ممثل غزّي في هوليوود... إياد حجاج بين الإضراب والعدوان

14 نوفمبر 2023
بدأ شغف حجاج بالتمثيل من خلال مسرحٍ محلي في مدينة رفح (بول أركوليتا/ Getty)
+ الخط -

توصّل ممثلو "هوليوود"، الأسبوع الماضي، إلى اتفاق مع الاستوديوهات لتحسين الأجور وشروط العمل، ما أدّى إلى إنهاء الإضراب الذي استمر لعدة أشهر بمشاركة عشرات آلاف الممثلين.

كان لإعلان الاتفاق وقع حسن في نفس الممثل إياد حجاج الذي ظهر في أعمالٍ مثل "مسز مارفيل" و"بلاك مونداي" و"ويل أند غرايس"، لأنّ ذلك يعني أنّه سيكون قادراً على إرسال المزيد من المال لعائلته التي لجأت إلى جنوب غزّة، منذ انطلاق العدوان الإسرائيلي على القطاع في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بحسب موقع ذا نيو آراب.

إنه عبء غير معتاد لممثل في هوليوود، لكن حجاج علم أنه سيتحمله عندما غادر غزة كممثل شاب طموح.

وقال حجاج في حديث مع "ذا نيو آراب": "ليس سهلاً عليّ أن أكون في موقف المتفرج. في كل مرة كنت أُسأل عن سبب مجيئي إلى أميركا، كنت أقول إنني أتيت لأحظى بحياة جيدة ولمساعدة عائلتي".

وتابع: "إذا كان لي أن أربط بين ما يجري في غزة والإضراب، فسأقول إنّ انتهاءه سيساعدني في الحصول على المزيد من المال لمساعدة عائلتي على شراء الطعام والماء".

سوشيال ميديا
التحديثات الحية

لكن، حتى قبل الحرب على غزة، شارك حجاج في إضراب الممثلين منذ انطلاقه في يوليو/ تمّوز الماضي، متأملاً، لا بالحصول على أجر أعلى وحماية من تقنيات الذكاء الاصطناعي وحسب، بل كذلك بفتح الباب له ولغيره من الممثلين ذوي الأصول العربية لتقديم صورة أكثر إنسانية ودقّة عن المنطقة العربية في الإنتاجات الأميركية.

تجربة تمثيلية مبكرة في فلسطين

نشأ إياد حجاج في مدينة رفح البعيدة جداً عن أضواء هوليوود الساطعة، لكنّه أصيب بـ"لوثة التمثيل" من خلال مشاركته في المسرح المحلي، وتعمّقت رغبته في العمل بعد ظهوره في فيلم أميركي صُوّر بأريحا في الضفة الغربية، مع نجمتين من وزن لورين باكال وكاري فيشر.

بعد هجرته إلى الولايات المتحدة، تخصّص حجاج في مجال العلاج الفيزيائي، وبفضل عمله وصل إلى المركز الطبي بجامعة ستانفورد، حيث التقى طلاب دراسات عليا يصنعون فيلماً قصيراً عن الولايات المتحدة بعد أحداث 11 سبتمبر/ أيلول 2001، وقرروا تقديمه كشخصية ناطقة باللغة العربية.

شكّلت تلك خطوة أولى في الطريق إلى هوليوود، واستغرق الأمر 4 سنوات قبل أن يتمكن حجاج من الحصول على دخلٍ ثابتٍ من التمثيل.

مع اتخاذ مسيرته شكلاً أكثر احترافية، ترك المهاجر الفلسطيني سان فرانسيسكو، التي ساهم فيها بإنشاء فرقة رقص عربية وفريق كرة قدم ومسرح مجتمعي صغير، إلى لوس أنجليس لإيجاد وكيل يؤمن له الفرص للمشاركة في الأعمال التلفزيونية والسينمائية.

صورة الشرق الأوسط

بمجرد وصوله إلى لوس أنجليس، واصل حجاج مراكمة الخبرة في الأعمال الفنية التجارية، من دون أن ينسى جذوره في المسرح المجتمعي، وكذلك رغبته في رؤية تمثيل أكثر دقّة لمنطقة الشرق الأوسط في هوليوود.

ولفت حجاج إلى أنّ انتماءه ليس له علاقة باختيار للتمثيل، لكنّه يشير إلى أنّه يرغب كفنان في أن يصنع أفلاماً "تجعل الناس يفهمون المكان الذي أتيت منه". وتابع: "أريد الاستمرار في صناعة الأفلام وتوعية الناس على الحقائق التي لا يعرفونها".

تعرّض الممثل لمواقف واجه فيها اتهامات نمطية وغير دقيقة حول الصراع بين الشعب الفلسطيني ودولة الاحتلال، الأمر الذي كان يدفعه أحياناً إلى الابتعاد نتيجة شعوره بالاختناق.

وقال: "لو كان بمقدوري لخصّصت دقيقة في أفلامي لأقول إنّّ من المقبول أن يكون لديك أصدقاء عرب أو مسلمون لأنّنا أشخاص جيّدون" مضيفاً: "هذه الأمور التي تزعجني تحفزني في الوقت نفسه على البقاء في صناعة السينما".

سفير الفلسطينيين

بالنسبة إلى الفلسطينيين في غزة، يُعَدّ حجاج بمثابة "سفير إلى هوليوود"، وهو الأمر الذي يأخذه الممثل على محمل الجد.

وقال لـ"ذا نيو آراب": "إنها مسؤولية ضخمة وكبيرة بالنسبة إليّ. إنهم يعتقدون أنني أستطيع تغيير العالم على طريقة هوليوود. لن أغير رأي بلد ما، لكن يمكنني تغيير رأي شخص واحد هنا وهناك. التغيير يحتاج إلى أجيال".

خلال الأشهر الخمسة الماضية، كان اهتمام حجاج منصباً على الإضراب، الذي دفعه مع غيره من الممثلين إلى الشوارع للمطالبة بشروط عملٍ أكثر عدالة، لكن منذ ستة أسابيع، تحوّل انتباهه إلى غزّة، التي تعاني من تبعات العدوان الإسرائيلي المتواصل.

وقال: "أنا متحمس لانتهاء الإضراب، لكنّني أشعر بالتوتر والخوف على إخوتي وأخواتي، الذين اضطر قسم كبيرٌ منهم إلى النزوح". أضاف: "أنت تتحدث عن عائلات متعددة الأجيال تعيش معاً. لا يمكنهم المغادرة".

المساهمون