان منذ عامين فقط في "صعود متواصل" دخل الآن في "تباطؤ" مرتبط بالتوترات التجارية. وأكدت أن الصندوق سيخفض توقعاته للنمو العالمي لعامي 2019 و2020 في اجتماعاته السنوية في واشنطن الأسبوع المقبل، إذ إن 90 في المائة من دول العالم تعاني من تباطؤ النمو.
الضرر في الولايات المتحدة يتزايد أيضاً. كان التركيز في الأشهر الأخيرة على ركود الصناعات التحويلية وكذلك الزراعة.
وفي ورقة جديدة صدرت هذا الأسبوع، حدّد خبير الاقتصاد في جامعة نيويورك مايكل ووغ علاقة الارتباط ما بين الانتقام الصيني على الرسوم الأميركية، وتباطؤ مبيعات السيارات في الولايات المتحدة.
وفي المقاطعات الأكثر عرضة للتجارة مع الصين، وهي إلى حدّ كبير المناطق الريفية حيث تحركت الصين لوقف شراء فول الصويا وغيره من الصادرات الزراعية، انخفضت مبيعات السيارات أكثر من غيرها. كذلك شهد عدد من المقاطعات المعرضة للانتقام الصيني انخفاضاً قدره 3.8 نقاط مئوية في نمو الاستهلاك وانخفاضاً في نمو العمالة، وفق ووغ.
تراجع التنافسية الأميركية
والأربعاء، كشف تقرير للمنتدى الاقتصادي العالمي حول التنافسية أن الولايات المتحدة انتقلت
ومنذ 1979، ينشر المنتدى الذي يعقد كل سنة اجتماعاً في منتجع دافوس السويسري تحضره أهم الشخصيات السياسية والاقتصادية في العالم، تصنيفاً لأفضل الاقتصادات في مجالي القدرة الإنتاجية والنمو على الأمد الطويل. وقال التقرير "مع أن الولايات المتحدة تبقى قوة قادرة على الابتكار" وثاني اقتصاد في قدرتها التنافسية، بدأت تظهر بعض المؤشرات المقلقة.
وأوضحت سعدية زاهدي، المديرة في المنتدى الاقتصادي العالمي، ردّاً على سؤال عن تأثير العقوبات الجمركية التي تفرضها إدارة ترامب "من المهم التأكد من انفتاح الدول على التجارة". وأشارت إلى عدم وجود "معطيات محددة" حول تأثير ذلك، لكنها قالت إن "الشعور" الذي يرافق الرغبة في الاستثمار في الولايات المتحدة "تراجع".
وأضافت "سيؤثر الأمر في نهاية المطاف على الاستثمار على الأمد الطويل وعلى تفكير صانعي القرار وعلى نظرة رجال الأعمال غير الأميركيين إلى الولايات المتحدة"، مؤكدة "إذن نعم سيكون التأثير مهماً على الأمد الطويل". وأوضحت زاهدي أن الولايات المتحدة خسرت المرتبة الأولى لأن الأمل في الحياة بصحة جيدة أصبح أدنى مما هو عليه في الصين.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد رأت العام الماضي أن مولوداً في الصين يمكن أن يعيش حتى سن 68,7 سنة بصحة جيدة، مقابل 68,5 سنة لمولود في الولايات المتحدة.
وحصلت سنغافورة على 84,8 نقطة من أصل مائة. لكن المنتدى الاقتصادي العالمي أشار إلى أن هذا البلد استفاد إلى حد كبير من انتقال الملاحة التجارية إلى مرافئه بسبب الحروب الجمركية بين القوى الاقتصادية العالمية. وحصلت الولايات المتحدة على 83,7 نقطة مقابل 85,6 نقطة في 2018.
كذلك، تراجعت صادرات الصين واحداً في المائة على غير المتوقع في أغسطس/ آب الماضي مقارنة بها قبل عام، حسب ما أظهرته بيانات الجمارك، متأثرة بتصاعد حرب التجارة. كذلك انخفض اليوان الصيني إلى أدنى مستوى في 11 عاماً مقابل الدولار، في أغسطس/ آب، وسط تصاعد مخاوف تباطؤ العملاق الاقتصادي.