قضية الشيخ جراح: جدل على مواقع التواصل حول "التسوية"

03 نوفمبر 2021
رفض أهالي الشيخ جراح تسوية حاول الاحتلال فرضها (أحمد غرابلي/فرانس برس)
+ الخط -

يتواصل الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي منذ يوم أمس الأربعاء، في ما ورد من أنباء عن إمكانية قبول عائلات من أهالي الشيخ جراح في مدينة القدس، المهددين بالتهجير لمصلحة المستوطنين، بتسوية تقضي باعتبارهم "مستأجرين محميين في منازلهم لفترة محددة، يقومون خلالها بدفع إيجار سنوي للشركة الاستيطانية حتى البت بملكية الأرض".

ما تردد من أنباء أثار الفزع بين الفلسطينيين بقبول مقترح تسوية كهذا، في ظل التضامن الواسع مع الأهالي، ليخرج الأهالي بعدها ببيان صحافي يؤكدون فيه رفضهم لذلك المقترح رسمياً، لكن الأمر لم ينتهِ، بل اعتبره بعض الفلسطينيين أنه جاء إثر ضغط فصائلي.

وأشارت الصحافية المقدسية راما يوسف، في منشور لها على موقع "فيسبوك"، إلى أن "الخبر يقول كالتالي: سبع عائلات في الشيخ جراح توقع على مقترح التسوية الإسرائيلي"، ثم علقت قائلة: "عائلات الشيخ الجراح مجبرة على الرد والتوضيح ووقف البلبلة اللي عم بتصير، تهرب المحامين من الكشف عن بنود التسوية أو حتى حصولها من عدمه مش مقبول بصراحة! متل ما الإعلام وقف معكم ووصل رسالتكم وساعد وضغط وتواجد في الشوارع نهار وليل، حالياً في تعتيم امتناع عن الإعلام أو التصريحات! موضوع توقيع العائلات على التسوية كتير كبير إذا حدث بأي شكل أو بند".

وكان موقع شبكة القسطل المختص بالشأن المقدسي قد أكد "مصداقية مصادرها في متابعة قضية (التسوية) في حيّ الشيخ جراح، وتسلسل الأحداث ابتداءً من قبولها حتى رفضها بعد الضغوط الشعبية والفصائلية إثر نشر القسطل".
وردّ المدون أحمد البيقاوي بالقول: "من حق الناس المعرفة، ومن واجبكم التواضع قليلاً والاعتذار عن البلبلة التي سبّبتموها! نقلكم لجانب من النقاشات أمر غير مهني ولا وطني، خاصة وقد وصلت إلى الصحفيين أكثر من رسالة من أهالي الحيّ لعدم الحديث عن الرد، وتأكيدات أن الرد النهائي لم يُقر بعد!".

أما ميساء منصور، فكتبت: بيان أهالي حيّ الشيخ جراح برفض التّسويّة، هذا هو الصواب أمام تضحيات الفلسطينيين في الهبّة والعدوان الأخير، وغير هيك لن نقبل، ثم أرفقت صورة عن بيان الأهالي.

وأكدت هبة الجيطان أن رفض التسوية لا يعني انتهاء قضية الشيخ جراح، وقالت: "موقف الأهالي يقدر، وربنا يكون بعونهم، بس بلاش نستعجل بموضوع الانتصارات، القضية شبه منتهية لصالح الاحتلال، حتى الآن قرار إخلاء الأهالي جاهز للتنفيذ للأسف، والله يستر من الجاي".

أما الباحث رازي نابلسي، فقد أشار إلى الجدل المثار بشأن عائلات الشيخ جرّاح التي رفضت التسوية، مؤكداً أن قضيّة الشيخ جرّاح، قضيّة باب العامود، قضيّة اللد، قضيّة غزّة وإضراب فلسطين، كانوا جزءاً من هبّة جماعية الكُل صاغها، واليوم هاي الهبّة كُلها عم تتفتّ وتموت، (..)، "لأنّا شعب بدون استراتيجية ولا نظام سياسيّ ولا مشروع، بُنى سياسيّة بتعرف تقول إنها بتمثّلنا وتجيب علينا مصاري وتوزّعها ع عظام الرقبة. وهاي الميمعة اليوم من الصُبح، ع إشاعات، أكثر اشي بجسّد وضعنا: منصرّخ منصرّخ بدون إعلام يعطينا القصّة إلنا؛ بدون قيادات تروح تعرف وعندها شرعيّة؛ بدون شخصيّات عنّا ثقة فيها نسمع منها؛ وبدون عنوان. آه آه، كمان مرّة، فوق الشيخ جرّاح، حطّينا كُل مصايبنا، وبلّشنا نصرّخ وإسّا، بنفع نخجل شوي، ضروري بلكي نتعلّم".

أماني خليفة كتبت قبل إصدار أهالي الشيخ جراح موقفهم حول نجاح الاحتلال بمحاولة تشتت الفلسطينيين، وقالت: "لحد الآن ما سمعنا قرار عائلات الشيخ جراح، مؤسف إنه المحكمة الصهيونية، نجحت مع كل نقاشات امبارح واليوم تشتت التكافل والالتفاف الأهلي حول القضية. مهم نتذكر القضية بكل الدعم المحلي والعالمي نجحت تخلق بلبلة عن الصهاينة، لهيك بالأساس القضاة قرروا ما يقرروا ويرجعوا الطابة لعند العائلات".

لكن في المقابل، اعتبر الصحافي أحمد جرار من شبكة قدس الإخبارية في منشور له على "فيسبوك" أن ما يحدث في حيّ الشيخ جراح خطير، وأن ما كشفته شبكة القسطل يجب أن يدق ناقوس الخطر للتراجع الفوري عنه. وقال جرار: "موقف العائلات الضبابي يعني أن التسوية مقبولة من طرفهم، وبيان وزارة شؤون القدس يقول إن السلطة موافقة على خيار العائلات، وهروب المحامي من الإعلام يعني أن هناك شيئاً خاطئاً يحدث".

وتابع جرار: "أكثر من 20 لقاء عقدتها القوى الوطنية والهيئة الإسلامية العليا مع أهل الحيّ لتوضيح الإجماع الوطني على رفض التسوية، لكن العائلات الأربع التي قدمت التسوية باسمها لم توضح موقفها علناً حتى الآن، وآثرت أن تبقي جوابها طيّ الكتمان، شعبكم وأمتكم وقفوا إلى جانبكم وسيقفون؛ فلا تلقوا أوراق قوتكم ولا تركنوا لمحاكم الاحتلال".

الكاتب ساري عرابي قال في تغريدة له على موقع "تويتر": "رَفَضَ أهالي حيّ الشيخ جراح التسوية المعروضة عليهم، وبغضّ النظر عن الإشاعة التي زعمت العكس، وسببها، فإن هذه المعركة تظهر حجم التراجع الذي نعاني منه على مستوى البنى النضالية التقليدية، أي الأحزاب والقوى المنظمة، وخطورة أن يقسمنا الاحتلال إلى فئات ومناطق بأولويات مختلفة".

أما المصور الصحافي هشام أبو شقرة، فقد نشر بيان أهالي الشيخ جراح حول رفضهم التسوية، وعلق قائلاً: "بعد الضغط على العائلات من قبل الأحزاب والناس والجماهير، عائلات الشيخ جراح ترفض التسوية المخزية".

المساهمون