إسلاموفوبيا في الدنمارك: الاعتداء على صحافي ملتحٍ... "يُشبه المسلمين"!

03 ديسمبر 2015
الصحافي المعتدى عليه وتحريض السياسية الدنماركية (العربي الجديد)
+ الخط -

"إنه يشبه الإسلاميين أكثر من الصحافيين" كان تعليق آيا فوغ، عضو حزب الشعب اليميني ومرشحته البرلمانية، بعد ظهر اليوم الخميس، حول قضية الصحافي الدنماركي الذي تعرض للاعتداء على الحدود التركية السورية.

وانتشرت صورة الصحافي أمس، في وسائل الإعلام الدنماركية وأثارت ضجة بين الأحزاب والصحافيين. أبرزها تصريحات المرشحة اليمينية، والتي يمكن ضمها إلى تقليعات الهستيريا التي تصنف البشر بناء على هيئتهم وأصولهم.
 
"وحده الشارع اليميني بات أكثر وقاحة في تقييم البشر وفق مظهرهم"، بحسب ستينا أوسترغوورد، من الحزب اليساري "اللائحة الموحدة"، وهو الحزب الذي توجه أمس إلى وزير الخارجية داعيا إياه إلى جلسة استماع حول ما فعلته وزارته في قضية الصحافي نجيب خاجا، وهو صحافي متخصص في الأفلام الوثائقية من أصول أفغانية، والذي ضرب من قبل الشرطة التركية، بينما كان في طريقه نحو سورية لإعداد تقرير عن تأثير الحرب على المدنيين في الشمال السوري.

تعليق آيا فوغ الموغل في "التحريض والاستهزاء" بحسب ما يقوله صحافيون دنماركيون من زملاء نجيب خاجا "تجاوز كل القيم، بحيث بدا وكأن الصحافي يجب أن يكون بهيئة ما يحددها اليمين ليقبل به كصحافي، وهذا ينطبق فقط على من هم من أصول غير دنماركية".

وذهبت السياسية اليمينية إلى تصريح يحمل في مضامينه ما يعانيه اليمين الدنماركي من "تركيافوبيا"، إذ كتبت في تعليقها على القضية: "إنه يشبه الإسلاميين أكثر من الصحافيين ويبدو أن الأتراك لم ينتبهوا جيداً إلى ذلك".
البعض اعتبر كلامها إشارة إلى ما يثار حول أن تركيا، وخصوصا في ظل حكم أردوغان، تتحالف مع الإسلاميين المتشددين. ومثل تلك الإشارة هي تماما ما تشيعه الدوائر الروسية التي تجد في جمهور اليمين القومي المتشدد في دول أوروبية، حلفاء أوفياء لها.

قامت فوغ بالفعل بمسح ما كتبته، ولكنها مصرة على تقييمها للشخص من مظهره الخارجي، رغم أنها قالت لصحيفة "بيرلينغسكا" اليوم: "لا ينبغي أبداً ضرب الناس المسالمين".

يذكر أن الصحافي نجيب خاجا تعرض للكمة من أحد حراس الحدود الأتراك، وقام بتصوير نفسه ونشر الصورة مع تعليق على "تويتر" حيث تفاعل معه عدد كبير من الصحافيين وأشخاص عاديون وأعضاء برلمان، باستثناء اليمين الذي لا يترك قضية لها علاقة بمن لا يشبه الأوروبيين إلا وذهب نحو تعليقات تحمل نفسا عنصريا واستعلائيا كما حدث في قضية موينز كامر صاحب التصريحات العنصرية البغيضة.



وهذه ليست المرة الأولى التي يذهب فيها أقطاب اليمين في إطلاق نعوت عنصرية وتعميمية تجاه من هم صحافيون من أصول مهاجرة، فذات الشخصية "آيا فوغ" لها تصريحات في فبراير/شباط الماضي، اتهمت فيها الجميع بـ"المشاركة في العمل الإرهابي في كوبنهاغن، بمن فيهم أحزاب يسار الوسط". وهو ما ذهب إليه السياسي موينز كامر أيضا، والذي تم تغريمه قضائيا.

ويعتبر مراقبون أن في صفوف حزب "الشعب" سياسيين أقرب إلى الفاشية من اليمين التقليدي، ففي فبراير/شباط، خرج نائب رئيس بلدية أوبنرو في الجنوب، إيرلر شوت، داعيا إلى "إقرار قانون خاص في المجتمع الدنماركي يسمح بقتل الإرهابيين وإعدامهم" دون أن يحدد مواصفاتهم.

ورغم ما تثيره تصريحات هؤلاء السياسيين، إلا أن حزب الشعب اليميني اكتسح انتخابات الصيف الماضي، ولم تجر محاسبته على تصريحات قال فيها كامر العام الماضي في تعقيب على حلقة تلفزيونية تناقش أوضاعا اجتماعية دنماركية: "وما دخل هذا المذيع التركي والوزير الهندي في شؤوننا"، وهو يعقب على وجود مذيع من أصل تركي هو أركان أوزدين، ووزير الشؤون الاجتماعية السابق، مانو سارين.

في مقابل تلك المواقف قال مقرر الشؤون الخارجية في البرلمان، نيكولاي فيلسموسن، عن حزب اللائحة الموحدة اليساري لـ"العربي الجديد": "لقد دعونا وزير الخارجية لجلسة استماع لأنه من غير المقبول السكوت على تعرض صحافي دنماركي للضرب في تركيا وهو يقوم بواجبه. هذا اعتداء على الصحافة يجب ألّا يمر، ونطالب الحكومة بالضغط على تركيا لاحترام حرية الصحافيين في العمل".



اقرأ أيضا:ورطة الإعلام الأميركي: اتهام "القطري أردوغان" بارتكاب جريمة كاليفورنيا!
المساهمون