تصدّر "مساعد الملحق الإداري" قائمة الأكثر تداولاً على موقع تويتر في مصر، بعد ليلة من الجدل والأخبار المتضاربة حول مقتل موظف في السفارة المصرية في العاصمة السودانية الخرطوم.
بدأ الجدل بعد بانتشار خبر مقتل مساعد الملحق العسكري المصري غب الخرطوم محمد الحسين محمد الراوي الذي أعلنه الجيش السوداني، واتهم فيه قوات الدعم السريع باستهدافه. سارع السفير المصري هاني صلاح ووزارة الخارجية المصرية لنفي الخبر، وأدلى بتصريحات عدة أكد فيها أن البعثة المصرية بكاملها بخير ولا صحة للخبر.
مواقع التواصل والمنصات الإخبارية تناقلت تصريحات السفير، وحاولت تلك المؤيدة للنظام المصري امتصاص الجدل وحالة السخط بين المصريين.
لاحقاً، اعترفت وزارة الخارجية المصرية بمقتل الغراوي، وكذبت السفير المصري في الخرطوم، من خلال بيان رسمي لها، نقل المتحدث الرسمي لها أحمد أبو زيد جزءاً منه عبر حسابه على "تويتر".
وقال أبو زيد: "تنعى وزارة الخارجية ببالغ الحزن والأسى فقيد الواجب، الأستاذ محمد الغراوي، مساعد الملحق الإداري بسفارة مصر في الخرطوم. استشهد الفقيد وهو في طريقه إلى مقر السفارة لمتابعة مهام إجلاء المواطنين المصريين. رحم الله فقيدنا الغالي وأسكنه فسيح جناته... وتحيا مصر دوماً بتضحيات أبنائها الأبرار".
تنعى وزارة الخارجية ببالغ الحزن والأسى فقيد الواجب، الاستاذ محمد الغراوى، مساعد الملحق الإداري بسفارة مصر فى الخرطوم. استشهد الفقيد وهو فى طريقه إلى مقر السفارة لمتابعة مهام إجلاء المواطنين المصريين.رحم الله فقيدنا الغالى واسكنه فسيح جناته..وتحيا مصر دوماً بتضحيات أبنائها الأبرار pic.twitter.com/n9afelIssV
— Egypt MFA Spokesperson (@MfaEgypt) April 24, 2023
مستخدمو مواقع التواصل اعتبروا جهل وزارة الخارجية بحقيقة الوضع ونفيها هي والسفير المصري، وتأكيدهما سلامة البعثة بالكامل تخبطاً وارتباكاً فاضحاً، وزاد الانتقادات غياب القنوات والمنصات المصرية، وعجزها عن التواصل مع البعثة هناك.
وانتقد الخبير العسكري محمود جمال أداء السفير المصري، وكتب: "في مثل تلك الأوقات ليس من المفترض أن يخرج السفير المصري في السودان لنفي ما ذكرته القيادة العامة للجيش السوداني، بل من المفترض أن يخرج الضابط محمد الحسين محمد الراوي بنفسه في فيديو لكي ينفي بذاته".
وشبه أداء الخارجية والإعلام بأجواء نكسة 1967، وغرد: "الخارجية المصرية تؤكد مقتل محمد الغراوي مساعد الملحق الإداري بالسفارة المصرية في الخرطوم، وتؤكد صحة بيان الجيش السوداني، أجواء إعلام 67 تعاد من جديد، وهذا يلزم محاسبة صانع القرار المصري والبعثة الدبلوماسية في السودان، الدم المصري ومكانة مصر لا يجب أن يستهان بهما بذلك الشكل".
وتساءل ضابط القوات الجوية المصرية السابق شريف عثمان: "مساعد الملحق الإداري اللي استشهد في الخرطوم كان مخابرات عامة ولا حربية؟ حد قال لكم إنه من الصقور وكده ولا لسه؟ مش قادرين يعترفوا؟"، وأجاب في تغريدة أخرى: "للمعلومية: الملحق الإداري ومساعد الملحق الإداري مخابرات".
مساعد الملحق الاداري اللي استشهد في الخرطوم كان مخابرات عامه ولا حربيه؟
— Sherif Osman® (@SherifOsmanClub) April 24, 2023
حد قال لكم انه من الصقور و كده و لا لسه
مش قادرين يعترفوا؟
وكتب أستاذ العلوم السياسية خليل العناني: "أسئلة كثيرة يطرحها خبر مقتل مساعد الملحق الإداري بالخرطوم (إذا سلمنا بصحة الخبر أنه ملحق إداري وليس عسكريا) أهمها: من الذي اغتاله؟ وما هي أهدافه؟ وهل هناك أطراف خارجية متورطة؟ والسؤال الأهم: لماذا لم يتم إجلاء طاقم السفارة المصرية وعائلاتهم على غرار ما فعلت معظم الدول؟".
ولفت المغردون إلى خلو بيان الخارجية من أي تنديد بالحادث، وتعجبوا من لامبالاتها هي والجهات الرسمية لمجرد أن المستهدف موظف مدني في سفارتها بالخرطوم.
وقال مصطفى جاويش: "غريبة جداً وأمر مؤسف أن يتم استهداف سيارة دبلوماسي مصر وقتله بالسودان، ويعقبه حالة من اللامبالاة الرسمية لمجرد أنه كان موظفاً مدنياً وليس عسكرياً، ويشهد على ذلك بيان الخارجية المصرية".
غريبة جدا وأمر مؤسف أن يكون يتم استهداف سيارة دبلوماسي مصر وقتله بالسودان، ويعقبه حالة من اللامبالاة الرسمية لمجرد أنه كان موظفا مدنيا وليس عسكريا، ويشهد على ذلك بيان الخارجية المصرية.
— دكتور مصطفى جاويش (@drmgaweesh) April 25, 2023