أي العملات أفضل من حيث الاستثمار؟

20 فبراير 2019
الدولار لا يزال الأكثر جاذبية بين العملات (Geety)
+ الخط -

هناك قاعدة تقليدية تقول إن أفضل أنواع الاستثمار وإدارة الأموال هو الاستثمار في الأدوات المضمونة وشبه المضمونة التي من أبرزها الذهب والمعادن النفيسة والعملات الرئيسية والأراضي والعقارات وودائع البنوك، وكذا أدوات الدين الحكومية المضمونة من حكومات الدول الثماني الصناعية الكبرى مثل أذون الخزانة والسندات.

أما في ما عدا ذلك فإن الأدوات تكتنفها مخاطر مثل صناديق الأستثمار، وربما تكون هذه المخاطر عالية كما هو الحال في البورصات والأسهم والعملات الرقمية مثل بيتكوين.

في ما يتعلق بالعملات الرئيسية، فإن الدولار يظل إحدى أفضل العملات من حيث الاستثمار والأمان حتى الآن لأسباب عدة، فهو العملة التي لا تزال تمثل النسبة الأكبر في احتياطيات الدول من النقد الأجنبي، ولذا تتمسك البنوك المركزية بحيازته في محافظها، وهو العملة التي يتم بها تسعير سلع وخدمات رئيسية مثل الذهب والنفط والغاز والمعادن والتجارة الخارجية والأصول الاستثمارية والصفقات الضخمة والمرور في الممرات الدولية وغيرها.

وبالنسبة لليورو فإن الظروف والمخاطر التي تمر بها منطقة اليورو لا تشجع على الاستثمار في العملة الأوروبية، ويكفي أن نشير هنا إلى أن المفوضية الأوروبية خفضت قبل أيام بشكل حاد توقعاتها للنمو الاقتصادي في منطقة اليورو في العامين الجاري والمقبل، بسبب تباطؤ متوقع على خلفية التوترات التجارية العالمية وتنامي الدين العام وأزمات بلدان أوروبية مثل إيطاليا، وبحسب المفوضية فإن النمو في منطقة اليورو سيتباطأ إلى 1.3% هذا العام انخفاضا من 1.9% عام 2018.

وفي حال استمرار الحرب التجارية بين واشنطن وشركائها وكالصين والاتحاد الأوروبي، فإن هزة سيتعرض لها الاقتصاد الألماني، أقوى الاقتصادات الأوروبية، وخاصة إذا ما فرض ترامب رسوما على السيارات الأوروبية بنسبة 25% كما هدد من قبل.

وبحسب دراسة حديثة للمعهد الألماني، فإن صادرات السيارات الألمانية إلى أميركا ستتراجع 50%، كما ستخسر ألمانيا 7 مليارات يورو بسبب الرسوم، في حين ستخسر السيارات اليابانية نحو 9 مليارات دولار.


أما بالنسبة للجنيه الاسترليني، فإن مخاطر خروج بريطانيا تدفع المستثمرين للتأني للاستثمار فيه والمضاربة عليه، بل واحتمال التعرض لخسائر إذا لم تتم حلحلة أزمة مغادرة بريطانيا الاتحاد الأوروبي، ويكفي هنا أن نشير إلى تحذير أطلقه بنك إنكلترا المركزي نهاية شهر نوفمبر الماضي أكد فيه أن عدم التوصل إلى اتفاق حول بريكست سيؤدي إلى أزمة مالية في بريطانيا وسيتسبب في خسارة الإسترليني 25% من قيمته، وهي نسبة عالية خاصة للمضاربين.

أما بالنسبة لعملات الأسواق الناشئة، فإن حالها ليس أفضل من العملات السابقة في ظل زيادة المخاطر السياسية والاقتصادية بدولها، فوكالة ستاندرد اند بورز للتصنيف الأئتماني توقعت أمس الثلاثاء انخفاض الليرة التركية على مدى الأعوام الثلاثة القادمة، ووكالة بلومبيرغ توقعت كذلك تراجع الليرة أكثر من 8% خلال العام 2019، كما توقعت تراجع عملات روسيا والهند وجنوب أفريقيا والمكسيك والأرجنتين وتايلاند تايوان والفيليبين وغيرها.

هنا يبقى الاستثمار في الدولار هو الأفضل حتى الآن، خاصة مع الزيادة الأخيرة في سعر الفائدة المستحقة عليه وتحسن مؤشرات الاقتصاد الأميركي.

المساهمون