"موسكو. الكرملين. بوتين": محاولة لرفع شعبية الرئيس مجدداً؟

10 سبتمبر 2018
دافع سولوفيوف عن برنامجه بوجه الانتقادات (الصحافة الرئاسية الروسية)
+ الخط -
تفاعلت الصحافة الليبرالية الروسية والمعلقون على مواقع التواصل الاجتماعي بالنقد والسخرية مع البرنامج الدعائي الجديد "موسكو. الكرملين. بوتين" الذي بدأ الإعلامي الموالي للكرملين، فلاديمير سولوفيوف، بتقديمه على قناة "روسيا 1"، يوم الأحد الماضي، وتناول في حلقاته الأولى أنشطة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ومختلف جوانب شخصيته ولقاءه مع أطفال في منتجع سوتشي جنوب البلاد.

وتضمن البرنامج عرضاً مفصلاً لأسبوع عمل بوتين الذي ناقشه سولوفيوف مع ضيوفه الذين شملوا الناطق باسم الرئاسة الروسية، ديميتري بيسكوف. وقد تحدث بيسكوف عن حضور الرئيس الروسي جنازة المطرب الروسي الشهير، جوزيف كوبزون، الملقب بـ "صوت الشعب"، وأنشطة أخرى تظهر الجوانب الإنسانية في شخصية بوتين.

وخلال المناقشة وُصف بوتين بأنه "يحب الأطفال" و"شخصية إنسانية جداً"، مقابل توجيه انتقادات إلى السلطات الأوكرانية، وصولاً إلى عرض لقطات "تُبث للمرة الأولى" حول "الإجازة الممتعة" التي قضاها بوتين في جمهورية توفا الواقعة في سيبيريا، برفقة وزير الدفاع، سيرغي شويغو، ورئيس جهاز الأمن الفيدرالي، ألكسندر بورتنيكوف، ليخرجوا منها بصيد ثمين من أجود أنواع عيش الغراب، بعد أن قطعوا مسافة تزيد عن ثمانية كيلومترات سيراً على الأقدام وسط الجبال.

وفي مقالة عنوانها "الكرملين السكر"، اعتبرت صحيفة "فيدوموستي" أن البرنامج الجديد يجمع بين "الأسلوب الدعائي السوفييتي والمدح الشرقي"، ملخصة هدفه في "زيادة نسبة تأييد بوتين التي تراجعت بسبب رفع سن التقاعد، وزيادة جمهور واحدة من القنوات الحكومية بفضل شعبية الرئيس".

وتزامن العرض الأول للبرنامج الجديد مع مواصلة السلطات الروسية إصلاح رفع سن التقاعد تدريجياً من 60 إلى 65 عاماً للرجال ومن 55 إلى 60 عاماً للنساء، مما انعكس سلباً على نسبة المستعدين للتصويت لصالح بوتين من 62 في المائة في يونيو/حزيران الماضي إلى 47 في المائة في نهاية أغسطس/آب الماضي، وفق بيانات صندوق "الرأي العام".



من جهته، اعتبر أحد المدونين في موقع إذاعة "إيخو موسكفي" (صدى موسكو) أن "فكرة المتاجرة بصورة بوتين وشراء المشاهدين عبر التلفزيون تكشف في حد ذاتها بعد الكرملين عن الشعب". ورأى المدون أن البرنامج "يعكس عجز المسؤولين، ورغبتهم في الاختباء خلف الرئيس، بدلاً من إجراء تغييرات جادة في البلاد".

وأثار فيديو البرنامج الذي نال نحو 75 ألف مشاهدة تعليقات ساخرة بين مستخدمي موقع "يوتيوب"، إذ وصفه أحدهم بأنه "برنامج جديد يغسل المخ!"، بينما أشاد آخر بجهود التلفزيون الروسي لـ"تشويه صورة الرئيس"، داعياً إياه إلى مواصلة ذلك. ووصف أحد المستخدمين البرنامج بأنه "قاع"، متسائلا ما إذا كان معدوه يعتبرون أن المشاهدين "بلا مخ"، فيما دعا آخر إلى تنظيم مسابقة عنوانها "منافقة بوتين".

ومع ذلك، رفض سولوفيوف الانتقادات الموجهة إلى برنامجه الذي تمت إذاعته في وقت الذروة، مؤكداً أنه "لا يمجد شخصية بوتين"، وواصفاً الجدل حوله بأنه دليل على "الجودة العالية".

ويُعتبر سولوفيوف من أشهر المذيعين الروس وأعلاهم أجراً. كما يعد برنامجه النقاشي "مساء الأحد مع فلاديمير سولوفيوف" من أكثر البرامج مشاهدة، وتتناول أغلب حلقاته قضايا الوضع في أوكرانيا والعقوبات الغربية ضد موسكو والعملية العسكرية الروسية في سورية، كما يُعرف بولائه للكرملين وموقفه المتشدد من المعارضة الروسية.
المساهمون