ميزة "فيسبوك" بمعرفة أماكن إدارة صفحات السياسيين تهم الشارع العراقي

03 يناير 2019
(ناصر كشرو/NurPhoto)
+ الخط -
أثارت ميزة "فيسبوك" الأخيرة، التي تُتيح معرفة الأماكن التي تدار منها الصفحات وتاريخ إنشائها، اهتمام الشارع العراقي الذي يعاني هو الآخر من مشكلة الجيوش الإلكترونية التابعة للأحزاب والشخصيات السياسية على الموقع الأزرق.

وبحسب الناشط فريد أحمد حقي، عضو حملة "وعي" العراقية المعنية بشؤون نشر المعرفة على مواقع التواصل الاجتماعي، فإن الشارع العراقي بات على اهتمام بمن يدير صفحات السياسيين، خصوصاً أنّ هناك تصريحات وتسريبات تشير الى أن تلك الصفحات تدار مقابل مرتبات خاصة، تلك التي تحمل اسم محبي فلان أو رابطة مؤيدي فلان. وأضاف حقي أن "كثيراً من تلك الصفحات يدار من خارج العراق أيضاً".

وجاءت صفحة رئيس الوزراء العراقي الأسبق، رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي التي يتابعها نحو 650 ألف شخص في الصدارة، إذ يديرها 11 شخصاً، 10 منهم في العراق، وواحد من بريطانيا.

تلاه رئيس البرلمان العراقي السابق سليم الجبوري الذي يتابع صفحته أكثر من مليون شخص، ويدير صفحته 10 أشخاص جميعهم من العراق.

وكذلك رئيس تحالف القرار، القيادي في تحالف البناء خميس الخنجر الذي يدير صفحته المسماة 10 أشخاص، منهم 6 في العراق، و3 في تركيا، وواحد في الأردن.

وعلى الرغم من عدم حصوله على أي منصب في الحكومة العراقية الجديدة، إلا أنّ وزير الخارجية السابق إبراهيم الجعفري لديه صفحة يتابعها أكثر من 300 ألف، ويديرها 7 أشخاص من العراق.

رئيس الوزراء العراقي الأسبق اياد علاوي لديه صفحة حصلت على 690 ألف إعجاب يديرها 6 أشخاص، 4 منهم في العراق، وواحد في الأردن وواحد في الكويت.

السياسي العراقي، والقيادي في تحالف المحور جمال الكربولي لديه صفحة فيها أكثر من 50 ألف إعجاب يديرها 5 أشخاص 4 من العراق وواحد من الأردن.


وتمتلك النائبة السابقة حنان الفتلاوي عن ائتلاف دولة القانون صفحة نشطة يتابعها نحو مليونين وثلاثمائة ألف معجب، يديرها خمسة أشخاص قاموا بإخفاء موقعهم.

أما نائب الرئيس العراقي السابق أسامة النجيفي، فلديه صفحة حصلت على أكثر من مليون إعجاب يديرها أربعة أشخاص من العراق.

وتعدّ صفحة رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي التي يتابعها أكثر من مليون ونصف المليون متابع هي الأقل، إذ يديرها اثنان فقط من العراق. 

ويؤكد الإعلامي العراقي علي جاسم أنه يعرف كثيرا من الزملاء الذين يديرون صفحات إلكترونية لقادة وسياسيين مقابل مرتبات شهرية، موضحاً في حديث لـ "العربي الجديد" أن هذه المرتبات تتراوح بين 500 و1500 دولار أميركي، بحسب كمّ وأهمية ما تقدمه هذه الصفحات.

ويشير إلى أنّ هذه المرتبات تزداد خلال فترات الانتخابات والأزمات السياسية، متسائلاً: "من أين للسياسي أن يأتي بهذه المبالغ شهرياً إن لم يكن فاسدًا؟".

ولم يقتصر جدل الجيوش الإلكترونية على السياسيين، إذ تسبب وجود أشخاص يديرون صفحات إلكترونية أخرى من خارج العراق بانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال الناشط علي سلمان الشمري إنّ الجيوش الإلكترونية تبدأ لطيفة في بادئ الأمر، قبل أن تبرز سمومها لاحقاً. ونشر إحصائية ببعض الصفحات الفاعلة التي تدار من خارج العراق.

أما الإعلامي والناشط مصطفى ناصر فيؤكد أنّ الجيوش الإلكترونية في العراق تحولت إلى تجارة، بعد أن قام أصحاب المال السياسي بإغراء أصحاب بعض الصفحات النشطة لشرائها مع الأشخاص المسؤولين عن إدارتها.

دلالات
المساهمون