الصحف الأردنية منقسمة حيال محاولة الانقلاب بتركيا

16 يوليو 2016
عنوان صحيفة الرأي الأردنية المثير للجدل
+ الخط -



تابعت الصحف الأردنية باهتمام بالغ المحاولة الانقلابية التي عاشتها تركيا منذ انطلاقها مساء الجمعة، وحتى إعلان فشلها فجر اليوم السبت، إذ واكبت الصحف الورقية الأربع "الرأي"، و"الدستور" و"الغد" و"السبيل"، والمدعومة بمواقع إلكترونية إخبارية، الحدث التركي لحظةً بلحظة، عبر مواقعها، التي غاب عنها التباين في التغطية واعتمدت بشكل كامل على وكالات الأنباء والتلفزيونات العالمية، فيما اجتهدت بعضها بنقل صور للأحداث من مواقع التواصل الاجتماعي.

التباين في التغطية ظهر بعد ساعات من انطلاق الحدث، وهو ما فرضته السياسة التحريرية للصحف ومواقفها. فكانت صحيفة "السبيل"، الناطقة باسم التيار الإسلامي الأردني، أول الصحف الأردنية التي اعتمدت في عناوينها "محاولة انقلابية" وليس "انقلاباً"، معطيةً الأولوية للتصريحات الصادرة عن القيادة الشرعية التركية، التي قللت من أثر المحاولة وتعهدت بالقضاء عليها. فيما واصلت الصحف الأخرى منح مساحة متساوية للتصريحات الصادرة عن الحكومة والرئاسة التركية وتلك الصادرة عن الانقلابيين.

ولم يختفِ شريط الأخبار العاجلة عن مواقع الصحف، التي راحت تنقل ما تورده وكالات الأنباء من تطورات في المشهد التركي وردود أفعال دول العالم من المحاولة الانقلابية، من دون أن تنقل موقف حكومة بلادها من الحدث التركي.

وتأخرت المواقع التابعة للصحف، في التعامل مع الحدث من زاوية محليّة، واكتفت بخبر بروتوكولي موجز صادر عن الخارجية الأردنية تدعو فيه المواطنين الأردنيين في تركيا إلى توخي الحيطة والحذر، مرفق بأرقام الاتصال مع السفارة التركية في أنقره للتواصل عند الحاجة.

ورغم الاهتمام الواسع الذي تسابقت إليه الصحف على مواقعها، بدا التباين واضحاً في حجم اهتمامها بالحدث في نسخها الورقية الصادرة اليوم السبت، فغاب الشأن التركي عن النسخة الورقية لصحيفتي "الغد" و"السبيل"، مكتفيةً بمتابعة الحدث المتحرك عبر مواقعها الإلكترونية.

أمّا صحيفة "الرأي" المحسوبة على الحكومة الأردنية، فتصدر الحدث التركي صفحتها الرئيسية، على حساب خبرين محليين مهمين ضمن السياسية التحريرية المعروفة للصحيفة، وهما إدانة الملك للهجوم الإرهابي في مدينة نيس الفرنسية، ومقابلة رئيس الوزراء الأردني هاني الملقي الأولى مع التلفزيون الأردني.

وعنونت الرأي صفحتها بـ"انقلاب عسكري في تركيا: الجيش يعلن السيطرة وأردوغان لا يعترف". وتفردت الصحيفة بالحصول على موقف رسمي أردني من الأحداث جاء على لسان الناطق باسم الحكومة معلناً فيه أن بلاده تراقب الأحداث الجارية في تركيا.

عنوان الصحيفة الذي استيقظ صباحاً على واقع مخالف، استخدمه ناشطون أردنيون محسوبون على التيار الإسلامي المؤيد لأردوغان، وآخرون معارضون للقيادة التركية، لكنهم يرفضون التغيير من خارج صناديق الانتخاب، للتهكّم على الصحيفة التي كتبت، على حدّ تعبير بعضهم، "أمنياتها الشخصية".

وأفردت صحيفة "الدستور" أيضاً مساحة للحدث التركي على صفحتها الأولى، لكن منحتها موقعاً أقل أهمية مقارنة بإدانة الملك للهجوم الإرهابي في مدينة نيس، ومقارنة بمقابلة رئيس الوزراء مع التلفزيون. وجاء عنوان "الدستور" متوازناً بين ما أعلن قادة المحاولة الانقلابية والحكومة والرئاسة التركية.



المساهمون